اضاءات هادية من كلماته (عليه السلام):

عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي عظني موعظة فقال(عليه السلام): (إن كان تبارك وتعالى قد تكفّل بالرزق، فاهتمامُك لماذا ؟ وإن كان الرزق مقسموماً، فالحرصُ لماذا ؟ وإن كان الحساب حقّاً، فالجمع لماذا ؟ وإن كان الثواب عن الله حقّاً، فالكسلُ لماذا ؟ وإن كان الخَلَفُ مِن الله عزّ وجلّ حقّاً، فالبخل لماذا ؟ وإن كان العقوبة من الله عزّوجلّ النار، فالمعصية لماذا ؟ وإن كان الموتُ حقّاً، فالفرح لماذا ؟ وإن كان العَرض على الله حقّاً، فالمكر لماذا ؟ وإن كان الشيطان عدوّاً، فالغفلة لماذا ؟ وإن كان الممرّ على الصراط حقّاً، فالعُجْب لماذا ؟ وإن كان كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر، فالحزنُ لماذا ؟ وإن كانت الدنيا فانيةً، فالطمأنينةُ إليها لماذا)[1] .

وعن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال له: يا هذا الحقُّ أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحَجَر، والحريص الجَشِع أشدّ حرارةً من النار، واليأس مِن رَوح الله عزّوجلّ أشدّ برداً من الزمهرير، والبهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات)[2].

وقال(عليه السلام): (أورع الناس من وقف عند الشبهة، أعبد الناس من أقام على الفرائض، أزهد الناس من ترك الحرام، أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب)[3].

وعن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): (إعلمْ أنّ الصلاة حُجزة الله في الأرض، فمَن أحبّ أن يعلم ما يُدرِك من نفع صلاته فلْينظر.. فإن كانت صلاتُه حَجَزتْه عن الفواحش والمنكر، فإنّما أدرك مِن نفعها بقَدْر ما احتجز. ومَن أحبّ أن يعلم ما له عند الله، فلْيعلَمْ ما لله عنده. ومَن خلا بعمل فلْينظر فيه.. فإن كان حسَناً جميلاً فلْيَمضِ عليه، وإن كان سيّئاً قبيحاً فلْيجتنبْه، فإنّ الله عزّوجلّ أولى بالوفاء والزيادة. مَن عمِل سيّئةً في السرّ فلْيعملْ حسنةً في السرّ، ومَن عمل سيئةً في العلانية فليعملْ حسنةً في العلانية)[4].

وقال(عليه السلام): (البنات حسنات، والبنون نِعَم.. والحسناتُ يُثاب عليها، والنِّعم مسؤول عنها) [5].

وقال(عليه السلام): (صلة الأرحام مَنْسأة في الأعمار، وحُسن الجوار عمارةٌ للدنيا، وصدقة السرّ مَثْراةٌ للمال)[6]

وقال(عليه السلام): ( ثلاثةٌ لا يَزيد اللهُ بها المرءَ المسلم إلاّ عِزّاً: الصفحُ عمّن ظلمه، والإعطاء لمَن حَرَمه، والصلة لمَن قطعه)[7]

وقال(عليه السلام): (مَن كان الحزمُ حارسَه، والصدق جليسَه.. عظُمتْ بهجتُه، وتمّت مروّته. ومَن كان الهوى مالكَه، والعجزُ راحتَه.. عاقاه عن السلامة، وأسْلَماه إلى الهلكة)[8]

وقال(عليه السلام): (ثلاثةٌ مَن تمسّك بهنّ نال من الدنيا والآخرة بُغيتَه: مَن اعتصم بالله، ورضيَ بقضاء الله، وأحسنَ الظنَّ بالله).

وقال(عليه السلام): (ثلاثةٌ تُورِث المحبّة: الدِّين، والتواضع، والبذل).

وقال(عليه السلام): (ثلاثةٌ تُزري بالمرء: الحسد، والنميمة، والطيش).

وقال(عليه السلام): (النجاة في ثلاث: تُمسِكُ عليك لسانَك، ويَسَعُك بيتُك، وتندم على خطيئتك).

وقال(عليه السلام): (أفضل الملوك مَن أُعطيَ ثلاثَ خصال: الرأفة، والجود، والعدل).

وقال(عليه السلام): (لا ينبغي لمَن لم يكن عالماً أن يُعَدّ سعيدا، ولا لمَن لم يكن ودوداً أن يُعَدّ حميدا، ولا لمَن لم يكن صبوراً أن يُعَدّ كاملا، ولا لمَن لا يتّقي ملامةَ العلماء وذمَّهم أن يُرجى له خيرُ الدنيا والآخرة)[9].

 


[1] الخصال للشيخ الصدوق: ص450.

[2] الخصال للشيخ الصدوق: ص348.

[3] تحف العقول لإبن شعبة الحراني : ص489.

[4] وسائل الشيعة للحر العاملي: ج5، ص476.

[5] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج75، ص 206.

[6] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج75، ص 207.

[7] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج75، ص209.

[8] الدرر الباهرة للشهيد الأول: ص29.

[9] تحف العقول لإبن شعبة الحراني: ص316.