وكان الذي لابد.

رجلٌ كالإمام الصادق(عليه السلام) ـ أيّها الإخوة الأعزّة ـ ينشر العلم و التقوى، ويُرشد إلى الأخلاق و الصلاح، ويُحذّر من الفساد والضَّلال.. لا يرتاح لوجوده الطغاة والظلمة والمفسدون، بل لا يطيقون أن يسمعوا بفضائله و احتفاء الناس به. فكان من المنصور أن أخرجه من بيته حافياً حاسراً بطريقة همجيّة، وفرض عليه الإقامة الجبريّة، ووضع عليه عيون المراقبة والتجسّس، وسخّر له من يأتيه بالأخبار. وكان المخبرون من أهل السعاية والوشاية والوقيعة، فأتوه بالأكاذيب والأقاويل ما أثاروا دفائن حقده وقلقه وريبته،حتّى أخذ يخشاه على سلطته، فكان يقول: هذا الشجا المعترض في حلّقي! [1]

 


[1] كشف الغمة للإربلي: ج2، ص413.