وليس الغرض من ذكر وصايا الأئمة (عليهم السلام) هو القراءة أو الحفظ فقط، بل يجب أن تكون القراءة من أجل التطبيق، والحفظ من أجل العمل، وبغير هذا يكون الموضوع إشغالا لا طائل منه، وجهدا ضائعاً لا فائدة فيه، ولا نجد أنفسنا بحاجة إلى الاستدلال بأن العمل بوصايا الأئمة (عليهم السلام) تفيدنا السعادة في الدنيا والنعيم في الآخرة، فنحن متفقون على ذلك، ومتسالمون عليه، بقي علينا شئ واحد: هو أن نقسر أنفسنا على الأخذ بهذه الوصايا، والعمل بموجبها، ومن الله نسأل التوفيق.
ـ قال(عليه السلام): «خير إخوانك من نسي ذنبك، وذكر إحسانك إليه».
ـ قال(عليه السلام): «أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته».
ـ قال(عليه السلام): «من آنس بالله استوحش الناس، وعلامة الأُنس بالله الوحشة من الناس».
ـ قال(عليه السلام): «جُعلت الخبائث في بيت، والكذب مفاتيحها».
ـ قال(عليه السلام): «من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه».
ـ وقال (عليه السلام): «ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا، واعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء، فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه فما أقرب الصنيع من الملهوف، والأمن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير[1] نوع من أدب الله، والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، وإنما تنالها في أوانها، واعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها، فيضيق قلبك وصدرك ويغشيك القنوط، واعلم أن للسخاء مقدارا، فإن زاد عليه فهو سرف، وأن للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور، واحذر كل ذكي ساكن الطرف، ولو عقل أهل الدنيا خربت»[2].
ومن مواعظه (عليه السلام) قوله:
- «لا تمارِ فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيُجْتَرأ عليك.
- ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنّما العبادة كثرة التفكّر في أمر الله.
- بئس العبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن اُعطي حسده، وإن ابتُلي خانه.
- الغضب مفتاح كلّ شرّ.
- أقلّ الناس راحةً الحقود.
- الإشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة.
- أورع الناس من وقف عند الشبهة.
- أعبد الناس من أقام على الفرائض.
- أزهد الناس من ترك الحرام.
- أشدّ الناس اجتهاداً من ترك الذنوب.
- إنّكم في آجال منقوصة وأيام معدودة، والموت يأتي بغتة.
- قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه.
- لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض.
- ما ترك الحقَّ عزيزٌ إلا ذلّ، ولا أخذ به ذليلٌ إلا عزّ.
- جرأة الولد على والده في صغره تدعوا إلى العقوق في كبره.
- من وعظ أخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شأنه.
- ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبةٌ تذلّة !
- أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته.
- لا يعرف النعم إلا الشاكر، ولا يشكر النعمة إلا العارف.
- حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن.
- إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودّعوها.
- من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة.
- السهر ألذّ للمنام، والجوع أزيد في طيب الطعام.
- إن الوصول إلى الله عزوجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل.
- من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي ...»[3].
وقد كتب كتابا إلى شيعته، فيه وصايا مهمة، نذكره بنصّه لما فيه من جوامع الكلم وجملة مبادئ الإسلام، قال (عليه السلام): «اُوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بَرّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد(صلى الله عليه وآله).
صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسّن خُلقه مع الناس، قيل: هذا شيعي، فيسّرني ذلك.
اتقوا الله، وكونوا زيناً، ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنا كلّ قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حُسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك لنا في كتاب الله، وقرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلا كذاب.
أكثروا ذكر الله، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله)، فإنّ للصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر حسنات، احفظوا ما وصّيتكم به وأستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام»[4].