عن سدير الصيرفيّ قال: جاءت امرأة إلى أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام) فقالت له: جُعِلتُ فداك، إنّي وأبي وأُمّي وأهل بيتي نتولاّكم. فقال لها أبو عبدالله(عليه السلام): (صدقتِ، فما الذي تريدين ؟) قالت له المرأة: جُعلتُ فداك يا ابنَ رسول الله، أصابني وَضَحٌ في عضدي، فادعُ اللهَ أن يُذهبَه عنّي. فقال أبو عبد الله(عليه السلام): (اَللّهمّ إنك تُبرئ الأكمه والأبرص، وتُحيْي العظامَ وهي رميم، ألْبِسْها مِن عفوِك وعافيتِك ما ترى أثَرَ إجابةَ دعائي).
قالت المرأة: واللهِ لقد قمتُ وما بي منه قليلٌ ولا كثير[1].
وعن محمّد بن راشد، عن أبيه قال: جاء رجلٌ إلى أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام)
فقال: يا ابنَ رسول الله، إنّ حكيم ابن عبّاس الكلبي يُنشد الناس بالكوفة هجاءَكم. قال(عليه السلام): (هل علقتَ ( أي حَفِظتَ) منه بشيء ؟!)، قال: بلى. فأنشده:
صَلَبْـنا لكم زيداً على جذعِ نخلةٍ ولم نَرَ مَهديّاً على الجذعِ يُصلَبُ
وقِسْـــتُم بعثمـانٍ عليّاً سفـاهـةً وعثمـانُ خيرٌ مِـن عليٍّ وأطيبُ
فرفع أبو عبدالله(عليه السلام) يديه إلى السماء وهما يرعشان رِعدةً فقال:
اَللّهمّ إن كان كاذباً فسَلِّطْ عليه كلبَك!
قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج (أي سار في الليل كلّه إلى آخره)، فلَقِيه الأسد فأكله، فجاؤوا بالبشير أبا عبدالله(عليه السلام) وهو في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله)
بذلك، فخرّ لله ساجداً وقال: الحمد لله الذي صدَقَنا وَعْدَه[2].