اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ، الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى مَغَالِقِ أَبْوَابِ السَّمَاءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَ إِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى مَضَائِقِ أَبْوَابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَ إِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ، وَ إِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْوَاتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذَا دُعِيتَ بِهِ عَلَى كَشْفِ الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ، وَ بِجَلَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ، وَأَعَزِّ الْوُجُوهِ، الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَ خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْوَاتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِكَ، وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِي بِهَا تُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِكَ،
وَ تُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا، وَبِمَشِيئَتِكَ الَّتِي دَانَ لَهَا الْعَالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِهَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ، وَجَعَلْتَهَا لَيْلًا، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ، وَجَعَلْتَهُ نَهَاراً، وَجَعَلْتَ النَّهَارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيَاءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَ، وَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَوَاكِبَ، وَجَعَلْتَهَا نُجُوماً، وَبُرُوجاً، وَمَصَابِيحَ وَزِينَةً، وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَهَا مَشَارِقَ وَمَغَارِبَ، وَجَعَلْتَ لَهَا مَطَالِعَ وَمَجَارِيَ، وَجَعَلْتَ لَهَا فَلَكاً وَمَسَابِحَ، وَقَدَّرْتَهَا فِي السَّمَاءِ مَنَازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَهَا، وَصَوَّرْتَهَا فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَهَا، وَأَحْصَيْتَهَا بِأَسْمَائِكَ إِحْصَاءً، وَدَبَّرْتَهَا بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً، وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَهَا، وَسَخَّرْتَهَا بِسُلْطَانِ اللَّيْلِ، وَسُلْطَانِ النَّهَارِ، وَالسَّاعَاتِ، وَ عَدَدِ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَهَا لِجَمِيعِ النَّاسِ مَرْأًى وَاحِداً، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عليهِ السَّلام) فِي المُقَدَّسِينَ، فَوْقَ إِحْسَاسِ الْكَرُوبِيِّينَ، فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ، فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ، فِي عَمُودِ النَّارِ، وَ فِي طُورِ سَيْنَاءَ، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ، فِي الْوَادِي المُقَدَّسِ فِي الْبُقْعَةِ المُبَارَكَةِ، مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ، وَفِي المُنْبَجِسَاتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ مَاءَ الْبَحْرِ فِي قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجَارَةِ، وَجَاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنَى عَلَيْهِمْ بِمَا صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَرَاكِبَهُ فِي الْيَمِّ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ، الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسَى كَلِيمِكَ (عليهِ السَّلامُ (فِي طُورِ سَيْنَاءَ، وَلِإِبْرَاهِيمَ (عليهِ السَّلام) خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ (عليهِ السَّلام) فِي بِئْرِ شِيَعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ) عليهِ السَّلام) فِي بَيْتِ إِيلٍ، وَأَوْفَيْتَ لِإِبْرَاهِيمَ (عليهِ السَّلام) بِمِيثَاقِكَ، وَلِإِسْحَاقَ (عليهِ السَّلام) بِحَلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ بِشَهَادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدَّاعِينَ بِأَسْمَائِكَ فَأَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (عليهِ السَّلام) عَلَى قُبَّةِ الرُّمَّانِ،
وَبِآيَاتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالْغَلَبَةِ بِآيَاتٍ عَزِيزَةٍ، وَبِسُلْطَانِ الْقُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِمَاتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطَاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِهَا الْعَالَمِينَ، وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنَاءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلَالِكَ وَكِبْرِيَائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّمَاوَاتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحَارُ وَالْأَنْهَارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبَالُ، وَسَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَنَاكِبِهَا، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلَائِقُ كُلُّهَا، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّيَاحُ فِي جَرَيَانِهَا، وَخَمَدَتْ لَهَا النِّيرَانُ فِي أَوْطَانِهَا، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لِأَبِينَا آدَمَ (عليهِ السَّلامُ (وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ، فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي سَاعِيرَ، وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فَارَانَ، بِرَبَوَاتِ المُقَدَّسِينَ وَجُنُودِ الْمَلَائِكَةِ الصَّافِّينَ، وَخُشُوعِ المَلَائِكَةِ المُسَبِّحِينَ، وَبِبَرَكَاتِكَ الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ (عليهِ السَّلامُ) فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ)، وَبَارَكْتَ لِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ فِي أُمَّةِ عِيسَى (عَلَيْهما السَّلامُ)،
وَبَارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرَائِيلِكَ فِي أُمَّةِ مُوسَى (عَلَيهِما السَّلامُ)، وَبَارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ (فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ.
اللَّهُمَّ وَكَمَا غِبْنَا عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ، صِدْقاً وَعَدْلًا، نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَارِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ شَهِيدٌ.
ثم تذكر حاجتك وتقول: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَسَّماء الَّتِي لايَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ وَجارِ سَوءٍ وَقَرِينِ سَوءٍ وَسُلْطانِ سَوءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
ثم اذكر حاجتك وقل:
يا اللهُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الاَسَّماء الَّتِي لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا تَأْوِيلَها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ .
ثم اطلب حاجتك وقل:
وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، وَانْتَقِمْ لِي مِنْ (أعدَائِي)، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنِي مَؤُنَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارِ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ وَيَوْمِ سَوْءٍ، وَساعَةِ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لِي مِمّنْ يَكِيدُنىِّ، وَمِمّن يَبْغِي عَلَيَّ وَيُرِيدُ بِي وَبِأَهْلِي وَأَوْلادِي وَإِخْوانِي وَجِيرانِي وَقَراباتِي مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ظُلْماً إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ.
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِنى وَالثَّرْوَةِ وَعَلى مَرْضَى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.