أدعية السر القدسية

أدعية السر القدسية[1]:

المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى، وهي من جملة الأحاديث القدسية، وفيها أدعية لكثير من المطالب، وقد وردت في كتبنا الحديثية بأسناد متعددة إلى أبي جعفر الباقر(عليه السلام) عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، قال: كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) سر لا يعلمه إلا قليل، قلَّما عثر عليه، وكان يقول: وأنا أقول لعنة الله وملائكته وأنبيائه ورسله وصالح خلقه على مفشي سرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غير ثقة، فاكتموا سرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: يا علي إني وَالله ما أحدِّثُك إلا ما سمِعَتْه أُذُنَاي ووَعاه قَلبي ونظره بصري إن لم يكن من الله فمن رسوله – يعني: جبرئيل (عليه السلام) - فإياك يا علي أن تُضيِّع سرِّي هذا فإني قد دعوت الله تعالى أن يذيق من أضاع سرِّي هذا جراثيم جهنم، إعلم أن كثيراً من الناس وإن قل تعبدهم إذا علموا ما أقول لك كانوا في أشد العبادة وأفضل الاجتهاد ولولا طغاة هذه الأمة لبثثت هذا السرَّ، ولكن قد علمت أن الدين إذاً يضيع، وأحببت أن لا ينتهي ذلك إلا إلى ثقة، إني لما أُسري بي إلى السماء فانتهيت إلى السماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدور، فلما أردت الانصراف أُقعدت عند تلك الفرجة ثم نوديت يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: أنت أكرم خلقه عليه، وعنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء وجميع أممهم غيرك وغير أمتك لمن ارتضيت لله منهم أن ينشروه لمن بعدهم لمن ارتضوا لله منهم، أنه لا يضرهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله، ولا مخافة ما يأتي من بعده ولذلك أمرت بكتمانه لئلا يقول العالمون حسبنا هذا من الطاعة.

 

- يا محمد قُل لمن عمل كبيرة من أمتك فأراد محوها والطهارة منها فليُطهر لي بدنه وثيابه ثم ليخرج إلى برية أرضي فليستقبل وجهي – يعني: القبلة - حيث لا يراه أحد ثم ليرفع يديه إليَّ فإنه ليس بيني وبينه حائل وليقل:

(يا واسعاً بحسن عائدته ويا ملبساً فضل رحمته ويا مهيباً لشدة سلطانه ويا راحماً بكل مكان ضريراً أصابه الضر فخرج إليك مستغيثاً بك آئباً إليك هائباً لك يقول: عملت سوءاً وظلمت نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير بك في خروجي من النار وبعز جلالك تجاوزت فتجاوز يا كريم، وباسمك الذي تسميت به وجعلته في كل عظمتك ومع كل قدرتك وفي كل سلطانك وصيرته في قبضتك ونورته بكتابك وألبسته وقاراً منك يا الله يا الله أطلب إليك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تمحوَ عني ما أتيتك به وانزع بدني عن مثله، فإني بك لا إله إلا أنت أعتصم وباسمك الذي فيه تفصيل الأمور كلها مؤمن، هذا اعترافي لك فلا تخذلني وهب لي عافية وأنجني من الذنب العظيم، هلكت فتلافني بحق حقوقك كلها يا كريم)، فإنه إن لم يُرِد بما أمرتك به غيري خلصته من كبيرته تلك حتى أغفرها له وأطهره الأبد منها، لأني قد علمتك أسماء أجيب بها الداعي.

 

- يا محمد ومن كثرت ذنوبه من أمتك فيما دون الكبائر حتى يُشهر بكثرتها ويُمقت على اتباعها فليعتمدني عند طلوع الفجر أو قبل أفول الشفق ولينصب وجهه إليَّ وليقل:

(يا رب يا رب فلان بن فلان عبدك شديدٌ حياؤه منك لتعرضه لرحمتك لإصراره على ما نهيت عنه من الذنب العظيم، يا عظيم إن عظيم ما أتيت به لا يعلمه غيرك قد شمت بي فيه القريب والبعيد وأسلمني فيه العدو والحبيب وألقيت بيدي إليك طمعاً لأمر واحد، وطمعي ذلك في رحمتك، فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة وتلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب إني إليك متضرع، أسألك باسمك الذي يرسل أقدام حملة عرشك ذكره وترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم، إني أسألك بعز ذلك الاسم الذي ملأ كل شيء دونك، إلا رحمتني يا رب باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك بكذا وكذا - ويسمي الأمر الذي أتى به - فاغفر لي تبعته وعافني من إشاعته بعد مقامي هذا يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك بدلت ذنوبه إحساناً ورفعت دعاءه مستجاباً وغلبت له هواه.

 

- يا محمد ومن كان كافراً وأراد التوبة والإيمان فليُطهِّر لي بدنه وثيابه ثم ليستقبل قبلتي وليضع حر جبينه لي بالسجود فإنه ليس بيني وبينه حائل وليَقُل:

(يا من تغشى لباس النور الساطع الذي استضاء به أهل سماواته وأرضه، ويا من خزن رؤيته عن كل من هو دونه وكذلك ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه الملائكة المقربين له، إن الذي كنت لك فيه من عظمتك جاحداً أشد من كل نفاق، فاغفر لي جحودي فإني أتيتك تائباً وها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية عليك فإذ أمهلت لي في الكفر ثم خلصتني منه فطوقني حب الإيمان الذي أطلبه منك بحق ما لَك من الأسماء التي منعت مَن دونك علمها لعظم شأنها وشدة جلالها وبالاسم الواحد الذي لا يبلغ أحد صفة كنهه وبحقها كلها أجرني أن أعود إلى الكفر بك سبحانك لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ غفرانك إني من الظالمين)، فإنه إذا قال ذلك لم يرفع رأسه إلا عن رضى مني وهذا له قبول.

 

- يا محمد ومن كثرت همومه من أمتك فليدعني سراً وليقل:

(يا جالي الأحزان ويا موسع الضيق ويا أولى بخلقه من أنفسهم ويا فاطر تلك النفوس وملهمها فجورها وتقواها نزل بي يا فارج الهم هم ضقت به ذرعاً وصدراً حتى خشيت أن أكون غرضَ فتنةٍ يا الله وبذكرك تطمئن القلوب، يا مقلب القلوب والأبصار قلِّب قلبي من الهموم إلى الروح والدعة، ولا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم إني إليك متضرع، أسألك باسمك الذي لا يوصف إلا بالمعنى لكتمانكه في غيوبك ذات النور، أِجْلُ بحقه أحزاني واشرح صدري بكشوط ما بي من الهم يا كريم)، فإنه إذا قال ذلك توليته فجلوت همومه فلن تعود إليه أبداً.

 

- يا محمد ومن نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحب العافية منها فلينزل بي فيها وليقل:

(يا محل كنوز أهل الغنى ويا مغني أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم والنظر لهم، يا الله لا يسمى غيرك إلها إنما الآلهة كلها معبودة دونك بالفرية والكذب لا إله إلا أنت يا سادّ الفقر ويا جابر الكسر ويا كاشف الضر ويا عالم السرائر صل على محمد وآله وارحم هربي إليك من فقري أسألك باسمك الحال في غناك الذي لا يفتقر ذاكره أبداً أن تعيذني من لزوم فقر أنسى به الدين أو بسوء غنى أُفتتن به عن الطاعة بحق نور أسمائك كلها أطلب إليك من رزقك كفافاً للدنيا تعصم به الدين لا أجد لي غيرك، مقادير الأرزاق عندك، فانفعني من قدرتك فيها بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غني يا مجيب)، فإنه إذا قال ذلك نزعت الفقر من قلبه وغشيته الغنى وجعلته من أهل القناعة.

 

- يا محمد ومن نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحب فرجها، فلينزلها بي، وليقل:

(يا ممتناً على أهل الصبر بتطويقكهم بالدعة التي أدخلتها عليهم بطاعتك، لا حول ولا قوة إلا بك، فدحتني مصيبة قد فتنتني، وأعيتني المسالك للخروج منها، واضطرني إليك الطمع فيها مع حسن الرجاء لك فيها فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضري ورجوتك لدعائي، قد هلكت فأغثني واجبر مصيبتي بجلاء كربها، وإدخالك الصبر عليَّ فيها فإنك إن خليت بيني وبين ما أنا فيه هلكت، فلا صبر لي يا ذا الاسم الجامع الذي فيه عظيم الشؤون كلها بحقك، وأغثني بتفريج مصيبتي عني يا كريم)، فإنه إذا قال ذلك ألهمته الصبر وطوقته الشكر وفرجت عنه مصيبته بجبرانها.

 

- يا محمد ومن خاف شيئاً دوني من كيد الأعداء واللصوص فليقل في المكان الذي يخاف فيه:

(يا آخذا بنواصي خلقه والسافع بها إلى قدره والمنفذ فيها حكمه وخالقها وجاعل قضائه لها غالباً وكلهم ضعيف عند غلبته، وثقت بك يا سيدي عند قوتهم، إني مكيود لضعفي، ولقدرتك على من كادني تعرضت لك فسلمني منهم، اَللَّهُمَّ فإن حُلْتَ بينهم وبيني فذلك أرجوه منك، وإن أسلمتني إليهم غيروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ولا تجعل تغيير نعمتك على يد أحد سواك، ولا تغيرها أنت بي، فقد ترى الذي يُراد بي، فَحُلْ بيني وبين شرهم بحق ما به تستجيب الدعاء، يا الله يا رب العالمين)، فإنه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته.

 

- يا محمد ومن خاف شيئاً مما في الأرض من سبُع أو هامة، فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه:

(يا ذارئ ما في الأرض كلها بعلمه، بعلمك يكون ما يكون مما ذرأت، لك السلطان على ما ذرأت، ولك السلطان القاهر على كل شيء من دونك، يا عزيز يا منيع إني أعوذ بقدرتك على كل شيء من كل شيء يضر من سبُع أو هامة أو عارض من سائر الدواب، يا خالقها بفطرته صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وادرأها عني واحجزها ولا تسلطها عليَّ، وعافني من شرها وبأسها يا الله ذا العلم العظيم احفظني بحفظك من مخاوفي يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك لم تضره دواب الأرض التي تُرى والتي لا تُرى.

 

- يا محمد ومن خاف مما في الأرض جاناً أو شيطاناً فليقل حين يدخله الروع:

(يا الله الإله الأكبر القاهر بقدرته جميع عباده، والمطاع لعظمته عند كل خليقته، والممضي مشيئته لسابق قَدَره، أنت تكلأ ما خلقت بالليل والنهار، ولا يمتنع من أردت به سوءا بشيء دونك من ذلك السوء، ولا يحول أحد دونك بين أحد وما تريد به من الخير، كل ما يُرى ولا يُرى في قبضتك، وجعلتَ قبائل الجن والشياطين يروننا ولا نراهم، وأنا لكيدهم خائف صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وآمني من شرهم وبأسهم بحق سلطانك العزيز يا عزيز)، فإنه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن والشياطين سوء أبداً.

 

- يا محمد ومن خاف سلطاناً أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه:

(يا ممكِّن هذا مما في يديه، ومسلِّطه على كل من دونه، ومعرِّضه في ذلك لامتحان دينه على كل من دونه، إنه يسطو بِمَرَحه فيما آتيته من الملك، ويجور فينا ويتجبر بافتخاره بالذي ابتليته به من التعظيم عند عبادك، أسألك أن تسلبه ما هو فيه، أنت بقوة لا امتناع له منها عند إرادتك فيها، إني أمتنع من شر هذا بخيرك، وأعوذ من قوته بقدرتك، اَللَّهُمَّ صل على محمدٍ وآله وادفعه عني وآمني من حذاري منه بحق وجهك وعظمتك يا عظيم)، يا محمد وليقل إذا أراد طلب حاجة إليه:

(يا من هو أولى بهذا من نفسه ويا أقرب إليه من قلبه ويا أعلم به من غيره ويا رازقه مما هو في يديه مما أحتاج إليه، إليك أطلب وبك أتشفع لنجاح حاجتي، فخذ لي حين أكلمه بقلبه، فاغلبه لي حتى أبتز منه حوائجي كلها بلا امتناع منه ولا مَنِّ ولا رَدِّ ولا فظاظة، يا حياً في غنى لا تموت ولا تبلى، أمت قلبه عن ردي بلا قضاء الحاجة، واقض لي طلبتي في الذي قِبَله، وخذه لي في ذلك أخذ عزيز مقتدرٍ، بحق قدرتك التي غلبت بها العالمين)، فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته ولو كانت في نفس المطلوب إليه.

 

- يا محمد ومن هَمَّ بأمرين فأحب أن أختار أرضاهما إليَّ فأُلزِمه إياه، فليقل حين يريد ذلك:

(اَللَّهُمَّ اختر لي بعلمك، ووفقني بعلمك لرضاك ومحبتك، اَللَّهُمَّ اختر لي بقدرتك، وجنبني بعزتك وقدرتك من مقتك وسخطك، اَللَّهُمَّ اختر لي فيما أريد من هذين الأمرين – وتسميهما - أحبهما إليك، وأرضاهما لك، وأقربهما منك، اَللَّهُمَّ إني أسألك بالقدرة التي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك، أن تصلي على محمدٍ وآل محمد واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك واسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضى ولي صلاحاً فيما أستخيرك فيه، حتى تُلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك، وأتكل فيه على قضائك، وأكتفي فيه بقدرتك، ولا تقلبني وهواي لهواك مخالف، ولا ما أريد لما تريد لي مُجانب، أغلب بقدرتك التي تقضي بها ما أحببت بهواك هواي، ويسرني لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها، ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري، برحمتك التي وسعت كل شيء، اَللَّهُمَّ أوقع خيرتك في قلبي وافتح قلبي للزومها يا كريم آمين)، فإنه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل والآجل.

 

- يا محمد ومن أصابه معاريض بلاء من مرض، فلينزل بي فيه، وليقل:

(يا مُصِحَّ أبدان ملائكته، ويا مُفرِّغ تلك الأبدان لطاعته، ويا خالق الآدميين صحيحاً ومبتلى، ويا مُعرِّض أهل السقم وأهل الصحة للأجر والبلية، ويا مداوي المرضى وشافيهم، ويا مصح أهل السقم بإلباسهم عافيته بطبه، ويا مفرج عن أهل البلاء بلاياهم بجليل رحمته، قد نزل بي من الأمر ما رفضني فيه أقاربي وأهلي والصديق والبعيد، وما شمت بي فيه أعدائي حتى صرت مذكوراً ببلائي في أفواه المخلوقين، وأعيتني أقاويل أهل الأرض لقلة علمهم بدواء دائي، وطب دوائي في علمك عندك مثبت، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وانفعني بطبك، فلا طبيب أرجى عندي منك، ولا حميم أشد تعطفاً منك عليَّ، قد غيرت بليتك نعمك عليَّ، فحول ذلك عني إلى الفرج والرخاء، فإنك إن لم تفعل لم أرجُه من غيرك، فانفعني بطبك وداوني بدوائك يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك صرفت عنه ضره وعافيته منه.

 

- يا محمد ومن نزل به القحط من أمتك فإني إنما أبتلي بالقحط أهل الذنوب، فليجأروا إليَّ جميعاً، وليجأر إليَّ جائرهم، وليقل:

(يا معيننا على ديننا بإحيائه أنفسنا بالذي نشر علينا من رزقه، نزل بنا أمر عظيم لا يقدر على تفريجه عنا غير مُنزِلِه، يا مُنزِلَه عجز العباد عن فرجه، فقد أشرفت الأبدان على الهلاك وإذا هلكت الأبدان هلك الدين، يا ديّان العباد ومدبر أمورهم بتقدير أرزاقهم، لا تحولنَّ بشيء بيننا وبين رزقك، وهنئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك متعرضين، قد أُصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا، فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وارحمنا بمن جعلته أهلاً لذلك حين تسأل به، يا رحيم لا تحبس عن أهل الأرض ما في السماء، وانشر علينا رحمتك، وابسط علينا كنفك، وعد علينا بقبولك، وعافنا من الفتنة في الدين والدنيا وشماتة القوم الكافرين، يا ذا النفع والضر إنك إن أنجيتنا فبلا تقديم منا لأعمال حسنة، ولكن لإتمام ما بنا من الرحمة والنعمة، وإن رددتنا فبلا ظلم منك لنا، ولكن بجنايتنا، فاعف عنا قبل انصرافنا واقلبنا بإنجاح الحاجة يا عظيم)، فإنه إن لم يرد مما أمرتك أحداً غيري حوَّلت لأهل تلك البلدة بالشدة رخاءً وبالخوف أمناً وبالعسر يسراً وذلك لأني قد علمتك دعاء عظيماً.

 

- يا محمد ومن أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحب أن أوديه سالماً مع قضائي له الحاجة، فليقل حين يخرج من بيته:

(بسم الله مَخرَجي وبإذنه خرجت، وقد علم قبل أن أخرج خروجي، وقد أحصى بعلمه ما في مخرجي ومرجعي، توكلت على الإله الأكبر توكلَ مفوضٍ إليه أمرَه، ومستعينٍ به على شؤونه، مستزيدٍ من فضله، مبرئٍ نفسه من كل حول ومن كل قوة إلا به، خروج ضرير خرج بضره إلى من يكشفه، وخروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، وخروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها، وخروج من ربه أكبر ثقته وأعظم رجائه وأفضل أمنيته، الله ثقتي في جميع أموري كلها، به فيها جميعاً أستعين ولا شيء إلا ما شاء الله في علمه، أسأل الله خير المخرج والمدخل لا إِلهَ إِلَّا هُو إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)، فإنه إذا قال ذلك وجهت له في مدخله ومخرجه السرور وأديته سالماً.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك ألّا يحول بين دعائه وبيني حائل وأن أجيبه لأيِّ أمر شاء، عظيماً كان أو صغيراً في السر والعلانية إليَّ أو إلى غيري، فليقل آخر دعائه:

(يا الله المانع بقدرته خلقه، والمالك بها سلطانه، والمتسلط بما في يديه، كل مرجوٍّ دونك يخيب رجاء راجيه، وراجيك مسرور لا يخيب، أسألك بكل رضى لك من كل شيء أنت فيه وبكل شيء تحب أن تذكر به وبك، يا الله فليس يعدلك شيء أن تصلي على محمد وآله وأن تحوطني ووالدي وولدي وإخواني وأخواتي ومالي بحفظك وأن تقضي حاجتي في كذا وكذا)، فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه.

 

- يا محمد ومن أراد طلب شيء من الخير الذي يتقرب به العباد إليَّ وأن أفتح له كائناً ما كان، فليقل حين يريد ذلك:

(يا دالنا على المنافع لأنفسنا من لزوم طاعته، ويا هادينا لعبادته التي جعلها سبيلاً إلى درك رضاه، إنما يفتح الخير وليه، يا ولي الخير قد أردت منك كذا وكذا - ويسمي ذلك الأمر - ولم أجد إليه باب سبيل مفتوحاً ولا ناهج طريق واضح ولا تهيئة سبب تيسر، أعيتني فيه جميع أموري كلها في الموارد والمصادر وأنت ولي الفتح لي بذلك لأنك دللتني عليه فلا تحظره عني ولا تجبهني عنه برد فليس يقدر عليه أحد غيرك وليس عند أحد إلا عندك، أسألك بمفاتح غيوبك كلها وجلال علمك كله وعظيم شؤونك كلها، إقرار عيني وإفراح قلبي وتهنيتك إياي بإسباغ نعمك علي بتيسير قضاء حوائجي ونسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضية، لا تقلبني بحقك عن اعتمادي لك إلا بها، فإنك أنت الفتاح بالخيرات وأنت على كل شيء قدير، فيا فتاح يا مدبر صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وهيئ لي تيسير سببها، وسهل عليَّ باب طريقها، وافتح لي من غناك باب مدخلها، ولينفعني استغاثتي بك فيها يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه وجعلته لي ولياً.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك أن أعافيه من الغل والحسد والرياء والفجور، فليقل حين يسمع تأذين السَحَر:

(يا مطفيء الأنوار بنوره، ويا مانع الأبصار من رؤيته، ويا محير القلوب في شأنه، إنك طاهر مطهر يطهر بطهرك من طهرته بها، وليس من دونك أحد أحوج إلى تطهيرك إياه مني لديني وبدني وقلبي، فأية حال كنت فيها مجانباً لك في الطاعة والهوى فألزمني وإن كرهت حب طاعتك، بحق محل جلالك منك، حتى أنال فضيلة الطهرة منك لجميع شئوني، ربِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ واجعل ما طهر من طهرتك على بدني طهرة خير حتى تطهر به مني ما أكن في صدري وأخفيه في نفسي، واجعلني على ذلك أحببت أم كرهت، واجعل محبتي تابعة لمحبتك، واشغلني بنفسي عن كل من دونك شغلاً يدوم فيه العمل بطاعتك، واشغل غيري عني للمعافاة من نفسي ومن جميع المخلوقين)، فإنه إذا قال ذلك ألزمته حب أوليائي وبغض أعدائي وكفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين.

 

- يا محمد ومن كانت له حاجة سراً بالغة ما بلغت إليَّ أو إلى غيري فليدعني في جوف الليل خالياً، وليقل وهو على طهر:

(يا الله ما أجد أحداً إلا وأنت رجاؤه، ومن أرجى خلقك لك أنا يا الله، وليس شيء من خلقك إلا وهو واثق، ومن أوثق خلقك بك أنا يا الله، وليس أحد من خلقك إلا وهو لك في حاجته معتمد وفي طلبته سائل ومن ألحفهم سؤالاً لك أنا ومن أشدهم اعتماداً لك أنا، لأني أمسيت شديداً ثقتي في طلبتي إليك وهي كذا وكذا، - وسمها - فإنك إن قضيتها قُضِيَتْ وإن لم تقضها لم تُقضَ أبداً، وقد لزمني من الأمر ما لا بد لي منها، فلذلك طلبت إليك، يا منفذ أحكامه بإمضائها صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وامض قضاء حاجتي هذه بإثباتكها في غيوب الإجابة، حتى تقلبني بها منجحاً حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك، وامنن عليَّ بإمضائها وتيسيرها ونجاحها، فيسرها لي فإني مضطر إلى قضائها، وقد علمت ذلك فاكشف ما بي من الضر بحقك الذي تقضي به ما تريد)، فإنه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول فليطب بذلك نفسه.

 

- يا محمد إن لي علماً أبلغ به مَن عَلِمَه رضاي مع طاعتي وأغلب له هواه إلى محبتي، فمن أراد ذلك فليقل:

(يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه، ويا قاصراً أفئدة العباد لإمضاء القضاء بنفاذ القدر، ثبت قلبي على طاعتك ومعرفتك وربوبيتك، وأثبت في قضائك وقدرك البركة في نفسي وأهلي ومالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك، يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني بالحفظ الذي جعلت مَن حَفِظتَه به محفوظاً، وصَيِّر شؤوني كلها بمشيتك في الطاعة لك مني مؤاتية، وحبِّب إليَّ حُب ما تحب من محبتك إليَّ في الدين والدنيا، وأحيني على ذلك في الدنيا، وتوفني عليه واجعلني من أهله على كل حال أحببت أم كرهت، يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك لم أره في دينه فتنة ولم أكره إليه طاعتي ومرضاتي أبداً.

 

- يا محمد ومن أحب من أمتك رحمتي وبركاتي ورضواني وتعطفي وقبولي وولايتي وإجابتي، فليقل حين تزول الشمس أو يزول الليل:

(اَللَّهُمَّ ربنا لك الحمد كله جملته وتفصيله كما استحمدت به إلى أهله الذين خلقتهم له، اَللَّهُمَّ ربنا لك الحمد حمداً كما يحمدك من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك، اَللَّهُمَّ ربنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك وقضيت به على عبادك حمداً مرغوباً فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك ومرهوباً عند أهل العزة بك لسطواتك ومشهوداً عند أهل الإنعام منك لإنعامك، سبحانك متكبراً في منزلة تذبذبت أبصار الناظرين وتحيرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها، تباركت في منازلك العلى كلها، وتقدست في الآلاء التي أنت فيها أهل الكبرياء، لا إله إلا أنت الكبير الأكبر للفناء خلقتنا وأنت الكائن للبقاء فلا تفنى ولا نبقى، وأنت العالم بنا ونحن أهل العزة بك والغفلة عن شأنك، وأنت الذي لا تغفل بسنة ولا نوم بحقك، يا سيدي أجرني من تحويل ما أنعمت عليَّ به في الدين والدنيا في أيام الدنيا يا كريم)، فإنه إذا قال ذلك كفيته كل الذي أكفي عبادي الصالحين الحامدين الشاكرين.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك حفظي وكلاءتي ومعونتي فليقل عند صباحه ومسائه ونومه:

(آمنت بربي وهُو الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُو إله كل شيء ومنتهى كل علم ووارثه ورب كل رب، وأُشهِدُ الله على نفسي بالعبودية والذل والصغار وأعترف بحسن صنائع الله إليَّ وأبوء على نفسي بقلة الشكر، وأسأل الله في يومي هذا وفي ليلتي هذه بحق ما يراه له حقاً على ما يراه مني له رضى وإيماناً وإخلاصاً ورزقاً واسعاً ويقيناً خالصاً بلا شك ولا ارتياب، حسبي إِلهي من كل من هو دونه، وَالله وكيلي من كل من سواه، آمنت بسر علم الله كله وعلانيته، وأعوذ بما في علم الله كله من كل سوء ومن كل شر، سبحان العالم بما خلق اللطيف فيه المحصي له القادر عليه، ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله أستغفر الله وإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)، فإنه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جهة وعطفت عليه قلوبهم وجعلته في دينه محفوظاً.

 

- يا محمد إن السحر لم يزل قديماً وليس يضر شيئاً إلا بإذني، فمن أحب أن يكون من أهل عافيتي من السحر فليقل:

(اَللَّهُمَّ رب موسى وخاصه بكلامه وهازم من كاده بسحره بعصاه ومعيدها بعد العود ثعباناً وملقفها إفك أهل الإفك ومفسد عمل الساحرين ومبطل كيد أهل الفساد، من كادني بسحر أو بضر عامداً أو غير عامد أعلمه أو لا أعلمه وأخافه أو لا أخافه فاقطع من أسباب السماوات عمله، حتى ترجعه عني غير نافذ ولا ضار لي ولا شامت بي، إني أدرأ بعظمتك في نحور الأعداء، فكن لي منهم مدافعاً أحسن مدافعة وأتمها يا كريم)، فإنه إذا قال ذلك لم يضره سحر ساحر جني ولا إنسي أبداً.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك تقبل الفرائض والنوافل منه فليقل خلف كل فريضة أو تطوع:

(يا شارعا لملائكته الدين القيم ديناً راضياً به منهم لنفسه، ويا خالقاً من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه، ويا مستخصاً من خلقه لدينه رسلاً إلى من دونهم، ويا مجازي أهل الدين بما عملوا في الدين، اجعلني بحق اسمك الذي كل شيء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك، المؤثر به بإلزامكهم حقه وتفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك فيه إليك، لا تجعل بحق اسمك الذي فيه تفصيل الأمور كلها شيئاً سوى دينك عندي أبين فضلاً ولا إليَّ أشد تحبباً ولا بي لاصقاً ولا أنا إليه منقطعاً واغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي واسفع بناصيتي إلى كل ما تراه لك مني رضى من طاعتك في الدين)، فإنه إذا قال ذلك تقبلت منه النوافل والفرائض وعصمته فيها من العجب وحببت إليه طاعتي وذكري.

 

- يا محمد ومن ملأه هم دين من أمتك فلينزل بي وليقل:

(يا مبتلي الفريقين أهل الفقر وأهل الغنى وجازيهم بالصبر في الذي ابتليتهم به، ويا مُزيِّنَ حب المال عند عباده وملهم الأنفس الشح والسخاء، ويا فاطر الخلق على الفظاظة واللين، غَمَّني دَين فلان بن فلان وفضحني بمنه عليَّ به وأعياني باب طلبته إلا منك، يا خير مطلوب إليه الحوائج، يا مفرج الأهاويل، فرج همي وأهاويلي في الذي لزمني من دين فلان بتيسيركه لي من رزقك، فاقضه يا قدير ولا تهني بتأخر أدائه، ولا بتضييقه عليَّ، ويسر لي أداءه فإني به مسترق فافكك رقي من سعتك التي لا تبيد ولا تغيض أبداً)، فإنه إذا قال ذلك صرفت عنه صاحب الدين وأديته إليه عنه.

 

- يا محمد ومن أصابه ترويع فأحب أن أُتمَّ عليه النعمة وأهنئه الكرامة وأجعله وجيهاً عندي فليقل:

(يا حاشي العز قلوب أهل التقوى ويا متوليهم بحسن سرائرهم ويا مؤمنهم بحسن تعبدهم، أسألك بكل ما قد أبرمته إحصاءً من كل شيء قد أتقنته علماً، أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطمأنينة والإيمان وأن توليني من قبولك ما تبلغني به شدة الرغبة في طاعتك حتى لا أبالي أحداً سواك ولا أخاف شيئاً من دونك يا رحيم)، فإنه إذا قال ذلك آمنته من روائع الحدثان في نفسه ودينه ونعمه.

 

- يا محمد قل للذين يريدون التقرب إليَّ: اعلموا علم يقين أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إليَّ بعد الفرائض، وذلك أن تقول:

(اَللَّهُمَّ إنه لم يُمسِ أحدٌ من خلقك أنت أحسن إليه صنيعاً مني، ولا له أدوم كرامةً ولا عليه أبينُ فضلاً ولا به أشد ترفقاً ولا عليه أشد حياطةً ولا عليه أشد تعطفاً منك علي، وإن كان جميع المخلوقين يعددون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشهادة بأني أشهدك بنية صدق بأن لك الفضل والطول في إنعامك عليَّ وقلة شكري لك فيها، يا فاعل كل إرادته صل على محمدٍ وآله وطوقني أماناً من حلول السخط فيه لقلة الشكر، وأوجب لي زيادة من إتمام النعمة بسعة المغفرة، أنظرني خيرك وصل على محمدٍ وآله ولا تقايسني بسريرتي، وامتحن قلبي لرضاك، واجعل ما تقربت به إليك في دينك لك خالصاً، ولا تجعله للزوم شبهة أو فخرٍ أو رئاءٍ أو كبرٍ يا كريم)، فإنه إذا قال ذلك أحبه أهل سماواتي وسموه الشكور.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك ألا يكون لأحد عليه سلطان بكفايتي إياه الشرور، فليقل:

(يا قابضاً على الملك لما دونه ومانعاً من دونه نيل شيء من ملكه، يا مغني أهل التقوى بإماطته الأذى في جميع الأمور عنهم، لا تجعل ولايتي في الدين والدنيا إلى أحد سواك، واسفع بنواصي أهل الخير كلهم إليَّ حتى أنال من خيرهم خيره وكن لي عليهم في ذلك معيناً، وخذ لي بنواصي أهل الشر كلهم، وكن لي منهم في ذلك حافظاً وعني مدافعاً ولي مانعاً، حتى أكون آمناً بأمانك لي بولايتك لي من شر من لا يؤمن شره إلا بأمانك يا أرحم الراحمين)، فإنه إذا قال ذلك لم يضره كيد كائد أبداً.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك أن تربح تجارته فليقل حين يبتدئ بها:

(يا مربي نفقات أهل التقوى ومضاعفها، ويا سائق الأرزاق سحاً إلى المخلوقين ويا مفضلنا بالأرزاق بعضنا على بعض، سقني ووجهني في تجارتي هذه إلى وجه غنى عاصم شكور، آخذه بحسن شكر لتنفعني به وتنفع به مني، يا مربح تجارات العالمين بطاعته، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وسُق لي في تجارتي هذه رزقاً ترزقني فيه حسن الصنع فيما ابتليتني به، وتمنعني فيه من الطغيان والقنوط يا خير ناشر رزقه، لا تشمت بي بردك عليَّ دعائي بالخسران عدواً لي، وأسعدني بطلبتي منك وبدعائي إياك يا أرحم الراحمين)، فإنه إذا قال ذلك أربحت تجارته وأربيتها له.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك الأمان من بليتي والاستجابة لدعوته فليقل حين يسمع تأذين المغرب:

(يا مسلط نقمه على أعدائه بالخذلان لهم في الدنيا والعذاب لهم في الآخرة، ويا موسعاً فضله على أوليائه بعصمته إياهم في الدنيا وحسن عائدته، ويا شديد النكال بالانتقام ويا حسن المجازاة بالثواب ويا بارئ خلق الجنة والنار، وملزم أهلهما عملهما والعالم بمن يصير إلى جنته وناره، يا هادي يا مضل يا كافي يا معافي يا معاقب صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واهدني بهداك وعافني بمعافاتك من سكنى جهنم مع الشياطين، وارحمني فإنك إن لم ترحمني أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ، وأعذني من الخسران بدخول النار وحرمان الجنة، بحق لا إله إلا أنت يا ذا الفضل العظيم)، فإنه إذا قال ذلك تغمدته في ذلك المقام الذي يقول فيه برحمتي.

 

- يا محمد ومن كان غائباً فأحب أن أؤديه سالماً مع قضائي له الحاجة فليقل في غربته:

(يا جامعاً بين أهل الجنة على تألف من القلوب وشدة تواجد في المحبة، ويا جامعاً بين طاعته وبين مَن خَلَقَه لها، ويا مفرجاً عن كل محزون، ويا موئل كل غريب، ويا راحمي في غربتي بحسن الحفظ والكلاءة والمعونة لي، ويا مفرج ما بي من الضيق والحزن بالجمع بيني وبين أحبتي، ويا مؤلفاً بين الأحباء صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ولا تفجعني بانقطاع أوبة أهلي وولدي عني، ولا تفجع أهلي بانقطاع أوبتي عنهم، بكل مسائلك أدعوك فاستجب لي، فذلك دعائي إياك، فارحمني يا أرحم الراحمين)، فإنه إذا قال ذلك آنسته في غربته وحفظته في الأهل وأديته سالماً مع قضائي له الحاجة.

 

- يا محمد ومن أراد من أمتك أن أرفع صلاته مضاعفة فليقل خلف كل صلاة افترضت عليه وهو رافع يديه آخر كل شيء:

(يا مبدئ الأسرار ومبين الكتمان وشارع الأحكام وذارئ الأنعام وخالق الأنام وفارض الطاعة وملزم الدين وموجب التعبد، أسألك بحق تزكية كل صلاة زكيتها وبحق من زكيتها له وبحق من زكيتها به، أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها ورفعكها وتصييرك بها ديني زاكياً، وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم بالخشوع فيها، أنت وليّ الحمد كله فلا إله إلا أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له وليّ، وأنت وليّ التوحيد كله فلا إله إلا أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له وليّ، وأنت وليّ التهليل كله فلا إله إلا أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له وليّ، وأنت وليّ التسبيح كله فلا إله إلا أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له وليّ، وأنت وليّ التكبير كله فلا إله إلا أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له وليّ، ربِّ عُد عليَّ في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبلة إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، فإنه إذا قال ذلك رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ[2].

 

 


[1] ذكر بعضاً منها الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد: ص177-179، وتبعه على ذلك الكفعمي في البلد الأمين: ص130، ونحن ننقلها كاملة عن بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 92، ص 306-324.

[2] قال العلّامة المجلسي بعد ذكر الأدعية: أقول: وجدت في بعض كتب الإجازات إسناداً لأدعية السر وهو هذا: من خط السيد نظام الدين أحمد الشيرازي الفقير إلى الله الغني المغني أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني يروي عن عمه ومخدومه مجد الملة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الإسلام وعز المسلمين إبراهيم عن شيخ شيوخ المحدثين صدر الحق والدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد عن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي عن الشيخ الإمام مهذب الدين أبي عبد الله الحسين بن الفرج النيلي عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي عن الشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وعن الشيخ الإمام صدر الدين أيضا عن الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر عن القاضي فخر الدين محمد بن خالد الأبهري عن السيد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الراوندي قال أخبرنا السيد الإمام أبو الصمصام ذوالفقار بن محمد بن معبد الحسني قال أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال حدثنا أبوعبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال حدثني أبو علي محمد بن همام قال حدثني الحسن بن زكريا البصري قال حدثني صهيب بن عباد بن صهيب عن أبيه عباد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) سر فلما عثر عليه إلى آخر أدعية السر أقول وذكر السيد الأجل علي بن طاووس في كتاب فتح الأبواب في الاستخارات عند ذكر دعاء الاستخارة من تلك الأدعية سنداً آخر حيث قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصفهاني في جمادى الأولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي الأصفهاني صاحب الشاذكوني قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال حدثني محمد بن إبراهيم بن نوح الأصبحي وأبو الخصيب سليمان بن عمرو بن نوح الأصبحي قال حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال قال علي عليه الصلاة والسلام إنه كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) سر فلما عثر إلى آخر ما مر من الرواية ثم ذكر الدعاء. بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج 92، ص 324-325.