الثامن: أنه بعد أن تركز التشيع لأهل البيت (صلوات الله عليهم) - كعقيدة راسخة تحملها جماعة لها كيانها الخاص بها - بدأ الأئمة من ذرية الحسين (عليه السلام) بتذكير شيعتهم بحقهم في الخمس، ذلك الحق الذي كاد ينسى نتيجة مواقف الأولين من أهل البيت (عليهم السلام) وخطواتهم المتلاحقة من أجل تغييبهم (عليهم السلام) عن ذاكرة المسلمين.
وبعد أن ذكّروا (صلوات الله عليهم) شيعتهم بهذا الحق بدأوا بمطالبتهم بأدائه، والتأكيد على ذلك تدريجاً. ليكون للشيعة - كمذهب وأفراد - مورد مالي يعينهم في إدارة شؤونهم وسدّ حاجاتهم، بعد أن حرموا من الأموال العامة التي هي تحت سيطرة الدولة.
وهذا المورد وإن كان قليلاً لا يفي بالحاجة، لتهاون كثير من ذوي المال في أدائه، إلا أنه صار نواة لتضاف إليه بقية الحقوق الشرعية والخيرات والمبرات والأوقاف وما جرى مجرى ذلك.