إن دراسة سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تعدّ إحدى الركائز الأساسية في البناء العقائدي والفكري والسلوكي لديننا القويم، ذلك لأنهم عدل القرآن الكريم والامتداد الرسالي لمنهج النبوة، والحارس الأمين للقيم والمفاهيم الإسلامية في وجه التشويه والتحريف والضلال.
إنها سيرة معصومة تكشف عن سلوك القدوة الحسنة بكل تجلياتها، وتربط المرء بالمفاهيم الإسلامية في أصالتها، وتفتح له آفاقاً جديدة في مجالات العلم والعمل والفكر والتربية والسلوك ومن هنا فإن الكتابة عنها لا تنتهي، مهما تعددت الدراسات وتنوعت أساليبها، ذلك مما يجده الباحثون من حالة التواصل مع دلالاتها التي تتسع بسعة الحياة وتستغرق كل مفرداتها، وتسير بها باتجاه حركة التكامل المطلوب على صعيد الفرد والاُمّة.
والإمام الجواد الذي نتشرف بسرد موجز من حياته المباركة، كان أقصر الأئمة عمراً حينما أدركته المنية، فلقد ولد في سنة (195) هجرية وتوفي في سنة (220)، وكل عمره (25) سنة فقط.
ومن هذه الناحية تكون حياة إمامنا ذات أهمية تدعو إلى البحث أكثر، حيث أن بعض البسطاء من الناس قد يستغربون إمامة فتى لم يبلغ من العمر أكثر من سبع سنوات.
ومن جهة أخرى إن عصر الإمام الجواد(عليه السلام) كان من العصور الزاخرة بالأحداث المختلفة والتيارات المتفاوته التي تدعو إلى دراسته بصورة خاصة.