نعم إنما يلزم على الله عز وجل إبقاء الحجة ووضوح معالم الحق في الدين الذي يقع الاختلاف فيه مادام ذلك الدين مشروعاً نافذاً على الناس، بحيث يجب عليهم التدين به، والعمل بأحكامه.
أما إذا انتهى أمده، ونسخ بدين جديد - يجب على الناس التدين به، والعمل بأحكامه - فلا ملزم ببقاء الحجة الواضحة على دعوة الحق في الدين المنسوخ، ولا محذور في ضياع معالمها .
بل لا أثر عملي لظهور دعوة الحق في الدين المنسوخ ووضوح حجته بعد عدم وجوب اعتناقه، والتدين به. ولا محذور في انفراد دعوة الباطل من ذلك الدين في الساحة. إذ يكفي في تحقق حكمة جعل الدين، ودفع محذور العقاب بلا بيان، سماع دعوة الدين الجديد الناسخ - الذي يجب التدين به واتباعه - ووضوح معالمه، وقيام الحجة عليه، كما هو ظاهر.