الإخبار بالمغيبات

قال أبو عبد الله (الصادق) (عليه السلام) لرجل شامي: (يا شاميّ، أُخبرك كيف كان سفرك؟ وكيف كان طريقك؟ كان كذا وكذا)، فأقبل الشاميّ يقول: صدقت، أسلمتُ الساعة. فقال أبو عبدالله (الصادق) (عليه السلام): (بل آمنتَ بالله الساعة، إنّ الإسلام قبل الإيمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والإيمان عليه يُثابون). قال الشاميّ: صدقت، فأنا الساعةَ أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأنّك وصيُّ الأوصياء [1].

وعن أبي بصير قال: دخلتُ على أبي عبدالله (الصادق) (عليه السلام) وأنا أريد أن يُعطيَني دلالةً مثل ما أعطاني أبو جعفر (الباقر) (عليه السلام)، فلمّا دخلتُ عليه قال(عليه السلام): (يا أبا محمّد، ما كان لك فيما كنتَ فيه شغل، تدخلُ على إمامك وأنت جُنُب)! قلت: جُعلتُ فداك، ما فعلتُ إلاّ على عَمْد. قال(عليه السلام): (أوَ لم تُؤمن )؟! قلتُ: بلى، ولكنْ ليطمئنّ قلبي. قال(عليه السلام): (قم يا أبا محمّد فاغتسل).فاغتسلتُ وعُدتُ إلى مجلسي، فعلمتُ عند ذلك أنّه الإمام[2].

وقال سماعة بن مهران: دخلتُ على الصادق(عليه السلام) فقال لي مبتدئاً: (يا سماعة، ما هذا الذي بينك وبين جَمّالك في الطريق ؟! إيّاك أن تكون فاحشاً أو صيّاحاً). قال: والله لقد كان ذلك لأنّه ظلمني. فنهاني(عليه السلام) عن مِثْل ذلك [3].

 


[1] الكافي للشيخ الكليني: ج1، ص137.

[2] مناقب آل أبي طالب لإبن شهر آشوب: ج3، ص353.

[3] بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج47، ص128.