اختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي (عليه السلام)

كما أن لقب (أمير المؤمنين) من مختصات الإمام علي (صلوات الله عليه)، على ما ورد عن أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) فيما رواه عنهم شيعتهم [1]، وحتى بعض الجمهور[2]. بل في بعض روايات الجمهور أنه اسم سماه به جبرئیل، كما سماه الله عز وجل به[3]، وأنه ينادى به يوم القيامة[4]. وورد أيضاً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أطلقه عليه في عدة مواضع[5]. بل في حديث بريدة: ((أمرنا رسول الله ﷺ أن نسلم على علي بأمير المؤمنين، ونحن سبعة. وأنا أصغر القوم يومئذ))[6].

ولذا ورد عن أبي ذر الله أنه حينما مرض أوصى لأمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه)، فقيل له: ((لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر لكان أجمل لوصيتك من علي)). فقال: ((والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقاً. وإنه والله أمير المؤمنين ...))[7].

ونحوه ما رواه ابن مردویه بسنده عن معاوية بن ثعلبة قال: ((دخلنا على أبي ذر (رضي الله عنه) نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا: أوص يا أبا ذر. قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين. قال: قلنا: عثمان؟ قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقاً، أمير المؤمنين والله. إنه لَرَبيّ الأرض، وإنه لَرَباني هذه الأمة ...))[8].

وعن أبي شريح، أنه قال: ((أتى حذيفة بالمدائن ونحن عنده أن الحسن وعماراً قدما الكوفة يستنفران الناس إلى علي، فقال حذيفة: إن الحسن وعماراً قدما يستنفرانكم، فمن أحب أن يلقى أمير المؤمنين حقاً حقاً فليأت إلى علي بن أبي طالب))[9].

وعن حذيفة أيضاً أنه لما كتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأقره على عمله بالمدائن بعد قتل عثمان، قام خطيباً في الناس، وقال في جملة ما قال: ((أيها الناس إنما وليكم الله ورسوله وأمير المؤمنين حقاً حقاً، وخير من نعلمه بعد نبينا...))[10].

 


[1] الكافي ج: ١ ص: ٤١١، ٤٤٣، الخصال ص: ٥٨٠. الاختصاص ص: ٥٤. الأمالي للطوسي ص: ٢٩٥ - اليقين لابن طاووس ص: ۲۷. تفسير العياشي ج: ١ ص: ٢٧٦. دلائل الإمامة ص: ٥٣. فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عقدة ص: ٦٠. وغيرها من المصادر.

[2] المناقب للخوارزمي ص: ٣٠٣ الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى.

[3] المناقب للخوارزمي ص: ٣٢٣ الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى.

[4] المناقب للخوارزمي ص: ٣٥٩ - ٣٦٠ الفصل الثاني والعشرون في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة. تاریخ دمشق ج: ٤٢ ص: ٣٢٦، ٣٢٨ في ترجمة علي بن أبي طالب. تاريخ بغداد ج: ١٣ ص: ١٢٤ في ترجمة المفضل بن سلم ينابيع المودة ج:۱ ص: ۲۳۸.

[5] تاریخ دمشق ج: ٤٢ ص: ٣٠٣، ٣٢٦، ٣٢٨، ٣٨٦ في ترجمة علي بن أبي طالب المناقب للخوارزمي ص: ٨٥ الفصل السابع في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب، ص: ١٤٢ الفصل الرابع عشر في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله وأنه مولى من كان رسول الله مولاه. موضح أوهام الجمع والتفريق ج: 1 ص: 185. تاریخ بغداد ج: ١٣ ص: ١٢٤ في ترجمة المفضل بن سلم. الفردوس بمأثور الخطاب ج: ٥ ص: ٣٦٤. حلية الأولياء ج: ١ ص: ٦٣ في ترجمة علي بن أبي طالب. لسان الميزان ج: ۱ ص: ۱۰۷ في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ميمون. ميزان الاعتدال ج: ١ ص: ٦٤ في ترجمة إبراهيم بن محمود بن ميمون. مطالب السؤول ص: ١٢٦. الكافي ج: ١ ص: ۲۹۲. تفسير القمي ج: ۱ ص: ١٧٤. المستر شد ص: ٥٨٤. الإرشاد ص: ۱۹. الاحتجاج ج ۱ ص: ۸۳. اليقين لابن طاووس ص: ٢٨٥. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج: ٢ ص: ٢٥٢، وغيرها من المصادر الكثيرة.

[6] تاریخ دمشق ج: ٤٢ ص: ٣٠٣ في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له الإرشادج : ١ ص: ٤٨. اليقين لابن طاووس ص: ۲۲۹، ونحوه في الخصال ص: ٤٦٤، وعيون أخبار الرضا ج: ۱ ص: ۷۳، والمسترشد ص: ٥٨٦، والأماني للطوسي ص: ۳۳۱، والتحصين ص: ٥٧٥، وكشف الغمة ج: ١ ص: ٣٥١، وغيرها من المصادر.

[7] شرح إحقاق الحق ج: ٨ ص: ٦٧٩ نقلاً عن مناقب عبد الله الشافعي ص: ۸۷، واللفظ له. كتاب سليم بن قيس ص: ٢٦٨. كشف الغمة ج: ١ ص: ٣٥٣ ذكر الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): مخاطبته بأمير المؤمنين. الشافي في الإمامة ج: ٣ ص: ٢٢٤. اليقين لابن طاووس ص: ١٤٥، وغيرها من المصادر.

[8] اليقين لابن طاووس ص: ١٤٦، واللفظ له. الإرشاد ج: ١ ص: ٤٧. کتاب سليم بن قيس ص: ۲۷۱. نهج الإيمان لابن جبر ص: ٤٦٢. وغيرها من المصادر.

[9] أنساب الأشراف ج: ٢ ص: ٣٦٦ (وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) )، واللفظ له، ونحوه في ج: ٣ ص: ١٧ في بيعة علي بن أبي طالب.

[10] بحار الأنوار ج: ۲۸ ص: ۸۹.