الدلائل على إمامته (عليه السلام)

من الدلائل على ذلك ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح، من وجود إمام معصوم كامل غني عن رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان، لاستحالة خلو المكلفين من سلطان يكونون بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد، وحاجة الكل من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة، مقوم للعصاة، رادع للغواة، معلم للجٌهّال، منبه للغافلين، محذر من الضلال، مقيم للحدود، منفذ للأحكام، فاصل بين أهل الاختلاف، ناصب للأمراء، ساد للثغور، حافظ للأموال، حام عن بيضة الإسلام، جامع للناس في الجمعات والأعياد.

وقيام الأدلة على أنه معصوم من الزلات لغناه عن الأنام بالاتفاق، واقتضاء ذلك له العصمة بلا ارتياب، ووجوب النص على من هذه سبيله من الأنام، أو ظهور المعجز عليه، لتميزه ممن سواه، وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى من أثبت إمامته أصحاب الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو ابنه المهدي (عليه السلام)،  وهذا أصل لن يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص وتعداد ما جاء فيها من الأخبار،  قيامه بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال.

الروايات الدالة على إمامته (عليه السلام):

قد جاءت روايات في النص على ابن الحسن(عليهما السلام) من طرق ينقطع بها الأعذار منها:

عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:  (إن الله عز اسمه أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى الجن والإنس، وجعل من بعده اثني عشر وصيا، منهم من سبق ومنهم من بقي، وكل وصي جرت به سنة، فالأوصياء الذين من بعد محمد عليه وعليهم السلام على سنة أوصياء عيسى (عليه السلام) وكانوا اثني عشر، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح (عليه السلام) ) [1]

وعن الحسن بن عباس، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه:  (آمنوا بليلة القدر، فإنه ينزل فيها أمر السنة، وإن لذلك ولاة من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده)[2].

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس:  (إن ليلة القدر في كل سنة، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) « فقال له ابن عباس: من هم» ؟ قال  (عليه السلام):   أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون) [3]

وعن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:  ( يكون بعد الحسين (عليه السلام) تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم)[4].

وعن جابر بن سَمُرة، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال:  (يكون لهذه الأمّة اثنا عشر قيّماً، لا يَضرُّهم مَن خَذَلهم  كلهم من قريش)[5].

وعن جابر الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المهديُّ مِن وُلدي، اسمُه اسمي وكُنيتُه كنيتي، أشبهُ الناس ني خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غَيبة وحَيرةٌ تَضِلّ فيها الأمم، ثمّ يُقبل كالشهاب الثاقب يملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئِت جوراً وظُلماً)[6].

 


[1] الكافي للشيخ الكليني: ج1،ص532.

[2] الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص448.

[3] الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص447.

[4] الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص448.

[5] كنز العمال للمتقي الهندي: ج12، ص33.

[6] كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص286.