شجاعته (عليه السلام)

الشجاعة إحدى السمات الأصيلة المميّزة لرجالات بني هاشم عامة وأهل البيت(عليهم السلام) خاصة، التي عُرفوا بها وعرفتها لهم المواقف الجريئة في مختلف مواطن الحرب والسلم، والإمام الصادق(عليه السلام) لم يمارس حرباً ولا قتالاً في جميع فترات حياته، لأنّه عاش في عزلة عن الحكم وبُعداً عن المعترك السياسي العام، ولكن مظهر شجاعته كان حاصلا في تلك المواقف الصامدة التي واجه بها الطاغية المنصور الدوانيقي وولاته، متحدياً فيها ما كانوا يمارسون من جبروت وطغيان وتجاوزات ظالمة على كرامة الأفراد والجماعات، عندما تكون هناك ضرورة رسالية للتحدّي والمواجهة، ويكفي في مظهر شجاعته ذلك الموقف الرسالي السلبي المستمرّ الذي اتّخذه من الحكم.

ومن مواقفه الشجاعة ما ينقله لنا أحمد بن المقدام الرازي حيث يقول: (وقع الذباب على المنصور فذبّه عنه فعاد فذبّه حتى أضجره، فدخل جعفر بن محمد فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الذباب؟ قال: ليذلّ به الجبابرة)[1]، فهذه الإجابة في هذا اللقاء أكبر دليل على ما كان يتحلّى به من شجاعة أمام أهل الطغيان والجبروت.

 


[1] المناقب الموفق الخوارزمي: ج3 ، ص375.