المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حياة العظماء مصدر إشعاع للفكر، ومنهل عذب للخير، وينبوع فياض بالحكمة، ورصيد ضخم في  الكمال والمعرفة، وطاقة جبارة في العلم والأدب تستوحي الأمة منها الإيمان الصادق، والعقيدة الحقة، والذود عن المبدأ، والخُلق الكريم، والمُثـل والكرامة، فهي - حياة العظماء - مدرسة كبرى للإنسانية، ومعالم وضّاءة  لتحقيق الحق والعدالة.

وليس هناك في الأمة من يساوي أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في عظمتهم وفضلهم، ولا يباريهم في شرفهم ونسبهم، ولا يرتفع إليهم في مقامهم ومكانتهم، فهم عيش العلم، وموت الجهل، وأصول الكرم، وقادة الأمم، والثقل الذي تركه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بين ظهراني الأمة، وجعلهم نظراء القرآن الكريم، ونصّبهم خلفاء له (صلى الله عليه وآله) على الناس، وحكاماً على الخلق، وساسةً للعباد، وأمراء على البلاد.

والإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أحد أعلام هذا البيت الطاهر، وهذه شذرات من حياته المباركة، بين يديك أخي القارئ، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها  في الدارين،  إنه سميع مجيب .