لا شك أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم قدوة الأمة في العبادة، والإخلاص لله عزّوجل، وواضح أن من أبرز العناصر المقوّمة للإمامة هو عنصر الإخلاص لله سبحانه، والتعلق به دون سواه، وإن من أبرز معالم هذا الإخلاص والعبودية لله في حياة البشرية، هو الانقطاع في العبادة والتسليم لأمر الله سبحانه .
وقد وردت كثير من الروايات التي وصلتنا والتي تتحدث عن عبادة الإمام العسكري (عليه السلام) وكيفية تعلقه بالله عزّوجلّ حتى عندما كان في السجن.
فقد روي أنّ الإمام العسكري(عليه السلام) عندما أُودع في السجن وُكِّل به رجلان من الأشرار بقصد إيذائه، فتأثّرا به وأصبحا من الفضلاء، فقيل لهما: «ويحكما ما شأنكما في هذا الرجل؟ قالا: ما نقول في رجلٍ يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، وإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا ودخَلَنا ما لا نملكه من أنفسنا؟»[1].
وكان (عليه السلام) معروفاً بطول السجود، فقد روي عن أحد خدمه المعروف بمحمد الشاكري أنه قال: «كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ... كان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وانتبه وأنام وهو ساجد»[2].