روي أنه كان يجلس للعامة والخاصة، ويأتيه الناس من الأقطار يسألونه عن الحلال والحرام، وعن تأويل القرآن وفصل الخطاب، فلا يخرج أحد منهم إلاّ راضياً بالجواب[1].
وروي عن أبي هارون مولى آل جعدة قال: (كنت جليساً لأبي عبد الله(عليه السلام)
بالمدينة ففقدني أياما، ثم إني جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون، فقلت: ولد لي غلام، فقال: بارك الله لك فيه فما سميته؟ قلت: سميته محمداً، فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول: محمد محمد محمد، حتى كاد يلصق خده بالأرض، ثم قال: بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبوي وبأهل الأرض كلهم جميعا الفداء لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، لا تسبّه ولا تضربه ولا تسيئ إليه، واعلم أنه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا وهي تقدس كل يوم)[2].
مجلسه(عليه السلام) أنبل المجالس:
عن رجل من العامة قال: كنت أجالس أبا عبد الله(عليه السلام) فلا والله ما رأيت مجلسا أنبل من مجالسه قال: (فقال لي ذات يوم: من أين تخرج العطسة ؟ فقلت: من الأنف فقال لي: أصبت الخطاء، فقلت: جعلت فداك، من أين تخرج ؟ فقال: من جميع البدن، كما أن النطفة تخرج من جميع البدن، ومخرجها من الإحليل، ثم قال: أما رأيت الإنسان إذا عطس نفض أعضاؤه، وصاحب العطسة يؤمن الموت سبعة أيام)[3].