وبذلك يظهر اختلاف دين الإسلام العظيم عن بقية الأديان. إذ حيث كان هو الدين الخاتم الذي ليس بعده دين، والذي يجب على الناس اعتناقه والتدين به مادام الإنسان يعمر الأرض، فلابد من بقاء دعوة الحق فيه مسموعة الصوت ظاهرة الحجة ما بقيت الدنيا.
وهو ما حصل بتسديد الله عز وجل ورعايته، وبجهود وتضحيات أهل البيت (صلوات الله عليهم) الذين ائتمنهم تعالى على دينه، وجعلهم - مع كتابه المجيد - مرجعاً للأمة فيه، وما استتبع ذلك من جهود وتضحيات شيعتهم ومواليهم الذين آمنوا بقيادتهم، وتفاعلوا معهم دينياً وعاطفياً.
وكان لنهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وتضحياته الجسيمة، أعظم الأثر في ذلك، كما نرجو إيضاحه في حديثنا هذا، بعون من الله تعالى وتوفيقه وتسديده.
هذا وسوف يتضح إن شاء الله تعالى أن الخطر الذي تصدى الإمام الحسين (عليه السلام) لدفعه لم ينشأ من استيلاء الأمويين على الحكم، أو استيلاء يزيد عليه خاصة. غاية الأمر أن يكون الخطر قد تفاقم بذلك، أو أن الفرصة قد سنحت للتصدي لذلك الخطر، ولم تسنح قبل ذلك.
وكيف كان فالحديث...
أولاً : في اتجاه مسيرة الإسلام بعد الانحراف عن خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، واستيلاء غيرهم على السلطة، وما من شأنه أن يترتب على الانحراف المذكور لو لم يكبح جماحه.
وثانياً : في جهود أهل البيت (صلوات الله عليهم) في كبح جماح الانحراف من أجل خدمة دعوة الإسلام بكيانه العام. فالكلام في مبحثين: