قال المسعوديّ: ودُفن(عليه السلام) بالبقيع مع أبيه الباقر(عليه السلام) وجدِّه السجاد عليّ بن الحسين(عليهما السلام)، وقيل أنّه سُمّ. وعلى قبورهم في هذا الموضع من البقيع رُخامة مكتوب عليها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مُبيدِ الأُمم، ومُحيي الرِّمم، هذا قبرُ فاطمة، وقبر الحسن بن عليّ بن أبي طالب، وعليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد رضي الله عنهم[1].
وربّما المقصود بـ (فاطمة) في الخبر هذا هي فاطمة بنت أسد رضوان الله تعالى عليها أُمّ أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام).
وقد رُوي عن عيسى بن داب قال: لمّا حُمِل أبو عبدالله جعفر بن محمّد(عليهما السلام) على سريره (أي: تابوته) وأُخرج إلى البقيع ليُدفن، قال أبو هريرة الأبّار العِجليّ:
أقـولُ وقـد راحوا بـه يَحمِلونَهُ على كاهِــلٍ مـن حـامِليهِ وعاتق
أتَدرونَ ماذا تَحمِلونَ إلى الثَّرى ثَبيراً ثَوى مِن رأسِ علَياءَ شاهِق
غداة حثا الحاثون فوقَ ضـريحه تُراباً.. وأولى كان فوق المَفارِقِ[2]
وكان للإمام الصادق(عليه السلام) قبر إلى جانب قبور آبائه وأجداده(عليهم السلام) في البقيع عليه قبة وله مزار يُزار، حتّى الثامن من شوّل سنة 1344 هجريّة، إذ هُدّمت ظُلماً، لمحو آثار بيت الوحي والرسالة، وطمس ذكر آل النبيّ الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسّلام.
والحمدُ لله ربِّ العالمين
وسلامٌ علىٰ عبـاده الذيـن اصطفىٰ
محمـد وآله الطاهرين
تمّ بحمد الله