كرامات باهرة

عن يونس بن ظبيان ومفضَّل بن عمر وأبي سلمة السرّاج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنّا عند أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام) فقال: (عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها، ولو شئتُ أن أقول بإحدى رِجلَيّ أخرِجي ما فيكِ من الذهب لأخرَجَتْ!
قال: ثمّ قال بإحدى رجليه فخطّها في الأرض خطّاً فانفجرت الأرض، ثمّ قال بيده فأخرج سبيكةَ ذهب قَدْرَ شِبْر، ثمّ قال: انظروا حَسَناً.. فنظَرْنا فإذا سبائكُ كثيرة وبعضها على بعض يتلألأ، فقال له بعضنا: جُعلتُ فداك، أُعطِيتم ما أُعطيتُ وشيعتُكم محتاجون! فقال(عليه السلام): (إنّ الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة، ويُدخلُهم جنّاتِ النعيم، ويُدخل عدوَّنا الجحيم)[1].

وعن محمّد بن مسلم قال: كنتُ عند أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام)، إذْ دخل عليه المُعلّى بن خُنَيس باكياً، فقال(عليه السلام): (ما يُبكيك ؟)، قال: بالباب قوم يزعمون أنْ ليس لكم عليهم فضل، وأنّكم وهم شيء واحد، فسكت(عليه السلام) ثمّ دعا بطبقٍ مِن تمر، فأخذ منه تمرةً فشقَّها نصفَين، وأكل التمرَ وغرس النَّوى في الأرض، فنبتت.. فحمَلَ بُسْراً (وهو ثمر النخل قبل أن يرطب)، فأخذ منها واحدةً فشقّها نصفَين، وأكل وأخرج منها رقّاً ودفعه إلى المعلّى وقال له: (إقرأ.. فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلاَّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ المرتضى والحسن والحسين وعليّ بن الحسين.. وعَدَّهم واحداً واحداً إلى الحسن العسكريّ وابنه)[2].
 وعن أبي بصير قال: دخل شعيب العقرقوفيّ على أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام) ومعه صُرّةٌ فيها دنانير فوضعها بين يديه، فقال له أبو عبد الله(عليه السلام): أزكاةٌ أم صِلة ؟ فسكت ثمّ قال شعيب: زكاةٌ وصِلة. قال(عليه السلام): فلا حاجة لنا في الزكاة،
قال أبو بصير: فقبض أبو عبدالله(عليه السلام) قبضةً فدفعها إليه، فلمّا خرج قلتُ له: كم كانت الزكاة من هذه ؟ قال: بقَدْرِ ما أعطاني، واللهِ لم يَزِدْ حبّة، ولم ينقص حبّة[3].

 


[1] الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص474.

[2] الخرائج والجرائح لقطب الدين الراونديّ: ج2، ص624.

[3] مناقب آل أبي طالب لإبن شهر آشوب: ج3، ص354.