إحساس عمر بأن الاستقرار على وشك النهاية

وكان عمر بن الخطاب قد أدرك ذلك، وعرف أن زمان الاستقرار على وشك النهاية. قال ابن أبي الحديد: ((وروى أبو جعفر الطبري في تاريخه، قال: كان عمر قد حجّر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان إلا بإذن وأجل، فشَكَوه. فبلغه، فقام فخطب فقال: ألا إني قد سننت الإسلام سن البعير، يبدأ فيكون جذعاً، ثم ثنياً، ثم يكون رباعياً، ثم سديساً، ثم بازلاً. ألا فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان.

ألا وإن الإسلام قد صار بازلاً. وإن قريشاً يريدون أن يتخذوا مال الله معونات على ما في أنفسهم. ألا إن في قريش من يضمر الفرقة، ويروم خلع الربقة. أما وابن الخطاب حيّ فلا. إني قائم دون شعب الحرة، آخذ بحلا قيم قريش وحُجَزها أن يتهافتوا في النار))[1]. ولعل ذلك هو المنشأ لما سبق من شكه في الصحابة، واحتماله تآمرهم عليه لما طعن.

 


[1] شرح نهج البلاغة ج: ۱۱ ص: ۱۲. وقريب منه في تاريخ الطبري ج ٣ ص: ٤٢٦ أحداث سنة خمس وثلاثين من الهجرة: ذكر بعض سير عثمان بن عفان(رض)، و تاريخ دمشق ج: ۳۹ ص: ٣٠٢ في ترجمة عثمان بن عفان، وكنز العمال ج: ١٤ ص: ٧٥ ح: ۳۷۹۷۷، وغيرها من المصادر إلا أنه قد حذفت منها: ((إن في قريش من يضمر الفرقة، ويروم خلع الريقة)).