اهتمام الأئمة (عليهم السلام) بحملة آثارهم وعلماء شيعتهم

وقد حاولوا (صلوات الله عليهم) تثقيف شيعتهم بثقافتهم عن طريق أصحابهم وخواصهم من الرواة وحملة الآثار. وقد جعلوهم وسائط بينهم وبين شيعتهم من أجل أن يرجعوا إليهم ويأخذوا عنهم معالم دينهم ومعارفه، ويستغنوا بهم عمن سواهم.

وقد اشتدّ اهتمامهم (عليهم السلام) بذلك، حتى ورد في صحيح هشام بن سالم عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) أنه قال: ((لما حضرت أبي (عليه السلام) الوفاة قال: يا جعفر أوصيك بأصحابي خيراً. قلت: جعلت فداك. والله لأدعنّهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحداً))[1].

وقد أكدوا (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على الرجوع للعلماء والأخذ عنهم والقبول منهم في أحاديث كثيرة.

منها: حديث عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق (عليه السلام) الوارد في تنازع الشيعة بينهم في الحقوق، وفيه: ((انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكماً، فإني قد جعلته عليكم حاكماً. فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما بحكم الله استخف، وعلينا ردّ. والرادّ علينا الرادّ على الله، وهو على حدّ الشرك بالله عزّ وجلّ...))[2].

ومنها: التوقيع الشريف عن الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، وفيه: ((فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا. قد عرفوا أنا نفاوضهم سرّنا، ونحمله[3] إياه إليهم))[4].

ومنها: التوقيع الآخر عنه(عليه السلام)، وفيه: ((وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله...))[5]... إلى غير ذلك.

 


[1] الكافي ج: ١ ص: ٣٠٦.

[2] تهذيب الأحكام ج: ٦ ص: ۲۱۸، واللفظ له. الكافي ج: ١ ص: ٦٧، وج: ٧ ص: ٤١٢. وسائل الشيعة ج: ١ ص: ۲۳، وج: ۱۸ ص: ۹۹.

[3] هكذا ورد في كتاب اختيار معرفة الرجال، ولكن الوارد في وسائل الشيعة ((ونحمّلهم إياه إليهم)).

[4] اختيار معرفة الرجال ج: ٢ ص: ٨١٦، واللفظ له. وسائل الشيعة ج: ۱ ص: ۲۷، وج: ۱۸ ص: ۱۰۸ - ۱۰۹.

[5] کمال الدين وتمام النعمة ص: ٤٨٤، واللفظ له. الغيبة للطوسي ص: ۲۹۱. الاحتجاج ج: ۲ ص: ۲۸۳ وسائل الشيعة ج: ١٨ ص: ١٠١ .