فرض الكيان الشيعي على أرض الواقع

وكانت نتيجة ذلك كله أن فرض هذا الكيان المتميز نفسه على أرض الواقع - رغم المعوقات الكثيرة، والصراع المرير على طول التاريخ، حتى يومنا الحاضر - من دون أن يعتمد على سلطة ينسق معها وتدعمه. وإن كان قد يستفيد من السلطة في بعض الفترات من دون أن يكون تابعاً لها منصهراً بها، أو تتحكم فيه، وفي توجهاته.

وقد حصل ذلك بفضل جهود الأئمة من ذرية الإمام الحسين (صلوات الله عليهم) بعد أن أصحروا بإعراضهم عن السلطة، وتفرغوا لشيعتهم، ليكملوا الشوط، ويستثمروا المكاسب العظيمة التي حققها الأئمة الأولون (صلوات الله عليهم) والخاصة من شيعتهم، في سلوكهم الحكيم، وتضحياتهم الجسيمة، وفي قمتها فاجعة الطف.