موقف معاوية المسبق من الجريمة

ولعل ذلك هو الذي دعا معاوية إلى أن يوصي يزيد بالإمام الحسين (عليه السلام) فيما رواه جماعة[1]. ففي رواية الطبري أنه قال له: ((وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه. فإن خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه، فإن له رحماً ماسة وحقاً عظيماً))[2].

وإلا فمعاوية قد قتل الإمام الحسن (صلوات الله عليه) بالسم[3]، وشمت بموته[4]. مع أن الإمام الحسن (عليه السلام) يشارك الإمام الحسين (عليه السلام) في الرحم والحق، إن لم يزد عليه في معايير الحق عندهم.

على أن ابن عساكر روى ما يناسب إقرار معاوية ليزيد فيما حصل منه مع الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث ذكر أنه قال له: ((انظر حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فإنه أحب الناس إلى الناس. فصل رحمه، وارفق به يصلح لك أمره. فإن يك منه شيء فإني أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه))[5]

إذ من الظاهر أن أهل الكوفة لا يكفونه أمر الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إذا لم يأمرهم يزيد بذلك، ويستعين على تحقيقه بالترغيب والترهيب، فلو لم يكن معاوية راضياً به لم يكتف بتنبيه يزيد لموقفهم.

ويشبه ذلك ما رواه بعضهم في موقفه من أهل المدينة المنورة، حيث ورد أنه قال ليزيد: ((إن لك من أهل المدينة يوماً. فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة، فإنه رجل قد عرفت نصيحته))[6].

 


[1] الكامل في التاريخ ج:٤ ص: ٦ أحداث سنة ستين من الهجرة ذكر وفاة معاوية بن أبي سفيان. البداية والنهاية ج:٨ ص: ۱۲۳ في أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية. تاريخ ابن خلدون ج: ۳ ص: ۱۸ وفاة معاوية. الأخبار الطوال ص: ٢٢٦ موت معاوية، وغيرها من المصادر.

[2] تاريخ الطبري ج:٤ ص: ٢٣٨ في أحداث سنة سنتين من الهجرة.

[3] الاستيعاب ج ۱ ص ۳۸۹ - ۳۹۰ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. تاريخ دمشق ج:۱۳ ص: ٢٨٤ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. تهذيب الكمال ج:٦ ص: ٢٥٢ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. سير أعلام النبلاء ج:٣ ص: ٢٧٤ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. البداية والنهاية ج:٨ ص: ٤٧ في أحداث سنة تسع وأربعين من الهجرة: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب. مقتل الحسين للخوارزمي ج:1 ص: ١٣٦ الفصل السادس. تذكرة الخواص ص: 211 الباب الثامن في ذكر الحسن(عليه السلام): ذكر وفاته(عليه السلام). شرح نهج البلاغة ج: ١٦ ص: ١١. عيون الأنباء في طبقات الأطباء ص: ١٧٤. الإرشاد ج:٢ ص: ١٦. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج:۳ ص: ۲۰۲. وغيرها من المصادر.

[4] الإمامة والسياسة ج:١ ص: ١٤٢ موت الحسن بن علي (رضي الله عنهما). العقد الفريد ج:٤ ص: ٣٣١ فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: خلافة الحسن بن علي. مقتل الحسين للخوارزمي ج:1 ص: ١٤٠ الفصل السادس، تاريخ الخميس ج: ٢ ص: ٢٩٤ ذكر وصية الحسن لأخيه الحسين (رضي الله عنهما). وفيات الأعيان ج: ۲ ص: ٦٦-٦٧ في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب. مروج الذهب ج:٣ ص: ٩ أثر موت الحسن (رضي الله عنه) على معاوية. تذكرة الخواص ص: ٢١٤ الباب الثامن في ذكر الحسن (عليه السلام): ذكر وفاته (عليه السلام). حياة الحيوان ص: ۱۰۸) في (الأوز). الأمالي للمرتضى ج:1 ص: ٢٠٠ المجلس التاسع عشر. مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج:٣ ص: ٢٠٣. وغيرها من المصادر.

[5] تاریخ دمشق ج:١٤ ص: ٢٠٦ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج:٦ ص: ٤١٤ في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تاريخ الإسلام ج:٥ ص: ٧ الطبقة السابعة: حوادث سنة واحد وستين من الهجرة: مقتل الحسين البداية والنهاية ج:٨ ص: ١٧٥ أحداث سنة ستين من الهجرة ج:٨ ص: ١٧٥ صفة مخرج الحسين إلى العراق. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ٥٥: ج:۲۸۳. وغيرها من المصادر.

[6] تاريخ الطبري ج:٤ ص: ٣٨٠ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج:٤ ص: ١١٢ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة: ذكر وقعة الحرة. البداية والنهاية ج:٨ ص: ٢٤٢ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة. تاريخ خليفة بن خياط ص: ١٨٢ أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة: أمر الحرة. تاريخ دمشق ج:٥٨ ص: ١٠٤ في ترجمة مسلم بن عقبة بن رياح. فتح الباري ج:١٣ ص: ٦٠. وغيرها من المصادر.