لا موجب للتضحية بعد فاجعة الطف

وأما التضحية بالنحو الذي أقدم عليه الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في نهضته المباركة، فلا مجال لها من الأئمة من ذريته (عليهم السلام).

لما سبق من أن دوافع التضحية المذكورة ليست انفعالية مزاجية، أو نتيجة التنفر من الفساد والانحراف، أو لمجرد الإباء والشمم، أو نحو ذلك، ليشاركوا (عليهم السلام) الإمام الحسين (صلوات الله عليه) فيها، أو في شيء منها، بل لابد من كون الهدف منها مكاسب للدين الحنيف تناسب حجم التضحية.

وقد سبق أن الذي ظهر لنا من فوائد نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وثمراتها هو اكمال مشروع أمير المؤمنين (عليه السلام) في إيضاح معالم الدين، وسلب شرعية السلطة التي كانت تتحكم فيه، وتركيز دعوة التشيع، ودفعها باتجاه التوسع والانتشار.

وبعد حصول ذلك كله بجهود الأئمة الأولين (عليهم السلام) وخاصة شيعتهم، وتضحياتهم، التي بلغت القمة في فاجعة الطف، لا يبقى مبرر للتضحية من الأئمة الباقين (عليهم السلام) أو من شيعتهم.

ولا سيما بعد ان فُتِح بعد فاجعة الطف باب الانكار على السلطة وتعريتها، والتذكير بجرائمها، والتأكيد على عدم شرعيتها، من قبل فئات كثيرة غير الشيعة الإمامية. وبدا الخروج عليها حتى من غير الخوارج.