منزلة المنتظِرين لظهور الإمام المهدي(عليه السلام)

عن أبي خالد الكابُلي قال: قال الإمام زين العبادين (عليه السلام): (... يا أبا خالد، إنّ أهلَ زمان غَيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضلُ من أهل كلِّ زمان ...)[1].

وروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال يوماً ـ وعنده بعض أصحابه:  (اللهمّ لَقِّني إخواني) فقال  من حوله من اصحابه: أمَا نحن إخوانك يا رسولَ الله ؟!،  فقال (صلى الله عليه وآله):
(لا، إنّكم أصحابي، وإخواني قومٌ في آخر الزمان آمَنوا بي ولم يَرَوني... لقد عَرَّفَنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم مِن قبل أن يُخرِجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتِهم، لأحَدُهم أشدّ بُقيةً على دِينه من خَرْط القَتاد[2] في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغَضا، أُولئك مصابيحُ الدُّجى، يُنجيهم اللهُ من كلّ فِتنة غَبراء مُظلمة)[3].

وعن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (قومٌ من بعدكم، الرَّجُل منهم له أجر خمسينَ منكم). قالوا: يا رسول الله، نحن كنّا معك ببدرٍ وحُنَين وأُحُد ونَزَل فينا القرآن، فقال(صلى الله عليه وآله): (إنّكم لو تحملون لِما حَمَلوا لم تصبروا صبرَهم)[4].

وعن حماد بن عمرو، عن الإمام  الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):  (يا علي واعلم أن أعظم الناس يقينا  قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد في بياض)[5].

المنتظر بقصد القُربة لا يستعجل الظهور:

 إذا كان الفرد المؤمن منتظراً للفَرَج بقصد القُربة إلى الله تعالى، لم يضرّه تَقَدَّم هذا الأمر أو تأخَرّ، وقد وردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) تؤكّد هذا المعنى.

فعن هارون ابن عنترة، عن أبيه قال: سمعت أمير المؤمنين  (عليه السلام) مرة بعد مرة وهو يقول وشبك أصابعه بعضها في بعض ثم قال (عليه السلام): (تفرجي تضيقي وتضيقي تفرجي، ثم قال: (عليه السلام): هَلَكتِ المحَاضير[6] ونجى المقرّبون وثبَت الحصى على أوتادهم، أقسم بالله قسما حقا إن بعد الغم فتحا عجبا) [7].     

 وعن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال: أخبرني جَعّلت فِداكَ متى هذا الامر الذي تنتظرونه؟ فقد طال، فقال(عليه السلام): (يا مهزم كذب الوقاتون، وهَلَك المستعجلون، ونجا المِسلَّمون، وإلينا يصيرون ) [8].

وإذا كان المؤمن المنتظِر لظهور إمامه بمنزلة المجاهد بين يَدَي رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
وإذا كان المؤمن الذي يموت على هذا الأمر منتظراً للفَرَج كمن هو في الفسطاط الذي للقائم المنتظَر (عليه السلام)، فما الذي يدفع به إلى استعجال أمر الله؟!

فعن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال:  (من مات منكم على هذا الأمر منتظرا كان كمن هو في الفسطاط الذي
للقائم(عليه السلام))[9].

 


[1] كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:ص320.

[2] القتاد شجرٌ ذو شوك، والخرط هو أن تقبض على أعلى الغصن ثمّ تُمِرّ يدك عليه إلى أسفله.

[3] بحار الأنور للعلامة المجلسي :ج52،ص124.

[4] الغَيبة للشيخ الطوسي :ص457.

[5] بحار الأنوار للعلامة المجلسي:ج52، ص125.

[6]  «هَلَكتِ المَحاضير « أي المستعجلون للفرج قبل أوانه.

[7] الكافي للسيخ الكليني:ج8،ص249.

[8] الغَيبة للشيخ الطوسي:ص426.

[9] بحار الأنوار للعلامة المجلسي:ج52،ص125.