موقف عبد الملك بن مروان من الفاجعة

فمروان بن الحكم من ألدّ أعدائهم حتى إنه كان من المحرضين على قتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه)[1]، وأظهر الشماتة بقتله. حتى إنه قال حينما رأى رأس الإمام الحسين (عليه السلام):

ضرب الدوسر فيهم ضربة                  أثبتت أوتاد ملك فاستقر

وقال:

يا حبذا بردك في اليدين                    ولونك الأحمر في الخدين[2]

لكن ابنه عبد الملك كتب إلى الحجاج حينما كان عاملاً له على الحجاز: ((جنبني دماء آل بني أبي طالب. فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم))[3].

مع وضوح أن يزيد لم يقتصر على واقعة الطف، بل أعقبها بواقعة الحرة بفظاعتها وبشاعتها، وبهتك حرمة الحرم ورمي الكعبة المعظمة بالمنجنيق. فنسبة عبد الملك انخذال بني حرب الخصوص واقعة الطف شاهد بما ذكرنا.

 


[1] تاريخ الطبري ج:٤ ص: ٢٥١، ٢٥٢ أحداث سنة ستين من الهجرة خلافة يزيد بن معاوية.

وتقدمت بقية مصادره عند ذكر شواهد أمر يزيد بقتل الإمام الحسين (عليه السلام) عند الكلام في انقلاب موقف السلطة من الحدث.

[2] تذكرة الخواص ص: ٢٦٦ الباب التاسع في ذكر حمل الرأس إلى يزيد: ذكر الحسين(عليه السلام).

[3] المحاسن والمساوئ للبيهقي ص: ٤٠ مساوئ من عادى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، واللفظ له. أنساب الأشراف ج: ۷ ص: ۲۳۳ ما قيل في عبد الملك وأخباره بعد مقتل ابن الزبير. مروج الذهب ج:٣ ص: ١٧٦ ذكر أيام الوليد بن عبد الملك في رسالة أخرى من عبد الملك إلى الحجاج. العقد الفريد ج:٤ ص: ٣٥٢ فرش كتاب العسجدة الثانية: تسمية من قتل مع الحسين بن علي (رضي الله عنهما) من أهل بيته ومن أسر منهم ص: ٣٦٦ ولاية عبد الملك بن مروان. الفصول المهمة ج:٢ ص: ٨٦٣ الفصل الرابع في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام). ينابيع المودة ج: ۳ ص: ۱۰۷. ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد ص: ۹۲ ح: ۳۲۹، سبل الهدى والرشاد ج:۱۱ ص: ۷۸. تاريخ اليعقوبي ج:٢ ص: ٣٠٤ وفاة علي بن الحسين. جواهر المطالب ج: ۲ ص: ۲۷۸ الباب الخامس والسبعون: تسمية من قتل مع الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ومن أسر منهم.