تكليف المؤمنين في زمن الغيبة

تكليف المؤمنين في زمن الغيبة

كثيراً ما يسأل الإنسان الموالي نفسه عن تكليفه وواجبه في عصر غَيبة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وعن فضل الموالين زمن الانتظار على غيرهم من الناس، وجواب هذا السؤال وإن غاب عن أذهان كثير من الناس، إلا أن أهل البيت (عليهم السلام)
لم يتركوا هذا السؤال من غير إجابة، فأحاديثهم الشريفة ورواياتهم المطهرة ذكرت وبشكل مفصل مجموعة من الوظائف لابد للمكلف من الالتزام بها والعمل بمقتضاها، ونحن فيما يلي نذكر جملة من هذه الوظائف مقتصرين على المهّم منها مع مراعاة الاختصار والبساطة في العرض ليسهل على القّراء الكرام فهمه والعمل بمقتضاه.

الوظيفة الأولى: انتظار الفرج:

أكدت الروايات الشريفة للمعصومين (عليهم السلام) على أهمية وضرورة انتظار الفرج من قبل الموالين، وعدم اليأس، وقد عُدّ الانتظار في بعض الأحاديث من أفضل العبادات، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أفضل العبادة انتظار الفرج». كمال الدين وتمام النعمة:ص287. وعن الخصال الأربعمائة قال أمير المؤمنين(عليه السلام): «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ انتظار الفرج». الخصال للصدوق:ص616. كما واعتبرت أحاديث أخرى المنتظرين لفرج إمامهم المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أفضل أهل كل زمان، حتى أفضل من الذين عاشوا مع النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصحبوه، فعن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: «تمتد الغَيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة بعده، يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره أفضل أهل كلّ زمان؛ لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبة عندهم بمنـزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنـزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً..».كمال الدين وتمام النعمة:ص320.

إيضـاح:

هل مجرد الانتظار يكفي لتحصيل كل هذا الأجر؟

 إن مجرد الانتظار لا يكفي لوحده في تحصيل جميع تلك الامتيازات السابقة، بل لابد من العمل والورع والتقوى وهذا ما ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدّوا وانتظروا، هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة».الغَيبة للنعماني:ص207. فينبغي على المؤمن وفقا لهذا الحديث الشريف أن يتصف بصفات أهل الإيمان قولاً وفعلاً، كما ورد ذلك في كثير من الروايات، والتي منها: قال رجل للحسين بن علي (عليهما السلام):
 يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم، قال (عليه السلام): «اتق الله ولا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم».بحار الأنوار:ج65،ص156.

 وعن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر».وسائل الشيعة:ج15،ص251.

المنتظِر بقصد القُربة لا يستعجل الظهور: 

إن الفرد المؤمن اذا كان منتظراً للفَرَج بقصد القُربة إلى الله تعالى، فأنه لايضرّه  تَقَدَّم هذا الأمر أو تأخَرّ، وقد وردت روايات عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) تؤكّد هذا المعنى، منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «...هَلَكتِ المَحاضير. قال(الراوي): قلتُ: وما المحاضير؟، قال(عليه السلام): المستعجلون؛ ونجا المُقرّبون، وثَبَت الحصن على أوتادها..».الغَيبة للنعماني:ص203.

الوظيفة الثانية: عدم التقصير في خدمته (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

عن خلاد بن الصفار، قال: سُئل الإمام الصادق (عليه السلام): هل ولد القائم؟، فقال (عليه السلام): « لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي». الغًيبة للنعماني: ص252. تأمّل أيّها المؤمن كيف يُجلّ الإمام الصادق (عليه السلام) الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فإن لم تكن خادماً له فلا أقلّ لا تُحِزن قلبه ليلاً ونهاراً بسيئاتك، فإن لم تَجُد بالعسل فلا تعط السمّ. قال مؤلف مِكْيال المَكارِم بعد نقله كلام الإمام الصادق (عليه السلام): «وأنّ السعي في خدمة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أفضل الطاعات وأشرف القُربات؛ لترجيحه واختياره خدمتَه على سائر أصناف الطاعة وأقسام العبادة، والخدمة أخصّ من النُّصرة، لأنّها تعني مباشرةَ الخادم لما يفعله، ولأنّها تشتمل على التواضع للمخدوم، بخلاف النصرة التي قد تحصل بغير المباشرة، والتي قد لا تشتمل على التواضع للمخدوم». مكيال المكارم ميرزا محمد تقي الاصفهاني :ج2،ص220.

تدبّر أيها المحب اللبيب في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) أترى فيه إغراقاً أو خلافا للواقع؟ كلا وحاشا، بل هو عين الحقيقة، وفيه دلالة إلى نكات دقيقة منها: بيان فضل القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وشرفه: ومنها: الإشارة إلى أن خدمته أفضل العبادات، وأقرب الطاعات؛ لأن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي لم يصرف عمره الشريف إلا في صنوف طاعة الله وعبادته في يومه وليلته بَيّنَ أنه لو أدرك القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لصرف أيام حياته في خدمته، فظهر من هذا الكلام أن السعي في خدمة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أفضل الطاعات، وأشرف القربات لترجيحه واختياره خدمته على سائر أصناف الطاعة وأقسام العبادة، ومنها: الإيماء إلى أن أتباعه أفضل الأتباع، ورعيته أفضل من غيرهم، وأصحابه أشرف الأصحاب كما أن أمّة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله)
 أفضل الأمم، وأشرفهم؛ لأن مرتبة أهل كل شخص وأتباعه تتفاوت بحسب شرافة هذا الشخص وعلوّ قدره، فإذا تبين علو مقام مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ظهر علوّ مرتبة رعيته، وأتباعه والمؤمنين الثابتين على ولايته جعلنا الله تعالى منهم وهذا ظاهر لا سترة عليه وله شواهد كثيرة من الروايات منها: التعبير عنهم في النبوي بإخوان النبي (صلى الله عليه وآله) فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه: «اللهم لقني إخواني (مرتين)، فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا، إنكم أصحابي وإخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم يروني، لقد عرَّفَنِيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل أن يُخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغضا، أولئك مصابيح الدجى، ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة».بصائر الدرجات:ص104.

مصاديق خدمة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

 من ابرز مصاديق خدمة الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو الدعوة له، وذكر فضائله، ونشر تعاليمه وأهدافه، حتى يتعرف الناس على إمامهم، ويشعَّ نور الحب والولاء له في قلوبهم. قال الإمام السجاد (عليه السلام):
«...وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شركته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافئته». من لايحضره الفقيه:ج2،ص623. ولاشك ولاريب أن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) له فضل عظيم علينا، حتى في أصل وجوده، حيث لولاه لساخت الأرض التي نعيش عليها؛ لذا يجب ذكر معروفه وأن ننشر له المقالة الحسنة، عن الإمام الرضا (عليه السلام): «...من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». الأمالي للشيخ الصدوق:ص131.

الوظيفة الثالثة: تحبيبه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلى الناس:

روى الكليني عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «رَحِم اللهُ عبداً حَبَّبنا إلى الناس، ولم يُبَغِّضنا إليهم، أمَا واللهِ لو يَروونَ مَحاسنَ كلامنا لكانوا به أعزّ، وما استطاع أحد أن يتعلّق عليهم بشيء، ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحطّ إليها عَشراً».الكافي:ج8،ص229. وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: «...رَحم اللهُ عبداً اجترّ مودّةَ الناس إلينا، فحدَّثَهم بما يعرفون، وترَكَ ما يُنكرون». الأمالي للصدوق:ص159.

الوظيفة الرابعة: الحزن لفِراقه (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

 عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «نَفَسُ المهموم لنا المغتمّ لظلمنا تسبيح، وهمّه لأمرنا عبادة، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله»، قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن منه. الكافي:ج2،ص226.

الوظيفة الخامسة: التصدّق عنه (عليه السلام):

 من علامات مودّة المؤمن لإمامه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن يتصدّق نيابة عنه، وقد ورد عن الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) مدحُ التصدّق عن سائر المؤمنين، ومما لا شك فيه أن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
أفضل المؤمنين فيكون التصدق عنه أفضل وأولى، فعن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي إبراهيم (الكاظم) (عليه السلام): أحجّ وأصلي وأتصدق عن الأحياء والأموات من قرابتي وأصحابي؟ قال (عليه السلام): «نعم، تصدق عنه، وصلَّ عنه، ولك أجر بصلتك إياه». وسائل الشيعة: ج8، ص287.

وروى الكليني في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «ما يمنعُ الرجلَ منكم أن يَبرَّ والدَيهِ حَيّين ومَيّتَين، يصلّي عنهما، ويتصدّق عنهما، ويحجّ عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مِثلُ ذلك، فيزيده اللهُ ببِرّه وصِلَته خيراً كثيراً». الكافي: ج2، ص159.

الوظيفة السادسة: الاهتمام في نُصرته (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

المراد بنصرته هو الإقدام والمساعدة في كلّ أمر يعلم المؤمن أنّه محبوب من قِبل إمامه (عليه السلام)؛ فالنصرة في زمن ظهوره تحصل على نحوٍ معيّن، وفي زمن غيبته على نحوٍ آخر، فقد تكون بالتقيّة، وقد تكون بالدعوة إليه، وقد تكون بالعزم القلبي على نصرته في زمن ظهوره، وقد تكون بالدعاء في تعجيل فَرَجه وظهوره، وقد تكون بذِكر فضائله، وقد تكون بنصرة أحبّائه وأوليائه. قال الله تعالى: «...وَلَيَنصُرَنَّ الله مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ». الحج: آية40؛ ولمّا كان لكل امرئٍ ما نوى، فإنّ العزم القلبيّ على نُصرته في زمن ظهوره يستوجب للمؤمن ثواب الجهاد بين يدَي صاحب العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد روى الكُليني عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «إنّ العبد المؤمن الفقير لَيقول: يا ربِّ ارزُقْني حتّى أفعلَ كذا وكذا من البِرّ ووجوه الخير، فإذا عَلِمَ اللهُ عزّوجلّ ذلك منه بصِدق نِيّة، كتب اللهُ له من الأجر مِثلَ ما يكتب له لو عمله، إنّ الله واسعٌ كريم». الكافي: ج2، ص85.

الوظيفة السابعة: الاقتداء والتأسّي بأخلاقه وأعماله (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

حقيقة الائتمام هي أن يقتدي المؤمن بإمامه (عليه السلام) ويتأسى بأخلاقه وأعماله فيما يَقدِر عليه بحَسْب حاله، وبه يحصل كمالُ الإيمان وتمام موالاة الإمام، وقد جاء في كتاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عثمان بن حُنَيف عامله على البصرة: «ألا وإنّ لكلّ مأمومٍ إماماً يقتدي به ويستضيء بنور عِلمه».نهج البلاغة:ج3،ص70. وروى الكليني عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، قال: «لا حَسَب لقرشيّ ولا لعربيّ إلاّ بتواضع، ولا كرم إلاّ بتقوى، ولا عمل إلاّ بالنيّة، ولا عِبادة إلاّ بالتفقُّه، ألا وإنّ أبغض الناس إلى الله مَن يقتدي بسُنّة إمامٍ ولا يقتدي بأعماله». الكافي للكليني: ج8، ص223. والمراد من كلامه (عليه السلام) أنّ أبغض الناس إلى الله مَن يكون على طريقة الإمام فيُقرّ بإمامته وولايته وهو مع ذلك يُخالفه في الأعمال والأخلاق، لأنّه إذا خالف إمامه في أعماله وأخلاقه كان شَيناً على الإمام وسبباً لطعن الأعداء عليه، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: « إنّا لا نَعُدّ الرجلَ مؤمناً حتّى يكون لجميع أمرنا مُتّبِعاً ومريداً، ألا ومِن اتّباع أمرنا وإرادته الوَرَع، فتزَيَّنوا به رحمكم اللهُ تعالى، وكيدوا أعداءنا به يُنعِشْكم الله». الكافي: ج2، ص87. 

الوظيفة الثامنة: الاستغاثة به (عجل الله تعالى فرجه الشريف):

 ينبغي لنا أن نلجأ إلى الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في حلّ كل قضايانا الدنيوية والأخروية الفردية والاجتماعية فهو الملاذ لنا في كل الشؤون والقضايا، وينبغي أن نستغيث ونتوسل به ونلحّ في ذلك تشملنا العناية الإلهية ونستفيد من وجوده (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بشكل اتم، وكما أن الله تعالى جعل الشمس مصدر الدفء والنور للإنسان في حياته المادية، ومن ابتعد عنها حرم من الدفء والنور، فكذلك هو الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) جعله الله لنا مصدراً للدفء والنور في حياتنا المعنوية، وأوكل ـ سبحانه ـ إليه كل أمورنا وقضايانا، فمن لم يتوجه إليه فسوف يكون نصيبه الخسارة والحرمان.

ومن وظيفة الرعيّة: الرجوع في مهمّاتهم وشدائدهم إلى رئيسهم في كلّ زمان، وقد شاهَدْنا المسلمين عموماً وأتباع أهل البيت (عليهم السلام)
خصوصاً وهم يبثّون شكواهم ويرفعون حوائجهم إلى أئمّتهم (عليهم السلام)،
الذين ورد في حقّهم في الصلوات الشعبانية أنّهم «...الكهفُ الحصين، وغياثُ المُضطَّر المستكين، ومَلْجأُ الهاربين، ومنجى الخائفين، وعِصمةُ المعتصمِين..». مصباح المتهجد للطوسي: ص45. وقيل في حقّهم (عليهم السلام): «..فاز مَن تمسّكَ بكم، وأمِنَ مَن لجأَ إليكم».عيون أخبار الرضا- ع- للصدوق:ج2،ص526.

بل يمكن القول بأنّ من جُملة فوائد وجود الإمام (عليه السلام) ووظائفه وعادته ودأبه: إغاثة المستغيثين، وإعانة الملهوفين.

هذه جملة من الوظائف التي سمح بها المقام وهناك وظائف اخرى اعرضنا عنها للاختصار، ومن ارادها، فليطلبها في مظانها والتي منها مكيال المكارم وغيره.

الخلاصة:

وبناءً على ما تقدم ينبغي على كل مؤمن موالٍ أن يفكر في مؤهلاته التي هو عليها الآن، ويسأل نفسه هل هو مؤهلاً؟ ليكون من المنتظرين؟، أو من الأنصار للإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فإذا لم يكن كذلك فلابد له حينئذ من تزكية النفس عن قذارة الدنيا، والكدح والعمل للوصول إلى القرب الإلهي، والورع والابتعاد عن الشبهات، والتخلق بالأخلاق العليا في القول والفعل، وجعل الظاهر والباطن واحداً إلا في تقية، والامتثال الكامل لأوامر
الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ... وبخلاف هذا سيكون الكلام مجرد ادعاء ويبقى المرء بعيداً عن الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، مهما أعطى لنفسه من عناوين ومناصب.

 

لتحميل الملف