من أدعيته (عليه السلام)

تمثّل أدعية الأئمة الطاهرين(عليهم السلام)  جوهر الإخلاص والطاعة والمعرفة لله عز وجل  فقد اتّصلوا بالله تعالى، وانطبع حبّه في مشاعرهم وعواطفهم، فهاموا بمناجاته والدعاء له.

للإمام الجواد(عليه السلام)  أدعيّة كثيرة تمثّل مدى انقطاعه إلى الله تعالى، فمن أدعيته هذا الدعاء: «يا من لا شبيه له، ولا مثال، أنت الله لا إله إلاّ أنت، ولا خالق إلاّ أنت تُفني المخلوقين، وتبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، وفي المغفرة رضاك..»[1].

وكتب إليه محمد بن الفضيل يسأله أن يعلمه دعاءً فكتب إليه هذا الدعاء الشريف تقول: إذا أصبحت وأمسيت:

«الله الله ربّي، الرحمن الرحيم، لا أشرك به شيئاً» وإن زدت على ذلك فهو خير، ثمّ تدعو بذلك في حاجتك، فهو لكلّ شيء بإذن الله تعالى يفعل الله ما يشاء[2].

المناجاة بكشف الظلم:

«بسم الله الرحمن الرحيم. اللهمّ إن ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك، حتّى أمات العدل، وقطع السبل، ومحق الحقّ، وأبطل الصدق، وأخفى البرّ، وأظهر الشرّ، وأخمد التقوى، وأزال الهدى، وأزاح الخير، وأثبت الضير، وأنمى الفساد، وقوّى العناد، وبسط الجور، وعدى الطور.

اللهمّ يا ربّ لا يكشف ذلك إلاّ سلطانك، ولا يجير منه إلاّ امتنانك اللهمّ ربّ فابتُر الظلم، وبتّ حبال الغشم، واخمد سوق المنكر، وأعزّ من عنّه ينزجر، واحصد شأفة اهل الجور، وألبسهم الحور بعد الكور.

وعجّل اللهمّ إليهم البيات، وأنزل عليهم المُثلات، وأمت حياة المنكر، ليؤمَن المخوف، ويسكن الملهوف، ويشبع الجائع، ويحفظ الضائع، ويأوى الطريد، ويعود الشريد، ويغنى الفقير، ويجار المستجير، ويوقّر الكبير، ويُرحم الصغير، ويعزّ المظلوم، ويذلّ الظالم، ويفرّج المغموم، وتنفرج الغمّاء، وتسكن الدهماء، ويموت الاختلاف، ويحيى الائتلاف، ويعلو العلم، ويشمل السلم، ويجمع الشتات، ويقوى الإيمان، ويُتلى القرآن، إنك أنت الديّان، المنعم المنّان»[3].

المناجاة بالشكر لله تعالى:

«بسم الله الرحمن الرحيم. اللهمّ لك الحمد على مردّ نوازل البلاء، وتوالي سبوغ النعماء، وملمّات الضرّاء، وكشف نوائب الّلأواء.

ولك الحمد ربّ على هنيئ عطائك، ومحمود بلائك، وجليل آلائك، ولك الحمد على إحسانك الكثير، وجودك الغزير، و تكليفك اليسير، ودفعك العسير. ولك الحمد يا ربّ على تثميرك قليل الشكر، وإعطائك وافر الأجر، وحطّك مثقل الوزر، وقبولك ضيق العذر، ووضعك باهض الإصر، وتسهيلك موضع الوعر، ومنعك مفظع الأمر. ولك الحمد على البلاء المصروف، ووافر المعروف، ودفع المخوف، وإذلال العسوف.ولك الحمد على قلّة التكليف، وكثرة التخفيف، وتقوية الضعيف، وإغاثة اللهيف، ولك الحمد رب على سعة إمهالك، ودوام افضالك، وصرف أمحالك، وحميد أفعالك، وتوالي نوالك. ولك الحمد على تأخير معاجلة العقاب، وترك مغافصة العذاب، وتسهيل طريق المآب، وإنزال غيث السحاب إنّك المنّان الوهاب»[4].

 


[1] أعيان الشيعة لسيد محسن الأمين: ج 2 و 4 ص 245.

[2] الكافي للشيخ الكليني: ج 2 ، ص 534.

[3] مهج الدعوات ومنهج العبادات للسيد ابن طاوس: ص263.

[4] مهج الدعوات ومنهج العبادات للسيد ابن طاوس: ص263.