كان الإمام العسكري(عليه السلام) مثالاً للزهد والإعراض عن زخارف الدنيا وحطامها، والرغبة فيما أعدّه الله له في دار الخلود من النعيم والكرامة.
قال كامل بن إبراهيم المدني، وهو أحد أصحابه(عليه السلام): «لما دخلت على سيّدي أبي محمد(عليه السلام) نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله؟ فقال: متبسماً: يا كامل ـ وحسر عن ذراعيه فإذا مِسح أسود خشن على جلده ـ هذا لله وهذا لكم ... »[1].
وجاء في حديث خادمه محمد الشاكري: «أنه(عليه السلام) كان قليل الأكل، وكان يحضره التين والعنب والخوخ وما شاكله، فيأكل منه الواحدة والثنتين، ويقول: شل هذا يا محمد إلى صبيانك، فأقول: هذا كلّه ؟ فيقول: خذه »[2].