تأكيد السلطة على أهمية الإمامة وعلى الطاعة ولزوم الجماعة

الأمر الثالث مما قام به الولاة في سبيل دعم سلطانهم: التأكيد على الأمور الثلاثة، التي سبق أن الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) قد أكدا عليها في حق الإمام المعصوم المجعول من قبل الله تعالى. وهي وجوب معرفة الإمام والبيعة له، ووجوب طاعته والنصيحة له، ووجوب لزوم جماعته، والنهي عن الاختلاف والتفرق والفتنة.

وقد أغفلت السلطة أن ذلك إنما جعل في حق الإمام المنصوص عليه المعصوم، المأمون على الدين والدنيا، دون غيره ممن لا تؤمن أخطاؤه وبوائقه على الإسلام والمسلمين.

١ - فمن الملفت للنظر أن كثيراً من طرق رواية ما تضمن أن من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ونحوه - مما تقدم التعرض له - تنتهي إلى معاوية بن أبي سفيان[1]، الذي بقي هو بلا بيعة، ومن دون أن يدعي لنفسه الخلافة، ما يقرب من ثلاث سنين.

٢- ومن الطريف جداً ما رواه ابن الأثير. فإنه - بعد أن ذكر بيعة معاوية ليزيد بالشام بالترغيب والترهيب، وأنه ورد المدينة فنال من النفر الذين بلغه إباءهم البيعة، وشتمهم في وجوههم، ثم خطب فأرعد وأبرق مهدداً معرضاً بهم - قال: ((ثم دخل على عائشة، وقد بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه، فقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا، فشكاهم إليها، فوعظته، وقالت له: بلغني أنك تتهددهم بالقتل. فقال: يا أم المؤمنين، هم أعز من ذلك. ولكني بايعت ليزيد، وبايعه غيرهم. أفترين أن أنقض بيعة قد تمت؟!...))[2].

فكأنَّ مثل هذه البيعة بيعة إلهية نقضها أعظم جريمة من الموبقات الكثيرة التي ارتكبها معاوية!.

3- ولما تخلف أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ومن معه عن بيعة أبي بكر، واجتمعوا في بيت سيدة النساء الصديقة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) أرسل إليهم عمر ليخرجهم من بيتها. وقال له: ((إن أبوا فقاتلهم))، فأقبل عمر ومن معه بقبس من نار، فلقيتهم سيدة النساء، وقالت: ((يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟!)). قال: ((نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة))[3].

٤- ويتحدث عمر بن الخطاب عن أحداث السقيفة وعن موقفه من سعد بن عبادة، لأنه حاول أن يسبقهم في الاستيلاء على السلطة، فيقول: فقلت وأنا مغضب قتل الله سعداً، فإنه صاحب فتنة وشر))[4].

5- وفي حديث لأبي بكر مع العباس بن عبد المطلب حينما ذهب إليه ليجعل له ولعقبه نصيباً في الخلافة، ليقطعه بذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ويضعف موقفه، قال أبو بكر: ((إن الله بعث محمداً نبياً... حتى اختار له ما عنده، فخلى على الناس أموراً [أمورهم. ظ] ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين، فاختاروني عليهم والياً، ولأمورهم راعياً... وما انفك يبلغني عن طاعن يقول الخلاف على عامة المسلمين يتخذكم لجأ... فإما دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه، وإما صرفتموهم عما مالوا إليه...)). فقال عمر بن الخطاب: ((إي والله. وأخرى: إنا لم نأتكم لحاجة إليكم، ولكن كرهاً أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم، فيتفاقم الخطب بكم...)). فأجاب العباس أبا بكر بكلام طويل، ومنه قوله: ((فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم... وإن كان هذا الأمر إنما وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين. ما أبعد قولك من أنهم طعنوا عليك من قولك إنهم اختاروك ومالوا إليك...))[5].

٦ - وقال الفضل بن شاذان في التعقيب على محاولة القوم قتل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): ((فقيل لسفيان وابن حي ولوكيع: ما تقولون فيما كان من أبي بكر في ذلك؟ فقالوا جميعاً: كانت سيئة لم تتم. وأما من يجسر من أهل المدينة فيقولون: وما بأس بقتل رجل في صلاح الأمة. إنه إنما أراد قتله لأن علياً أراد تفريق الأمة، وصدهم عن بيعة أبي بكر))[6].

7- ولما امتنعت كندة من بيعة أبي بكر وطاعته وتسليم زكاتها له، لأنها ترى أن الحق في بني هاشم، وقتل منها من قتل، وجرت خطوب طويلة في ذلك، كتب أبو بكر إلى الأشعث بن قيس يتهدده، فلما وصل الكتاب إلى الأشعث وقرأه قال للرسول: ((إن صاحبك أبا بكر هذا يلزمنا الكفر بمخالفتنا له، ولا يلزم صاحبه الكفر بقتله قومي وبني عمي)). فقال له الرسول: ((نعم يا أشعث يلزمك الكفر لأن الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك لجماعة المسلمين)) [7].

8- وفي خطبة لأبي بكر: ((وإنكم اليوم على خلافة نبوة ومفرق محجة. وسترون بعدي ملكاً عضوضاً، وأمة شَعاعاً، ودماً مفاحاً. فإن كانت للباطل نزوة، ولأهل الحق جولة، يعفو لها الأثر، وتموت السنن. فالزموا المساجد، واستشيروا القرآن، والزموا الجماعة...))[8].

٩- كما أن علقمة بن علاثة قد رأى عمر بن الخطاب مساء في الظلام فظنه خالد بن الوليد، فشدد في الاستنكار على عمر، وذمه لعزله لخالد، ونزعه من الولاية، فأبقاه عمر على غفلته، وقال له: ((نزعني فما عندك في نزعي؟)) فقال علقمة: ((وماذا عندي في نزعك ؟! هؤلاء قوم ولوا أمراً، ولهم علينا حق، فنحن مؤدون إليهم الحق الذي جعله الله لهم، وأمرنا - أو قال: وحسابنا - على الله)). وفي الصباح لما اجتمع خالد وعلقمة عند عمر أظهر عمر حقيقة الحال، وأن حديث علقمة لم يكن مع خالد، بل مع عمر نفسه، وعزر عمر علقمة لذمه إياه، ثم قال عن كلمته السابقة في الطاعة وعدم محاولة التغيير من أجل عزل خالد: ((إنه قال كلمة لأن يقولها من أصبح من أمة محمد أحب إلي من حمر النعم))[9].

 ١٠ - وخطب عمر بالجابية، فذكر خطبة الرسول الله (صلى الله عليه وآله) أكد فيها على لزوم الجماعة[10].

١١ - وعن عبد الملك بن عمير قال: ((كان عامة خطبة يزيد بن أبي سفيان وهو على الشام: عليكم بالطاعة والجماعة. فمن ثم لا يعرف أهل الشام إلا الطاعة)) [11].

١٢ - وفي صحيح أبي حمزة الثمالي قال: ((سمعت أبا جعفر [يعني: الإمام الباقر] (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)- ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف - من أدرك هذا يوماً أميراً فليبقر خاصرته بالسيف. فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً وهو يخطب بالشام على الناس، فاخترط سيفه ثم مشى إليه، فحال الناس بينه وبينه، فقالوا: يا عبد الله ما لك؟ فقال: سمعت رسول الله (عليه السلام) يقول: من أدرك هذا يوماً أميراً فليبقر خاصرته بالسيف. فقالوا: أتدري من استعمله؟ قال: لا. قالوا: أمير المؤمنين عمر. فقال: سمعاً وطاعة لأمير المؤمنين))[12].

١٣ - وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع عبد الله بن مسعود بجمع، فلما دخل مسجد منى فقال: كم صلى أمير المؤمنين؟ قالوا: أربعاً. فصلى أربعاً. قال: فقلنا له: ألم تحدثنا أن النبي ﷺ صلى ركعتين، وأبا بكر صلى ركعتين؟ فقال: بلى، وأنا أحدثكموه الآن. ولكن عثمان كان إماماً، فما أخالفه والخلاف شر))[13]. وروى غير واحد نحو ذلك عن ابن مسعود[14].

١٤ - وذكر ابن الأثير أن عبد الرحمن بن عوف أنكر على عثمان إتمامه الصلاة. وقال: ((فخرج عبد الرحمن فلقي ابن مسعود، فقال: يا أبا محمد غيّر ما تعلم. قال: فما أصنع؟ قال: اعمل بما ترى وتعلم. فقال ابن مسعود الخلاف شرّ. وقد صليت بأصحابي أربعاً. فقال عبد الرحمن: قد صليت بأصحابي ركعتين. وأما الآن فسوف أصلي أربعاً))[15].

١٥ - وقال الحارث بن قيس: ((قال لي عبد الله بن مسعود: أتحب أن يسكنك الله وسط الجنة. قال: فقلت: جعلت فداك وهل أريد إلا ذلك؟ قال: عليك بالجماعة، أو الجماعة الناس)) [16].

١٦ - وفي خطبة لابن مسعود: ((أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به. وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة))[17].

١٧ - وعن أبي مسعود أنه قال: ((عليكم بالجماعة، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة))[18]. وفي حديث له آخر: ((عليك بعظم أمة محمد...))[19].

١٨ - وفي أحداث الشورى حينما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان تلكأ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) مؤكداً على أنه الأولى بالأمر، وبأن يبايَع، وأخذ يذكر جملة من فضائله التي يتميز بها على غيره، فقطع عليه عبد الرحمن كلامه، وقال: ((يا علي، قد أبى الناس إلا عثمان، فلا تجعلن على نفسك سبيلاً)). ثم قال: ((يا أبا طلحة، ما الذي أمرك به عمر؟)) قال: ((أن أقتل من شقّ عصا الجماعة)). فقال عبد الرحمن لأمير المؤمنين (عليه السلام): بايع إذاً، وإلا كنت متبعاً غير سبيل المؤمنين، وأنفذنا فيك ما أمرنا به !!))[20].

١٩ - وفي حديث شقيق بن سلمة أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لما انصرف إلى رحله قال لبني أبيه: ((يا بني عبد المطلب إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي كعداوتهم النبي في حياته. وإن يُطَع قومكم لا تؤمّروا أبداً. ووالله لا ينيب هؤلاء إلى الحق إلا بالسيف)). قال: ((وعبد الله بن عمر بن الخطاب داخل إليهم قد سمع الكلام كله، فدخل وقال: يا أبا الحسن أتريد أن تضرب بعضهم ببعض؟! فقال: اسكت ويحك. فوالله لولا أبوك وما ركب مني قديماً وحديثاً ما نازعني ابن عفان ولا ابن عوف، فقام عبد الله فخرج))[21].

٢٠ - كما أن المقداد (رضي الله عنه) له قد أنكر ذلك أيضاً، وكان فيما قال: ((أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد)). فقال عبد الرحمن بن عوف: ((ثكلتك أمك، لا يسمعن هذا الكلام الناس، فإني أخاف أن تكون صاحب فتنة وفرقة)). فقال له المقداد: ((إن من دعا إلى الحق وأهله لا يكون صاحب فتنة، ولكن من أقحم الناس في الباطل، وآثر الهوى على الحق، فذلك صاحب الفتنة والفرقة. فتربد وجه عبد الرحمن))[22].

۲۱ - وعن صهبان مولى الأسلميين قال: ((رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان، فقال له: أنت الذي فعلت وفعلت. فقال أبو ذر: نصحتك فاستغششتني، ونصحت صاحبك فاستغشني. قال عثمان: كذبت، ولكنك تريد الفتنة وتحبها. قد انغلت الشام علينا... قال أبو ذر: والله ما وجدت لي عذراً إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فغضب عثمان، وقال: أشيروا عليّ في هذا الشيخ الكذّاب، إما أن أضربه أو أحبسه أو أقتله، فإنه قد فرّق جماعة المسلمين، أو أنفيه من أرض الإسلام...)) [23].

۲۲ - وعتب عثمان على أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه) لتوديعه أبا ذر، وكان عثمان قد نهى الناس عن كلامه وتشييعه، فقال عثمان له (عليه السلام): ((أما بلغك نهيي عن كلام أبي ذر؟)) فأجابه أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلاً: ((أو كلما أمرت بأمر معصية أطعناك فيه؟!)) [24].

٢٣ - وعن عبد الله بن رباح قال: ((دخلت أنا وأبو قتادة على عثمان وهو محصور، فاستأذناه في الحج، فأذن لنا. فقلنا: يا أمير المؤمنين قد حضر من أمر هؤلاء ما قد ترى، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالجماعة. قلنا: فإنا نخاف أن تكون الجماعة مع هؤلاء الذين يخالفونك. قال: الزموا الجماعة حيث كانت...)) [25].

وسواء صحّ هذا الحديث أم لم يصح فإنه يكشف عن وجود مثل هذه الثقافة، وتبني بعض الناس لها، سواءً كان هو عثمان أم من يتقول عليه.

٢٤ - ولما طلب زياد عامل معاوية على الكوفة من وجوه أهل الكوفة أن يشهدوا على حجر بن عدي وجماعته بما يدينهم عند معاوية كتب أبو بردة بن أبي موسى الأشعري: ((هذا ما شهد عليه الشهود أبو بردة بن أبي موسى الله رب العالمين. شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة، وفارق الجماعة، ولعن الخليفة، ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع إليه جموعاً يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية. فكفر بالله كفرة صلعاء، وأتى معصية شنعاء)). فقال زياد: ((اشهدوا على مثل شهادته)). فشهد جماعة كما قال[26].

٢٥ - ولما كتب مروان بن الحكم إلى معاوية يخوفه من وثوب الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وخروجه عليه، كتب معاوية للإمام (عليه السلام) كتاباً يحذره فيه، وجاء فيه: ((فاتق شقّ عصا هذه الأمة، وأن يردهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم. فانظر لنفسك ولدينك، ولأمة محمد (صلى الله عليه وآله) ...)).

فأجابه (عليه السلام) على هذه الفقرة في كتابه له: ((وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي والديني ولأمة محمد (صلى الله عليه وآله) وعلينا أفضل من أن أجاهدك...))[27].

٢٦ - ولما أراد معاوية البيعة ليزيد بولاية العهد قال للضحاك بن قيس الفهري لما اجتمع الوفود عنده: ((إني متكلم، فإذا سكت فكن أنت الذي تدعو إلى بيعة يزيد، وتحثني عليها)).

فلما جلس معاوية للناس تكلم، فعظم أمر الإسلام، وحرمة الخلافة وحقها، وما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر. ثم ذكر يزيد وفضله وعلمه بالسياسة، وعرض ببيعته.

فعارضه الضحاك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((يا أمير المؤمنين إنه لابد للناس من والٍ بعدك. وقد بلونا الجماعة والألفة، فوجدناهما أحقن للدماء، وأصلح للدهماء، وآمن للسبل، وخيراً في العاقبة. والأيام عوج رواجع. والله كل يوم في شأن. ويزيد بن أمير المؤمنين في حسن هديه، وقصد سيرته، على ما علمت. وهو من أفضلنا علماً وحلماً، وأبعدنا رأياً. فوله عهدك، واجعله لنا علماً بعدك، ومفزعاً نلجأ إليه، ونسكن في ظله)). وتكلم عمرو بن سعيد الأشدق بنحو من ذلك.

ثم قام يزيد بن المقنع العذري، فقال: ((هذا أمير المؤمنين - وأشار إلى معاوية - فإن هلك فهذا - وأشار إلى يزيد - ومن أبى فهذا. وأشار إلى سيفه)). فقال معاوية: ((اجلس، فأنت سيد الخطباء)). وتكلم من حضر من الوفود.

فقال معاوية للأحنف: ما تقول يا أبا بحر؟ فقال: نخافكم إن صدقنا، ونخاف الله إن كذبنا. وأنت يا أمير المؤمنين أعلم بيزيد في ليله ونهاره، وسره وعلانيته، ومدخله ومخرجه. فإن كنت تعلمه الله تعالى وللأمة رضى فلا تشاور فيه، وإن كنت تعلم فيه غير ذلك فلا تزوده الدنيا وأنت صائر إلى الآخرة. وإنما علينا أن نقول: سمعنا وأطعنا!.

وقام رجل من أهل الشام فقال: ((ما ندري ما تقول هذه المعدية العراقية. وإنما عندنا سمع وطاعة، وضرب وازدلاف))![28].

۲۷ - وقال معاوية أيضاً لعبد الله بن عمر حين أراد البيعة ليزيد: ((قد كنت تحدثنا أنك لا تحب أن تبيت ليلة وليس في عنقك بيعة جماعة وأن لك الدنيا وما فيها. وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين وتسعى في تفريق ملئهم، وأن تسفك دماءهم...)).

فأجابه ابن عمر، وقال في جملة ما قال: ((... وإنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين، وأفرق ملأهم، وأسفك دماءهم. ولم أكن لأفعل ذلك إن شاء الله. ولكن إن استقام الناس فسأدخل في صالح ما تدخل فيه أمة محمد))[29].

۲۸ - وكتب يزيد بن معاوية لابن عباس بعد خروج الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إلى مكة، وجاء في كتابه: ((وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه، فاكففه عن السعي في الفرقة))[30].

۲۹ - ولما علم يزيد امتناع ابن عباس من البيعة لابن الزبير كتب إليه: (( أما بعد فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته، وعرض عليك الدخول في طاعته، لتكون على الباطل ظهيراً، وفي المأثم شريكاً، وأنك امتنعت عليه، و اعتصمت ببيعتنا، وفاء منك لنا، وطاعة الله فيما عرفك من حقنا... وانظر رحمك الله فيمن قبلك من قومك ومن يطرأ عليك من الآفاق... فأعلمهم حسن رأيك في طاعتي والتمسك ببيعتي...))[31].

٣٠ - ولقي عبد الله بن عمر وابن عباس منصرفين من العمرة الإمام الحسين (عليه السلام) وعبد الله بن الزبير بالأبواء، فقال لهما ابن عمر: ((أذكر كما الله إلا رجعتها، فدخلتها في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظرا، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذا، وإن افترق عليه كان الذي تريدان [32]. وفي رواية أخرى: ((اتقيا الله، ولا تفرقا بين جماعة المسلمين))[33].

٣١ - وكان عبد الله بن عمر يقول: ((غلبنا حسين بن علي بالخروج. ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير))[34].

٣٢ - وقد سبق في المقدمة كتاب عمرة بنت عبد الرحمن للإمام الحسين (صلوات الله عليه) تعظم عليه ما يريد، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة [35].

٣٣- ولما خرج (عليه السلام) من مكة متجها إلى العراق اعترضته رسل عمرو ابن سعيد بن العاص فامتنع عليهم امتناعاً قوياً، ومضى (عليه السلام) لوجهه فنادوه: ((يا حسين ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة))!. فتأول (عليه السلام) قول الله عز وجل: (لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ) [36].

٣٤- وكتب عمرو بن سعيد للإمام الحسين (صلوات الله عليه) يحاول صرفه عن وجهه، ويحثه على الرجوع. وجاء في كتابه: ((فإني أعيذك بالله من الشقاق...)). فكتب إليه الإمام الحسين (عليه السلام) جواباً لكتابه، وكان فيه: ((وإنه لم يشاقق من دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين))[37].

٣٥- ولما علم النعمان بن بشير والي الكوفة بقدوم مسلم بن عقيل واختلاف الناس إليه خطب الناس، وكان في جملة ما قال: ((أما بعد فاتقوا الله عباد الله، ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فإن فيهما يهلك الرجال، وتسفك الدماء، وتغصب الأموال)). وقال: ((إني لم أقاتل من لم يقاتلني... ولكنكم إن أبديتم صفحتكم لي، ونكثكم بيعتكم، وخالفتم إمامكم، فوالله الذي لا إله إلا هو لأضر بنكم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن لي منكم ناصر. أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل))[38]. ومع ذلك يقول عنه من يقول: ((وكان حليماً ناسكاً يحب العافية))[39].

٣٦- وأخذ مسلم بن عقيل (عليه السلام) أسيراً لابن زياد، فلما انتهوا به إلى باب القصر فإذا قلة باردة موضوعة على الباب، فقال: ((اسقوني من هذا الماء))، فقال له مسلم بن عمرو: ((أتراها ما أبردها؟ لا والله لا تذوق منها قطرة أبداً حتى تذوق الحميم في نار جهنم)). فقال له مسلم: ((ويحك من أنت؟)) قال: ((أنا ابن من عرف الحق إذ أنكرته، ونصح لإمامه إذ غششته، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفت. أنا مسلم بن عمرو الباهلي)). فقال مسلم (عليه السلام): ((لأمك الثكل، ما أجفاك، وما أفظك وأقسى قلبك وأغلظك. أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني)) [40].

۳۷- ولما أدخل على ابن زیاد قال له ابن زیاد ((یا شاق و یا عاق، خرجت على إمامك، وشققت عصا المسلمين، والقحت الفتنة)) فقال له مسلم: ((كذبت یا ابن زياد. إنما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد. وأما الفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج))[41].

۳۸- ولما عسكر عبيد الله بن زياد بالنخيلة، ليخرج الناس الحرب الإمام الحسين (صلوات الله عليه ) دعا كثير بن شهاب الحارثي، ومحمد بن الأشعث بن قيس، والقعقاع بن سويد بن عبد الرحمن، وأسماء بن خارجة الفزاري، وقال: طوفوا في الناس فمروهم بالطاعة والاستقامة، وخوفوهم عواقب الأمور والفتنة والمعصية، وحثوهم على العسكرة، فخرجوا فعذروا، وداروا بالكوفة، ثم لحقوا به غير كثير بن شهاب، فإنه كان مبالغاً يدور بالكوفة يأمر الناس بالجماعة، ويحذرهم الفتنة والفرقة، ويخذل عن الإمام الحسين (صلوات الله عليه)[42].

٣٩- ولما جاء مالك بن النسير برسالة عبيد الله بن زياد للحر بن يزيد الرياحي يأمره فيها بأن يجعجع بالإمام الحسين (عليه السلام) وينزله بالعراء على غير ماء، قال أبو الشعثاء الكندي من أصحاب الإمام (عليه السلام) لمالك: ((ثكلتك أمك ماذا جئت فيه؟!)). فقال مالك: ((وما جئت فيه ؟! أطعت إمامي ووفيت ببيعتي)). فقال له أبو الشعثاء: ((عصيت ربك، وأطعت إمامك في هلاك نفسك. كسبت العار والنار. قال الله عز وجل: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ)[43] فهو إمامك))[44].

٤٠ - وقال عمرو بن الحجاج في المعركة يوم عاشوراء: ((يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين، وخالف الإمام)). فقال له الإمام الحسين (عليه السلام): ((يا عمرو بن الحجاج أعلي تحرض الناس؟! أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتم عليه؟! أما والله لتعلمن لو قد قبضت أرواحكم، ومتم على أعمالكم، أينا مرق من الدين، ومن هو أولى بصلي النار))[45].

٤١ - وعن أبي إسحاق قال: ((كان شمر بن ذي الجوشن يصلي معنا الفجر، ثم يقعد حتى يصبح، ثم يصلي فيقول: اللهم إنك شريف تحب الشرف، وأنت تعلم أني شريف، فاغفر لي. فقلت: كيف يغفر الله لك وقد خرجت إلى ابن بنت رسول الله ﷺ فأعنت على قتله ؟! قال: ويحك، فكيف نصنع؟! إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر، ولو خالفناهم كنّا شراً من هذه الحمر))[46].

٤٢ - ولما خلع أهل المدينة يزيد أنكر عبد الله بن عمر ذلك[47]، ودعا بنيه وجمعهم، وقال: ((إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله. وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقول: هذه غدرة فلان... فلا يخلعن أحد منكم يزيد... فتكون الصيلم بيني وبينه))[48].

٤٣- وكان أهل المدينة حينما خلعوا بيعة يزيد قد حبسوا بني أمية وضيقوا عليهم. فلما أقبل جيش أهل الشام بقيادة مسلم بن عقبة أفرجوا عنهم وسمحوا لهم بالخروج من المدينة بعد أن أخذوا منهم عهد الله تعالى وميثاقه على أن لا يبغوهم غائلة، ولا يدلوا على عورة لهم، ولا يظاهروا عليهم عدواً.

لكن عبد الملك بن مروان حينما دخل على مسلم بن عقبة في الطريق، واستشاره مسلم في خطة القتال أشار عليه بخطة محكمة - سار عليها مسلم - ثم قال له: ((ثم قاتلهم واستعن بالله عليهم، فإن الله ناصرك، إذ خالفوا الإمام، وخرجوا من الجماعة))[49].

٤٤ - ولما رأى مسلم بن عقبة ضَعفَ قتال أهل الشام في قتال أهل المدينة نادى: ((يا أهل الشام هذا القتال قتال قوم يريدون أن يدفعوا به عن دينهم، وأن يعزوا به نصر إمامهم؟!))[50].

وقال أيضاً في تحريضهم على القتال: ((يا أهل الشام إنكم لستم بأفضل العرب في أحسابها ولا أنسابها، ولا أكثرها عدداً، ولا أوسعها بلداً. ولم يخصصكم الله بالذي خصكم به - من النصر على عدوكم، وحسن المنزلة عند أئمتكم - إلا بطاعتكم واستقامتكم. وإن هؤلاء القوم وأشباههم من العرب غيروا فغير الله بهم. فتموا على أحسن ما كنتم عليه من الطاعة يتمم الله لكم أحسن ما ينيلكم من النصر والفلج))[51].

٤٥ - ولما انتصر على أهل المدينة، واستباحها وفعل بها الأفاعيل، وانتهك الحرمات العظام، خرج إلى مكة لقتال ابن الزبير، فاحتضر في الطريق، فقال عند الموت: ((اللهم إني لم أعمل عملاً قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، أحب إلي من قتلي أهل المدينة، ولا أرجى عندي في الآخرة))[52].

وقال: ((اللهم إن عذبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد بن معاوية، وقتل أهل الحرة، فإني إذاً لشقي))[53].

وقال الحصين: ((قال مسلم حين احتضر: اللهم إنك تعلم أني لم أشاق خليفة، ولم أفارق جماعة فاغفر لي))[54].

٤٦ - ثم قدم الحصين بن نمير مكة، فناوش ابن الزبير الحرب في الحرم، ورماه بالنيران حتى أحرق الكعبة. وكان عبد الله بن عمير الليثي قاضي ابن الزبير إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة، فنادى بأعلى صوته: ((يا أهل الشام هذا حرم الله الذي كان مأمناً في الجاهلية، يأمن فيه الطير والصيد. فاتقوا الله يا أهل الشام)). فيصيح الشاميون: ((الطاعة الطاعة. الكرة الكرة. الرواح قبل المساء)). فلم يزل على ذلك حتى أحرقت الكعبة. فقال أصحاب ابن الزبير: نطفي النار، فمنعهم وأراد أن يغضب الناس للكعبة، فقال بعض أهل الشام:

((إن الحرمة والطاعة اجتمعتا، فغلبت الطاعة الحرمة))[55].

وقال المدائني: ((وكان عبيد بن عمير الليثي يقص أيام الموادعة فيقول له أهل الشام: أيها الرجل الصالح ارجع إلى ما كنت فيه، ولا تنقص خليفة الله في أرضه، فإنه أعظم حرمة من البيت))[56].

٤٧ - وقال ابن أبي الحديد: ((قال المسعودي: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم، ويقول: إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة، ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة، فتكون الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبي بكر، فإنه أحضر الحطب، ليحرق عليهم الدار))[57].

٤٨ - ولما اختلف أهل الشام بعد معاوية بن يزيد في البيعة لابن الزبير أو لبني أمية خطب روح بن زنباع وجاء في جملة خطبته: ((وأما ما يذكر الناس من عبد الله بن الزبير، ويدعون إليه من أمره، فهو والله كما يذكرون بأنه لَابن الزبير حواري رسول الله ﷺ، وابن أسماء ابنة أبي بكر الصديق ذات النطاقين. وهو بعد كما تذكرون في قدمه وفضله. ولكن ابن الزبير منافق، قد خلع خليفتين يزيد وابنه معاوية بن يزيد، وسفك الدماء، وشقّ عصا المسلمين. وليس صاحب أمر أمة محمد ﷺ المنافق. وأما مروان بن الحكم فوالله ما كان في الإسلام صدع قط إلا كان مروان ممن يشعب ذلك الصدع. وهو الذي قاتل عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار، والذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل...))[58].

٤٩ - ولما انشق عمرو بن سعيد الأشدق عن عبد الملك بن مروان واستولى على دمشق صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أيها الناس إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة وناراً، يدخل الجنة من أطاعه والنار من عصاه. وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله، وأنه ليس إليّ من ذلك شيء، غير أن لكم عليّ حسن المواساة والعطية))[59].

٥٠- وقال الوليد بن عبد الملك: ((أيها الناس عليكم بالطاعة، ولزوم الجماعة، فإن الشيطان مع الفرد. أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه))[60].

٥١ - ولما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير وسيطر على الكوفة والبصرة وبقي لابن الزبير الحجاز، كان المهلب بن أبي صفرة بإزاء الحرورية من قبل مصعب، فكتب إليه عبد الملك: ((إن الناس مجتمعون على بيعتي، فإن دخلت فيما دخل فيه الناس فيه عرفنا لك منزلتك وشرفك، وإن لم تفعل استعنا بالله عليك)). فكتب إليه المهلب: ((أما إذا اجتمع الناس فإني لم أكن أشق عصا المسلمين، ولا أسفك دماءهم، ولا أفرق جماعتهم))[61].

٥٢ - ولما حاصر الحجاج مكة المكرمة في قتاله لابن الزبير رمي بالمنجنيق، فرعدت السماء وبرقت، فتهيب ذلك أهل الشام، فرفع الحجاج بيده حجراً ووضعه في كِفة المنجنيق، ورمى بعضهم. فلما أصبحوا جاءت صاعقة فقتلت من أصحاب المنجنيق اثني عشر رجلاً. فانكسر أهل الشام. فقال الحجاج: يا أهل الشام لا تنكروا ما ترون، فإنما هي صواعق تهامة. وعظم عندهم أمر الخلافة وطاعة الخلفاء[62].

٥٣ - وذكر الجاحظ أن الحجاج قال: ((والله لطاعتي أوجب من طاعة الله، لأن الله تعالى يقول: (اتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ). فجعل فيها مثنوية. وقال: (وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا)، ولم يجعل فيها مثنوية. ولو قلت لرجل: ادخل من هذا الباب. فلم يدخل لحلّ لي دمه))[63].

وفي حديث الأعمش أن الحجاج قال: ((اسمعوا وأطيعوا ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين عبد الملك. والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من أبواب المسجد، فخرجوا من باب آخر، لحلت لي دماؤهم وأموالهم))[64].

٥٤ - وقال أبو اليقظان: ((بعث الحجاج إلى الفضيل بن بزوان العدواني - وكان خيِّراً من أهل الكوفة - فقال: ((إني أريد أن أولّيك. قال: أوَ يُعفيني الأمير؟ فأبي. وكتب عهده، فأخذه وخرج من عنده، فرمى بالعهد وهرب. فأُخِذَ وأُتي به الحجاج. فقال: يا عدو الله. فقال: لست الله ولا للأمير بعدو. قال: ألم أكرمك؟ قال: بل أردت أن تهينني. قال: ألم أستعملك؟ قال: بل أردت أن تستعبدني. قال: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)... الآية. قال: ما استوجبت واحدة منهن. قال: كل ذلك قد استوجبت بخلافك. وأمر رجلاً من أهل الشام أن يضرب عنقه))[65].

٥٥ - وكان سمرة بن جندب يقول: ((من خالف الحجاج فقد خالف الإسلام))[66].

٥٦ - وقال ابن الكلبي: ((رأيت قاتل الحسين بن علي (عليهما السلام) قد أدخل على الحجاج وعنده عنبسة بن سعيد، فقال: أأنت [قتلت] حسيناً؟ قال: نعم. قال: كيف؟ قال: دسرته بالرمح دسراً، وهبرته هبراً. ووكلت رأسه إلى أمرئ غير وكل. فقال الحجاج: والله لا تجتمعان في الجنة أبداً. فخرج أهل العراق يقولون: والله لا يجتمع ابن رسول الله ﷺ وقاتله في الجنة أبداً. وخرج أهل الشام يقولون: صدق الأمير، لا يجتمع من شق عصا المسلمين وخالف أمير المؤمنين وقاتله في طاعة الله في الجنة))[67].

٥٧- وقد تقدم في أوائل هذا المبحث كتاب الوليد بن يزيد بن عبد الملك لرعيته المتضمن لتعظيم أمر طاعة الخلفاء ولزوم جماعتهم[68]... إلى غير ذلك مما يجده المتتبع من أجل التعرف على نظرتهم للطاعة ولزوم الجماعة وفهمهم لها. من دون ملاحظة الأهلية الخليفة، وسلوكه في نفسه، وسيرته في المسلمين، وعدله وجوره. بل مع التأكيد على عدم دخلها في وجوب الطاعة والحفاظ على الجماعة.

٥٨- ولم يكتف أتباع السلطة في تأكيد شرعيتها وعدم شرعية الخروج عليها حتى نسبوا ذلك لأبي ذر (رضي الله عنه)، مع ما هو المعلوم من موقفه منها وإنكاره عليها.

فعن العوام بن حوشب عن رجل من بني ثعلبة بن سعد قال: ((رأيت أبا ذر وقوم يقولون له: فعل بك هذا الرجل وفعل، فهل أنت ناصب لنا راية فتجتمع إليك الرجال؟ فقال: لو أن ابن عفان صلبني على أطول جذع لسمعت وأطعت واحتسبت وصبرت، فإنه من أذل السلطان فلا توبة له. فرجعوا))[69].

٥٩ - ويبدو إغراق السلطة في ذلك بنحو يعم التكليف الشرعي الشخصي الثابت للمكلف نتيجة تحقق سببه في حقه إذا لم يثبت عند السلطان.

فمن المعلوم - تبعاً للنصوص الكثيرة - أن الصوم والإفطار يتبعان رؤية الهلال. فمن رأى الهلال صام أو أفطر وإن لم تثبت الرؤية عند السلطان ولم يعلن ذلك العامة الناس.

لكن السلطة كانت تحاول فرض موقفها حتى على من رأى الهلال بنفسه، ووجب عليه اتخاذ الموقف المناسب لذلك.

فعن صالح بن كيسان أنه قال: قال عمر لرجل أعور أصيبت عينه في غزاة مع رسول الله ﷺ شهد عنده على رؤية هلال شهر رمضان: بأي عينيك رأيته؟! قال: بشرهما. يعني الصحيحة. فقال عمر: وإن أفطرتُ فما أنت صانع؟ قال: أفطر معكم. فقبل قوله))[70].

وقال البلاذري: ((وكان هاشم بن عتبة المرقال قد أفطر في آخر يوم من شهر رمضان، فشهد عليه بذلك قوم عند سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص عامل عثمان بن عفان على الكوفة. فقال له سعيد: ما دعاك أن أفطرت قبل أميرك؟ فقال: رأيت الهلال. قال سعيد: كيف رأيته بعين واحدة وعامة الخلق ينظرون بعينين ولم يروه؟! فقال: سببت خير عيني، فضر به سعيد عند ذلك حداً...))[71].

وقد بقيت السلطة وأتباعها يحاولون التذكير بهذه المفاهيم المشوهة والتأكيد عليها حتى بعد أن سقطت السلطة عن الاعتبار، وفقدت مكانتها الدينية، نتيجة فاجعة الطف ومضاعفاتها، كما يظهر بأدنى ملاحظة لتاريخ المسلمين وتراثهم. ولهم في ذلك نكات ملفتة للنظر.

 


[1] راجع مسند أحمد ج: ٤ ص: ٩٦ حديث معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، ومجمع الزوائد ج: ٥ كتاب الخلافة ص: ۲۱۸ باب لزوم الجماعة وطاعة الأئمة والنهي عن قتالهم، ص: ٢٢٥ باب لا طاعة في معصية، وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص: ٤٨٩، ومسند أبي يعلى ج: ١٣ ص: ٣٦٦، وصحيح ابن حبان ج: ١٠ ص: ٤٣٤ كتاب السير: باب طاعة الأئمة: ذكر الزجر عن ترك اعتقاد المرء الإمام الذي يطيع الله جل وعلا في أسبابه، والمعجم الأوسط ج: ٦ ص: ٧٠، والمعجم الكبير ج: ١٩ ص: ٣٣٥ فيما رواه ذكوان أبو صالح السمان عن معاوية، ص: ۳۸۸ فيما رواه شريح بن عبيد عن معاوية، وغيرها من المصادر الكثيرة.

[2] الكامل في التاريخ ج: ۳ ص: 508 - 509 أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة: ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد. ونحوه في الفتوح لابن أعثم ج: ٤ ص: ٣٤١ ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج ومما كان منه بمكة والمدينة ورجوعه.

[3] العقد الفريد ج: ٤ ص: ٢٤٢ فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: سقيفة بني ساعدة، واللفظ له. المختصر في أخبار البشر ج ١ ص: ١٥٦ ذكر أخبار أبي بكر الصديق وخلافته.

[4] صحیح ابن حبان ج ۲ ص: 157 باب حق الوالدين: الزجر عن أن يرغب المرء عن آبائه إذ استعمال ذلك ضرب من الكفر. تاريخ دمشق ج: 30 ص: ۲۸۳ في ترجمة أبي بكر الصديق. تاريخ الإسلام ج: 3 ص: ١١ أحداث سنة إحدى عشر من الهجرة: خلافة أبي بكر (رض). النهاية في غريب الحديث ج: ٤ ص: ١٣. لسان العرب ج: ١١ ص: ٥٤٩، وغيرها من المصادر.

[5] تاريخ اليعقوبي ج: ۲ ص: ١٢٥ خبر سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر، واللفظ له. الإمامة والسياسة ج: ۱ ص: ١٨ كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. شرح نهج البلاغة ج: ۱ ص: ۲۲۰.

[6] الإيضاح ص: ١٥٧-١٥٨.

[7] الفتوح لابن أعثم ج: ١ ص: ٥٦ ذكر كتاب أبي بكر إلى الأشعث بن قيس ومن معه من قبائل كندة.

[8] عيون الأخبارج: ۲ ص: ۲۳۳ كتاب العلم والبيان الخطب، واللفظ له. نثر الدر ج: ٢ ص: ٧ الباب الأول من الفصل الثاني: في كلام أبي بكر الصديق (ره). ومثل ذلك في العقد الفريدج: ٤ ص: ٦٢ فرش كتاب الخطب، إلا أنه فيه: ((واعتصموا بالطاعة)) بدل ((والزموا الجماعة)).

[9] تاريخ المدينة ج: ٣ ص: ٧٩٥. واللفظ له. الإصابة ج: ٤ ص: ٤٥٩ في ترجمة علقمة بن علاثة تاريخ دمشق ج: ٤١ ص: ١٤١ في ترجمة علقمة بن علاثة، وغيرها من المصادر.

[10] لاحظ سنن الترمذي ج: ٣ ص: ٣١٥ أبواب الفتن عن رسول ﷺ: باب في لزوم الجماعة، والسنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: ۳۸۸ -۳۸۹ كتاب عشرة النساء: لا يخلون رجل بامرأة، فتح الباري شرح صحيح البخاري ج: ١٣ ص: ٢٦٦، ونصب الراية ج: ٦ ص: ١٤١-١٤٢، وعلل الترمذي الكبير ص: ٣٢٣ أبواب الفتن: ما جاء في لزوم الجماعة.

[11] تاریخ دمشق ج ۱ ص: ۳۱۹ باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة واعتصامهم بلزوم السنة والجماعة.

[12] معاني الأخبار ص: ٣٤٦ باب معنى استعانة النبي ﷺ بمعاوية في كتابة الوحي.

[13] السنن الكبرى للبيهقي ج: ٣ ص: ١٤٤ باب من ترك القصر في السفر غير رغبة عن السنة، واللفظ له. تاريخ دمشق ج: ٣٩ ص: ٢٥٤ في ترجمة عثمان بن عفان.

[14] السنن الكبرى للبيهقي ج: ٣ ص: ١٤٤ باب من ترك القصر في السفر غير رغبة عن السنة. سنن أبي داود ج: ١ ص: ٤٣٨ كتاب المناسك: باب الصلاة بمنى. المعجم الأوسط ج: ٦ ص: ٣٦٨.

المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج: ٢ ص: ٥١٦ كتاب الصلاة: باب الصلاة في السفر. مسند أبي يعلى ج: ٩ ص: ٢٥٦. البداية والنهاية ج: ٧ ص: ٢٤٤. فتح الباري ج: ٢ ص: ٤٦٥، عمدة القاري ج: ۷ ص: ۱۲۰، ۱۲۲. معرفة السنن والآثار ج: ٢ ص: ٤٢٦-٤٢٧. التمهيد لابن عبد البر ج: ١١ ص: ۱۷۲. تأويل مختلف الحديث ص: ۲۷ تاریخ دمشق ج: ۳۹ ص: ٢٥٥ في ترجمة عثمان بن عفان. وغيرها من المصادر.

[15] الكامل في التاريخ ج: ٣ ص: ١٠٤ أحداث سنة تسع وعشرين من الهجرة: ذكر إتمام عثمان الصلاة بجمع.

[16] المصنف لابن أبي شيبة ج: ٨ ص: ٦٤٥ كتاب المغازي: من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. مجمع الزوائد ج: ٥ ص: ۲۲۲ كتاب الخلافة: باب لزوم الجماعة والنهي عن الخروج على الأئمة وقتالهم. كنز العمال ج:١ ص: ٣٨٠ ح: ١٦٥٤. المعجم الكبير ج: ٩ ص: ۱۹۸ في نقل كلام ابن مسعود.

[17] التمهيد لا بن عبد البر ج: ۲۱ ص: ۲۷۳، واللفظ له. الاستذكار لابن عبد البر ج: ٨ ص: ٥٧٧ مجمع الزوائد ج: 5 ص: ۲۲۲ كتاب الخلافة باب نزوم الجماعة والنهي عن الخروج على الأئمة وقتا لهم، ج: ۷ ص: ۳۲۸ کتاب الفتن: باب ثان في أمارات الساعة. المعجم الكبير ج: ٩ ص: ١٩٩ في نقل كلام ابن مسعود. وقد روي بعضه في تفسير الطبري ج: ٤ ص: ٤٥، وتفسير ابن أبي حاتم ج: ۳ ص: ۷۲۳، وتفسير الثعلبي ج: ٣ ص: ١٦٢، والدر المنثور ج: ٢ ص: ٦٠، وغيرها من المصادر.

[18] المصنف لا بن أبي شيبة ج: ٨ ص: ٦٧٢ كتاب المغازي: ما ذكر في فتنة الدجال، واللفظ له. كتاب السنة لابن أبي عاصم ص: ٤١-٤٢. سير أعلام النبلاء ج: ٢ ص: ٤٩٥-٤٩٦ في ترجمة أبي مسعود البدري. كنز العمال ج: ١ ص: ٣٨٤ ح: ١٦٦٣. كشف الخفاء ج: ٢ ص: ٣٥٠.

[19] المستدرك على الصحيحين ج: ٤ ص: ٥٥٦ كتاب الفتن والملاحم: ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.

[20] شرح نهج البلاغة ج: ٦ ص: ١٦٨.

[21] شرح نهج البلاغة ج: ٩ ص: ٥٤.

[22] شرح نهج البلاغة ج: ٩ ص: ٥٧، واللفظ له. وذكر بعضه في الأمالي للمفيد ص: ۱۷۱. والأماني للطوسي ص: ١٩١.

[23] شرح نهج البلاغة ج: ٣ ص: ٥٦، واللفظ له، وج: ٨ ص: ٢٥٩. الشافي في الإمامة ج: ٤ ص: ٢٩٦.

[24] شرح نهج البلاغة ج: ٨ ص: ٢٥٤.

[25] المصنف لعبد الرزاق ج: ١١ ص: ٤٤٦ باب مقتل عثمان.

[26] أنساب الأشراف ج: ٥ ص: ٢٦٢ أمر حجر بن عدي ومقتله، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٠٠ أحداث سنة إحدى وخمسين من الهجرة: ذكر سبب مقتل حجر بن عدي. الأغاني ج: ۱۷ ص: ١٤٥ - ١٤٦ خبر مقتل حجر بن عدي.

[27] اختيار معرفة الرجال ج: 1 ص: ١٢٠ - ١٢٤ في ترجمة عمرو بن الحمق الخزاعي.

[28] الكامل في التاريخ ج ٣ ص: 507 - 508 أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة: ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد، واللفظ له، الفتوح لابن أعثم ج: ٤ ص: ٣٣٦-٣٣٧ ثم رجعنا إلى الخبر الأول. نهاية الإرب في فنون الأدب ج: ۲۰ ص ۲۲۲ أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة: من وفد إلى معاوية من أهل الأمصار.

[29] الإمامة والسياسة ج: ١ ص: ١٥١-١٥٢ قدوم معاوية المدينة على هؤلاء القوم وما كان بينهم من المنازعة، واللفظ له. تاريخ الإسلام ج: ٤ ص: ١٤٨ - ١٤٩ الطبقة السادسة: أحداث سنة أحدى وخمسين من الهجرة: تاريخ خليفة بن خياط ص: ١٦٠-١٦١ أحداث سنة أحدى وخمسين من الهجرة. وغيرها من المصادر.

[30] سير أعلام النبلاء ج: ٣ ص: ٣٠٤ في ترجمة الحسين الشهيد البداية والنهاية ج: ٨ ص: ۱۷۷ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. تاريخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۱۰ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤١٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: 59 ح: ۲۸۳، وغيرها من المصادر.

[31] تاريخ اليعقوبي ج: ٢ ص: ٢٤٧ مقتل الحسين بن علي، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ۱۲۷ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ذكر بعض سيرته (يزيد) وأخباره. مجمع الزوائد ج: ٧ ص: ٢٥٠ كتاب الفتن: باب فيما كان من أمر ابن الزبير المعجم الكبير ج: ١٠ ص: ٢٤١ مناقب عبد الله بن عباس وأخباره، وغيرها من المصادر.

[32] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۰۸ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤١٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٥٧ ح: ۲۸۳. وغيرها من المصادر.

[33] البداية والنهاية ج: ٨ ص: ١٥٨ أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية: يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٥٤ أحداث سنة ستين من الهجرة: خلافة يزيد بن معاوية.

[34] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ٢٠٨ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ١٧٥ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤١٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد ص: ٥٧ ح: ۲۸۳. وغيرها من المصادر.

[35] تاريخ مدينة دمشق ج: ١٤ ص: ٢٠٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. وتقدمت بقية مصادره عند الكلام في بعض شواهد إصرار الإمام الحسين (عليه السلام) على الخروج للعراق مع علمه بمصيره.

[36] سورة يونس الآية: ۱۰. تجد ذلك في تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٨٩ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجها إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ۱۷۹ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق.

[37] تاریخ دمشق ج: ١٤ ص: ۲۰۹ - ۲۱۰ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج: ٦ ص: ٤١٩ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٩٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ١٧٦-١٧٧ أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٥٧ ح: ٢٨٣، وغيرها من المصادر.

[38] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٤ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٢٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل(رضي الله عنه). الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ٣٩ ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة. وذكر باختصار في تاريخ ابن خلدون ج ٣ ص: ٢٢ مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله.

[39] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٢٦٤ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل(رضي الله عنه)، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٢٢ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل(رضي الله عنه). وقريب منه ما في تاريخ ابن خلدون ج: ٣ ص: ۲۲ مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله.

[40] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ۲۸۱-۲۸۲ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه)، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٣٤ أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين بن علي ليسير إليهم و قتل مسلم بن عقيل. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ۱۷۱-۱۷۲ أحداث سنة ستين من الهجرة: قصة الحسين بن علي وسبب خروجه من مكة في طلب الإمارة ومقتله. مقاتل الطالبيين ص: ٦٦ مقتل الحسين (عليه السلام). وغيرها من المصادر.

[41] اللهوف في قتلى الطفوف ص: ٣٥. ومثله في الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ٦٤ ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل.

[42] أنساب الأشراف ج ۳ ص: ۳۸۷ خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة.

[43] سورة القصص الآية: ٤١.

[44] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٠٩ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ۸۷ ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد الحربه الحسين بن علي (رضي الله عنهما). الإرشاد ج: ٢ ص: 83 - 84.

[45] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٣١ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٦٧ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه). البداية والنهاية ج: ٨ ص: ۱۹۷ أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن.

[46] تاريخ الإسلام ج: ٥ ص: ١٢٥ في ترجمة شمر بن ذي الجوشن، واللفظ له. تاريخ دمشق ج: ۲۳ ص: ۱۸۹ في ترجمة شمر بن ذي الجوشن ميزان الاعتدال ج: ۲ ص: ۲۸۰ في ترجمة شمر بن ذي الجوشن. وغيرها من المصادر.

[47] صحيح البخاري ج: ٨ ص: ۹۹ كتاب الفتن: باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه. السنن الكبرى للبيهقي ج: ٨ ص: ١٥٩ كتاب قتال أهل البغي: باب إثم الغادر للبر والفاجر. مسند أحمد ج: ٢ ص: ٤٨، ٩٦ مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما). تفسير ابن كثير ج: ٢ ص: ٦٠٥. الطبقات الكبرى ج: ٤ ص: ١٨٣ في ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[48] الطبقات الكبرى ج: ٤ ص: ١٨٣ في ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب، واللفظ له. صحيح البخاري ج: ۸ ص: ۹۹ كتاب الفتن: باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه. السنن الكبرى للبيهقي ج: ٨ ص: ١٥٩ كتاب قتال أهل البغي: باب إثم الغادر للبر والفاجر. مسند أحمد ج: ٢ ص: ٤٨، ٩٦ مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب(رض). البداية والنهاية ج: ٨ ص: ٢٥٥ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ترجمة يزيد بن معاوية. وغيرها من المصادر الكثيرة.

[49] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٧٣ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة، واللفظ له. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ٢٤٠ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة.

[50] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٧٥ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة، واللفظ له. جمهرة خطب العرب ج: ۲ ص: ۳۲۷ خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشام.

[51] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٧٦ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة.

[52] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٣٨٤ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ١٢٣ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ذكر مسير مسلم لحصار ابن الزبير وموته. البداية والنهاية ج: ٨ ص: ٢٤٦ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة. وقريب منه في الفتوح لابن أعثم ج: ٥ ص: ١٨٥ ذكر حرة واقم وما قتل فيها من المسلمين.

[53] تاريخ اليعقوبي ج: ۲ ص: ٢٥١ مقتل الحسين بن علي.

[54] أنساب الأشراف ج: ٥ ص: ٣٥٥ من قتل من الأشراف بالحرة.

[55] تاريخ اليعقوبي ج: ٢ ص: ٢٥١-٢٥٢ مقتل الحسين بن علي.

[56] أنساب الأشراف ج: ٥ ص: ٣٦٤ حصار ابن الزبير بمكة أيام يزيد بن معاوية.

[57] شرح نهج البلاغة ج: ٢٠ ص: ١٤٧.

ويبدو طروء التحريف والتشذيب على هذا الموضوع من كتاب مروج الذهب: ففي طبعة بولاق في مصر عام ۱۲۸۳ هـ، ج ۲ ص: ۷۹، والطبعة الأولى من المطبعة الأزهرية المصرية عام ١٣٠٣ هـ الذي بهامشه تاريخ روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر للعلامة ابن شحنة ج: ۲ ص: ۷۲، والطبعة التي بهامش الكامل ج: ٦ ص: ١٦٠-١٦١ هكذا: ((وحدث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة عن أبيه عن حماد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم، وحصره إياهم في الشعب، وجمعه الحطب لتحريقهم، ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته. كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم، إذ هم أبوا البيعة فيما سلف. وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا، وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان)).

بينما الموجود في الطبعة الثانية من مطبعة دار السعادة بمصر عام ١٣٦٧ هـ / ١٩٤٨م تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ج: ٣ ص: ٨٦، والطبعة الأولى من مطبعة دار الفكر ببيروت عام ١٤٢١هـ / ٢٠٠٠م تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحام ج: ۳ ص: ۸۷: ((وحدث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة عن أبيه عن حماد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه لهم الحطب لتحريقهم ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته. إذ هم أبوا البيعة فيما سلف. وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا، وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان)).

[58] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٤١٤ أحداث سنة خمس وستين من الهجرة: ذكر السبب في البيعة المروان بن الحكم، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ١٨٤ أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ذكر بيعة مروان بن الحكم. شرح نهج البلاغة ج: ٦ ص: ١٦١.

[59] تاريخ الطبري ج: ٤ ص: ٥٩٦-٥٩٧ أحداث سنة تسع وستين من الهجرة، واللفظ له. تهذيب التهذيب ج: ٨ ص: ٣٥ في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص.

[60] تاريخ الطبري ج: ٥ ص: ٢١٤ أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة: خلافة الوليد بن عبد الملك، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: ٤ ص: ٥٢٣ أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة: خلافة الوليد بن عبد الملك. البداية والنهاية ج: ٩ ص: ٨٥ أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة: خلافة الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق. تاریخ ابن خلدون ج: ٣ ص: ٥٩ وفاة عبد الملك وبيعة الوليد. تاريخ اليعقوبي ج: ۲ ص: ۲۸۳ أيام الوليد بن عبد الملك.

[61] أنساب الأشراف ج: ٦ ص: ٨٢ خبر يوم الجفرة.

[62] أنساب الأشراف ج: ۷ ص: ۱۲۲ أمر عبد الله بن الزبير في أيام عبد الملك ومقتله.

[63] كتاب الحيوان للجاحظ ج ٣ ص: ١٥ علة الحجاج بن يوسف، واللفظ له. البصائر والذخائر المجلد: ۲ ق: ۱ ص: ۲۳۰ سياسة الحجاج. نثر الدر ج: ٥ ص: ٢٣ الباب الثاني: كلام الحجاج. ربيع الأبرار ج: ۲ ص: ۷۹۱ باب الطاعة الله ولرسوله ولولاة المسلمين. التذكرة الحمدونية ج: 1 ص: ٣٤٠ الباب الثاني عشر ما جاء في العدل والجور.

[64] سنن أبي داود ج: ۲ ص: ٤٠٠ كتاب السنة: باب في الخلفاء، واللفظ له. البداية والنهاية ج: ٩ ص: ١٤٨ أحداث سنة خمس وتسعين من الهجرة: ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفي ووفاته.

[65] عيون الأخبار ج: ۲ ص: ۲۱۰ كتاب العلم والبيان التلطف في الكلام والجواب وحسن التعريض، واللفظ له. أنساب الأشراف ج: ۱۳ ص: ۲۷۲ نسب عدوان.

[66] الثقات لابن حبان ج: ٥ ص: ٤٢١ في ترجمة المنذر بن ثعلبة القطعي العبدي. لسان الميزان ج: ٦ ص: ٨٩ في ترجمة منذر بن حسان. وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث في مسنده ج: ٥ ص: ١٢، ولكن مع حذف كلمة الإسلام، فصار الحديث هكذا: ((من خالف الحجاج فقد خالف)).

[67] البصائر والذخائر ج: ٣ ص: ٤٧١، واللفظ له. نثر الدر للآبي ج: ٥ ص: ٢١ الباب الثاني: كلام الحجاج.

[68] تقدم في ص: ١٨٠.

[69] أنساب الأشراف ج: ٦ ص: ١٧١ أمر أبي ذر.

[70] أنساب الأشراف ج: 10 ص: 303 في ترجمة أبي حفص عمر بن الخطاب.

[71] أنساب الأشراف ج: 10 ص: 27 في ترجمة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص. وقد أشار إلى ذلك ابن سعد وابن عساكر وابن أعثم، لاحظ الطبقات الكبرى ج: ٥ ص: ٣٢ في ترجمة سعيد بن العاص، وتاریخ دمشق ج: ۲۱ ص: ١١٥ في ترجمة سعيد بن العاص، والفتوح ج: ۲ ص: 383 خبر الوليد بن عقبة مع أهل الكوفة.