أخلاقه (عليه السلام) مع عبيده وخدمه

  كان رؤوفاً بهم، يراعي ضعفهم واستكانتهم، وكان يجازيهم بالإحسان إليهم والرفق بهم، وإن أساؤوا إليه،   ففي يوم من الأيام بعث أبو عبد الله (عليه السلام) غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبو عبد الله(عليه السلام) على أثره لما أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروّحه حتى انتبه، فلما تنبّه قال له أبو عبد الله(عليه السلام): (يا فلان والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار)[1].

 ويروى أن سفيان الثوري دخل على الإمام الصادق(عليه السلام) فرآه متغير اللون، فسأله عن ذلك؟ فقال: (كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية من جواريّ ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها، فلما بَصُرت بي ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغيّر لوني لموت الصبي وإنما تغيّر لوني لِمَا أدخلتُ عليها من الرعب)، وقال لها الإمام(عليه السلام): «أنتِ حرة لوجه الله لا بأس عليك» مرتين[2].

ومن هذا الخبر يستوحي الإنسان عمق ذلك الحنان الذي كانت تجيش به نفس ذلك الإمام العظيم والرقّة التي كانت تعمر ذلك القلب الكبير، والذي وسع الحياة بما تحمل من مشاعر إنسانية، ومهامّ قيادية.

 


[1] الكافي للشيخ الكليني ج2 ،ص112.

[2] مناقب آل أبي طالب لإبن شهر آشوب: ج3، ص395.