زيارة عاشوراء ودعاء علقمة

رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: خَرَجتُ معَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ وَجَمَاعَةٌ منْ أصحابِنَا إِلَى الْغَرِيِّ بَعْدَ مَا خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللهِ(عليه السلام) فَسِرْنَا مِنَ الْحِيرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ زِيارةِ أميرِ المؤمنينَ(عليه السلام) صَرَفَ صَفْوَانُ وَجْهَهُ إِلَى نَاحِيَةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ(عليه السلام) فَقَالَ لَنَا:

تَزُورُونَ الْحُسَيْنَ(عليه السلام) مِنْ هَذَا الْمَكَانِ عِنْدَ رَأْسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام) مِنْ هَاهُنَا، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ الصَّادِقُ(عليه السلام) وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ سَيْف بن عُميرة: فَدَعَا صَفْوَانُ بِالزِّيَارَةِ الَّتِي رَوَاهَا عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر(عليه السلام) فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ رَأْسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام) ووَدَّعَ فِي دُبُرِهَما أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام)، وَأَوْمَأَ إِلَى الْحُسَيْنِ(عليه السلام) بِالسَّلَامِ مُنْصَرِفاً بِوَجْهِهِ نَحْوَهُ وَقال:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثأرَ الله وَابْنَ ثأرِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلامُ الله أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يَا أَبا عَبْدِ الله، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ، فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ الله فِيها، وَلَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ الله المُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِن أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ، يَا أَبا عَبْدِ الله، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ الله ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ الله عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ الله شِمْراً، وَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثأرِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه.

اللهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيه السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يَا أَبا عَبْدِ الله، إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى الله، وَإِلى رَسُولِهِ، وَإِلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَإِلى فاطِمَةَ، وَإِلَى الحَسَنِ، وَإِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ، وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَأَبْرَأُ إِلَى الله وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى الله ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الحَرْبَ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ، فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ، وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ، وَرَزَقَنِي الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ الله، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثأرِكُم مَعَ إِمامٍ مَهِدِيٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بِالحَقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْأَلُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْإِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ، اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هذَا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اللهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

اللهُمَّ إِنَّ هذَا  يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ، اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صلّى اللهُ عليه وآلِه فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ‏وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه، اللهُمَّ الْعَنْ أَبا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ، وَهذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ، اللهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الْأَلِيمَ، اللهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هذَا، وَأَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ.

ثمّ تقول مِاْئَة مرّة:

آنگاه 100 بار بگو:

اللهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذلِكَ، اللهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ، اللهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً.

ثمّ قل مِاْئَة مرّة:

آنگاه 100 بار بگو:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ الله وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ الله أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلَا جَعَلَهُ الله آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلَى الحُسَيْنِ، وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أَوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أَصْحابِ الحُسَيْنِ.

ثمّ تقول:

پس بگو:

اللهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ، اللهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خامِساً، وَالْعَنْ عُبَيْدَ الله بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أَبِي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ثمّ تسجد وتقول:

سپس در حال سجده بگو:

اللهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ، الحَمْدُ لله عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي، اللهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْنِ عليه السلام.

قَالَ عَلْقَمَة: قال الإِمام الباقر(عليه السلام): «وَإِنْ استَطَعتَ أَنْ تَزُورَهُ في كُلِّ يَوْمٍ بِهذِهِ الزِّيَارَةِ في دَارِكَ فَافْعَلْ فَلَكَ ثَوَابُ جَميعِ ذَلِكَ».

 

دُعَاءُ عَلْقَمَة

عَنْ صَفْوَان الجَمَّالِ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ(عليه السلام): «يا صَفوانُ: إِذا حَدَثَ لَكَ إِلى اللهِ حَاجَةٌ فَزُرْهُ بِهِذهِ الزِّيارةِ (أَي: زيارة عاشوراء) مِنْ حَيثُ كُنتَ، وَادْعُ بِهَذا الدُّعاءِ، وَسَلْ رَبَّكَ حَاجَتَكَ تَأْتِكَ مِنَ اللهِ، وَاللهُ غَيرُ مُخْلِفٍ وَعدَهُ رَسُولَهُ بِجُودِهِ وَيُمْنِهِ، وَالحَمدُ للهِ».

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا مُجِيبَ دَعوَةَ المُضطَرِّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ المَكرُوبِينَ، يا غِياثَ المُستَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ المُستَصرِخِينَ، وَيا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَرِيدِ، وَيا مَن يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ، وَيا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأعلى وَبالأُفُقِ المُبِين، وَيا مَن هُوَ الرَّحمنُ الرَّحِيمِ عَلى العَرشِ استَوى، وَيا مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأعيُنِ وَما تُخفي الصُّدُورُ، وَيا مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ، يا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأصواتُ، وَيا مَن لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ، وَيا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحِّينَ، يا مُدرِكَ كُلِّ فَوتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ شَملٍ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعدَ المَوتِ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ، يا قاضِيَ الحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الكُرُباتِ، يا مُعطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِيَ المُهِمَّاتِ، يا مَن يَكفي مِن كُلِّ شيءٍ وَلا يَكفي مِنهُ شيءٌ في السَّماواتِ وَالأرضِ، أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلِيٍّ أمِيرِ المُؤمِنِينَ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنَت نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَينِ، فَإنّي بِهِم أتَوَجَّهُ إلَيكَ في مَقامي هذا وَبِهِم أتَوَسَّلُ وَبِهِم أتَشَفَّعُ إلَيكَ، وَبِحَقِّهِم أسألُكَ وَأُقسِمُ وَأعزِمُ عَلَيكَ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُم عِندَكَ وَبِالقَدرِ الَّذي لَهُم عِندَكَ وَبِالَّذي فَضَّلتَهُم عَلى العالَمِينَ، وَباسمِكَ الَّذي جَعَلتَهُ عِندَهُم وَبِهِ خَصَصتَهُم دُونَ العالَمِينَ وَبِهِ ابَنتَهُم وَأبَنتَ فَضَلَهُم مِن فَضلِ العالَمِينَ حَتّى فاقَ فَضلُهُم فَضلَ العالَمِينَ جَميعاً، أسألُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَربي وَتَكفِيَني المُهِمَّ مِن أُمُوري وَتَقضِيَ عَنّي دَيني وَتُجِيرَني مِنَ الفاقَةِ وَتُغنِيَني عَنِ المَسألَةِ إلى المَخلُوقِينَ، وَتَكفِيَني هَمَّ مَن أخافُ هَمَّهُ وَعُسرَ مَن أخافُ عُسرَهُ وَحُزُونَةَ مَن أخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَن أخافُ شَرَّهُ وَمَكرَ مَن أخافُ مَكرَهُ وَبَغيَ مَن أخافُ بَغيَهُ وَجَورَ مَن أخافُ جَورَهُ وَسُلطانَ مَن أخافُ سُلطانَهُ وَكَيدَ مَن أخافُ كَيدَهُ وَمَقدُرَةَ مَن أخافُ مَقدُرَتَهُ عَلَيَّ وَتَرُدَّ عَنّي كَيدَ الكَيَدَةِ وَمَكَرَ المَكَرَةِ.

اللهُمَّ مَن أرادَني فَأرِدهُ وَمَن كادَني فَكِدهُ وَاصرِف عَنّي كَيدَهُ وَمَكرَهُ وَبَأسَهُ وَأمانِيَّهُ وَامنَعهُ عَنّي كَيفَ شِئتَ وَأنِّى شِئتَ، اللهُمَّ اشغَلهُ عَنّي بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ وَبِبَلاءٍ لا تَستُرُهُ وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها وَبِسُقمٍ لا تُعافِيهِ وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسكَنَةٍ لا تَجبُرُها، اللهُمَّ اضرِب بِالذُلِّ نَصبَ عَينَيهِ وَأدخِل عَلَيهِ الفَقرَ في مَنزِلِهِ وَالْعِلَّةَ وَالسَّقمَ في بَدَنِهِ حَتّى تَشغَلَهُ عَنّي بِشُغلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأنسِهِ ذِكري كَما أنسَيتَهُ ذِكرَكَ وَخُذْ عَنّي بِسَمعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجلِهِ وَقَلبِهِ وَجَمِيعِ جَوارِحِهِ، وَأدخِل عَلَيهِ في جَمِيعِ ذلِكَ السُّقمَ وَلا تَشفِهِ حَتّى تَجعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَن ذِكرِي، وَاكفِني يا كافِيَ ما لا يَكفي سِواكَ فَإنَّكَ الكافي لا كافِيَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ سِواكَ؛ خابَ مَن كانَ جارُهُ سِواكَ وَمُغِيثُهُ سِواكَ وَمَفزَعُهُ إلى سِواكَ وَمَهرَبُهُ إلى سِواكَ وَمَلجَؤُهُ إلى غَيرِكَ وَمَنجاهُ مِن مَخلُوقٍ غَيرِكَ. فَأنتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفزَعي وَمَهرَبي وَمَلجَأي وَمَنجايَ فَبِكَ استَفتِحُ وَبِكَ استَنجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيكَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ، فَأسألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ فَلَكَ الحَمدُ وَلَكَ الشُّكرُ وَإلَيكَ المُشتَكى وَأنتَ المُستَعانُ، فَأسألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَربي في مَقامي هذا كَما كَشَفتَ عَن نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَربَهُ وَكَفَيتَهُ هَولَ عَدُوِّهِ، فَاكشِف عَنّي كَما كَشَفتَ عَنهُ وَفَرِّج عَنّي كَما فَرَّجتَ عَنهُ وَاكفِني كَما كَفَيتَهُ وَاصرِف عَنّي هَولَ ما أخافُ هَولَهُ وَمُؤُونَةَ ما أخافُ مَؤُنَتَهُ وَهَمَّ ما أخافُ هَمَّهُ بِلا مُؤُنَةٍ عَلى نَفسِي مِن ذلِكَ، وَاصرِفني بِقَضاء حَوائِجي وَكِفايَةِ ما أهَمَّني هَمُّهُ مِن أمرِ آخِرَتي وَدُنيايَ.

يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَيا أبا عَبدِ اللهِ عَلَيكَ مِنّي سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِن زِيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيني وَبَينَكُما، اللهُمَّ أحيِني حَياةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَأمِتني مَماتَهُم وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِم وَاحشُرني في زُمرَتِهِم وَلا تُفَرِّق بَيني وَبَينَهُم طرفَةَ عَينٍ أبَداً في الدُّنيا وَالآخِرةِ، يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَيا أبا عَبدِ اللهِ أتَيتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما وَمُتَوَجِّهاً إلَيهِ بِكُما وَمُستَشفِعاً بِكُما إلى اللهِ تَعالى في حاجَتي هذِهِ فاشفَعا لي فَإنَّ لَكُما عِندَ اللهِ المَقامَ المَحمُودَ وَالجاهَ الوَجِيهَ وَالمَنزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ، إنّي أنقَلِبُ عَنكُما مُنتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لي إلى اللهِ في ذلِكَ، فَلا أخِيبُ وَلا يَكُونُ مُنقَلَبي مُنقَلَباً خائِباً خاسِراً بَل يَكُونُ مُنقَلَبي مُنقَلَباً راجِحاً مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ حَوائِجِي، وَتَشَفَّعا لي إلى اللهِ.

انقَلَبتُ عَلى ما شاءِ اللهُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ مُفَوِّضاً أمري إلى اللهِ مُلجِئاً ظَهري إلى اللهِ مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ، وَأقُولُ: حَسبِيَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَن دَعا لَيسَ لي وَراءَ اللهِ وَوَرائِكُمْ يا سادَتي مُنتَهى، ما شاءَ رَبّي كان وَما لَم يَشَاء لَم يَكُن وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ. استَودِعُكُما اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي إلَيكُما انصَرَفتُ يا سَيِّدي يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ ومَولايَ وَأنتَ يا أبا عَبدِ اللهِ يا سَيِّدِي، وَسَلامي عَلَيكُما مُتَّصِلٌ ما اتَّصَلَ اللَيلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ إلَيكُما غَيرُ مَحجُوبٍ عَنكُما سَلامي إن شاءَ اللهِ، وَأسألُهُ بِحَقِّكُما أن يَشاءَ ذلِكَ وَيَفعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ انقَلَبتُ يا سَيِّدِيَّ عَنكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجِياً لِلإجابَةِ غَيرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ آئِباً عائِداً راجِعاً إلى زِيارَتِكُما غَيرَ راغِبٍ عَنكُما وَلا مِن زِيارَتِكُما بَل راجِعٌ عائِدٌ إن شاءَ اللهُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ، يا سادَتي رَغِبتُ إلَيكُما وَإلى زِيارَتِكُما بَعدَ أن زَهِدَ فِيكُما وَفي زِيارَتِكُما أهلُ الدُّنيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ ما رَجَوتُ وَما أمَّلتُ في زِيارَتِكُما إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.