الإمام الجواد (عليه السلام) قدوة وأسوة

حياة العظماء مصدر إشعاع للفكر، ومنهل عذب للخير، وينبوع فياض بالحكمة، ورصيد ضخم في الكمال والمعرفة، وطاقة جبارة في العلم والأدب تستوحي الأمة منها الإيمان الصادق، والعقيدة الحقة، والذود عن المبدأ، والخلق الكريم، والمُثل والكرامة، فهي مدرسة كبرى للإنسانية، ومعالم وضاءة لتحقيق الحق والعدالة. وليس هناك في الأمة من يساوي أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في عظمتهم وفضلهم، ولا يباريهم في شرفهم ونسبهم، ولا يرتفع إليهم في مقامهم ومكانتهم، فهم عيش العلم، وموت الجهل، وأصول الكرم، وقادة الأمم، والثقل الذي تركه الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بين ظهراني الأمة، وجعلهم نظراء للقرآن الكريم، ونصّبهم خلفاء له(صلى الله عليه وآله) على الناس، وحكاماً على الخلق، وساسةً للعباد، وأمراء على البلاد. وجدير بنا بعد أن تقاذفتنا تيارات متعاكسة، وأهواء مختلفة وفتن هوجاء، أن نرجع إلى أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ميمّمين شطرهم، آخذين بتعاليمهم، متّبعين لأوامرهم، لنستعيد ماضينا المجيد، ونحقق ما نصبوا إليه من خير وسعادة.