الإعداد والتمهيد لدولة العدل الإلهي

الإعداد والتمهيد لدولة العدل الإلهي

المقدمة:

 الحديث حول الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ودولته العالمية يدفعنا للحديث بشكل تلقائي عن الإعداد والتمهيد وأبعادهما المختلفة. فقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وخروجه وإقامة دولة الحق يدفع بكل من يؤمن بهذه القضية إلى التطلع الدائم والدؤوب إلى يوم خروجه(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فهو أمل ينعقد في النفوس، والتفاعل مع هذا الأمل يدفع بالمؤمنين به أن يسعوا إلى هذه اللحظة المباركة ببذل الجهد للتمهيد لظهوره بتوفير العوامل المساعدة ورفع العوائق المانعة. وسنحاول في هذه الحلقة من السلسلة المهدوية أن نسلط الضوء على الإعداد والتمهيد وفق ما جاء في الروايات عن أهل البيت(عليهم السلام)، أخذين بنظر الاعتبار الاختصار والتبسيط؛ ليتسنى للقّراء الكرام الإحاطة ولو الإجمالية بقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

البدء بالنفس في التمهيد:

 قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها). سورة الشمس: آية ٩ و١٠.وقال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).سورة البقرة:آية44. وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ..). سورة التحريم:آية6.

إن أي طريق من طرق الخير وما نحن بصدده يوجب علينا أن نبدأ بأنفسنا كما أمر الله تعالى في آياته المباركة.

فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

وعندنا في الروايات: أنّ من كان على حب العترة الطاهرة (عليهم السلام) ومات قبل ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «...فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً». وسائل الشيعة:ج15،ص55.

ففي الوقت الذي يطلب منا الدعاء بتعجيل الفرج، نكون مأمورين أيضاً بتهيئة أنفسنا، وبالاستعداد الكامل لأن نكون بخدمته (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه، وعرف حقّ ربّه عز وجل وحقّ رسوله (صلى الله عليه وآله) وحقّ أهل بيته (عليهم السلام)، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

أثر الإعداد النفسي في عصر الغيبة:

 إنّ شيعة أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم يهدفون في حركتهم إلى تحقيق هدفهم المرسوم، والقيام بتحمّل المسؤولية في دولتهم المباركة بقيادة إمامهم المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فنجد أنّهم يستمدّون وقود حركتهم من هذا الهدف العظيم، ومن هنا ولكي لا يصيبنا الخواء والضعف الروحي والمعنوي ـ الذي يعبّر عنه القرآن الكريم (بالوهن)، الذي إذا اُصيب به المجتمع وسرى في جسده، سوف تتراكم عليه الانكسارات والهزائم، ومن ثمّ يتضاءل إرتباطه بالله تعالى، ويضعف إيمانه بهدفه وبالتالي يصل إلى مجتمع خاو فاقد للارادة ـ تتّضح أهمية الإعداد النفسي، ويمكن الإشارة إلى ذلك من خلال النقاط التالية:

1- أنّ عملية إعداد الفرد والمجتمع تنّمي قوة الإحساس بالهدف، وتجعل العقيدة ذات حضور دائم في كلّ حركة من حركاته، ممّا يجعله يعيش معها في أفكاره ومشاعره، وفي علاقاته ومطامحه، فتتسع في قلبه وتتحوّل إلى همٍّ يوميٍّ متحرّك، بدلا من أن تكون عقيدته مختفية في زاوية محدودة من زوايا الفكر. وربّما يمكن استيحاء هذا المعنى ـ من حضور العقيدة ـ من الكلمة العظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام): «ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله قبله وبعده وفيه». اللمعة البيضاء التبريزي الانصاري:ص170.

2- أنّ عملية الإعداد النفسي تربّي الفرد والمجتمع، وتجعلهما قادرين على مواجهة الرياح العاصفة، فلا يتزلزل أمام أيّة ريح، ولا يهتز أمام أيّ تحدّي.

3ـ الإعداد النفسي للفرد والمجتمع يساهم في تصعيد درجة الإخلاص، ومن ثمّ يساهم في تحقيق شرط الظهور.

4ـ من خلال الإعداد النفسي للظهور تتعمّق الصلة مع الإمام(عليه السلام)، ومن ثم تتجذّر عقيدته أكثر فأكثر، وهذا بدوره يسهم في إصلاح نفسه وإصلاح مجتمعه ومَن حوله.

5ـ أنّ الإعداد النفسي يربّي عند الفرد المؤمن والمجتمع حالة الشعور بالمسؤولية، الذي يُعدّ من العناصر الأساسية في المسيرة التكاملية للفرد والمجتمع، فبمقدار قوة هذا الشعور في نفس المؤمن يكون له اضطلاع بتحمّل المسؤولية، وبمقدار تحمله للمسؤولية يتلقّى مدده بالتوفيق من الله تعالى لنيل الغاية، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمحْسِنِين). سورة العنكبوت:آية69.

هل تستقيم للإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الأمور بلا عمل؟

الجواب: عن بشير النبال، قال:... لما قدمت المدينة قلت لأبي جعفر(عليه السلام) : إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا، ولا يهريق محجمة دم، فقال (عليه السلام): «كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته».الغَيبة للنعماني:ص294.

الإعداد على الصعيد الفردي:

أنّ كل فرد من المؤمنين ينبغي أنْ يكون له دور ايجابي فعّال، على المستوى الفردي والنفسي في علاقته مع الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومقدار ذلك في تقريب فرج الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فضلاً عن أنْ يكون له دور اجتماعي في هذا الحدث الكوني الكبير، وهنا تأتي مرحلة الإعداد والاستعداد، فلابدّ على الفرد أنْ يعدّ نفسه بشكل دقيق لأنْ يكون عنصراً فعّالاً ومؤثراً بحركة الظهور المقدّس من خلال عدّة عوامل شرعيّة واخلاقية وسلوكية، فلابدّ أنْ يلتزم بمضامين الشريعة التزاماً حرفياً ولا يحيد عن ذلك، فضلاً عن خُلقه الرفيع المؤثّر في المجتمع المترجم كل ذلك إلى سلوك عمليّ ينهض بالأفراد الآخرين إلى حالة التأسّي بهذا الفرد الذي ما انفكّ يعدّ نفسه استعداداً للظهور المقدّس.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ويحفون به، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأَمَة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله إمام الحق». بحار الأنوار:ج52، ص308.

فالإنسان المؤمن الذي تقع في رأس قائمة أولويّاته مسألة الظهور المقدّس للحجّة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يبحث عن كل صغيرة وكبيرة تؤثّر إيجاباً في تفعيل هذه العقيدة في نفسه، كما أنّه يسعى جاهداً لإزالة ما يؤثّر على ضعفها أو خمولها فضلاً عن انحسارها بسبب العوامل السلبية، داخلية كانت في نفسه، أو خارجية من محيطه.

الإعداد على الصعيد الاجتماعي:

 وكما يُطلب من الفرد أنْ يؤسّس لنفسه عقيدة وثقافة وسلوكاً يؤثّر إيجاباً في تعجيل فرج المولى المقدّس (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فكذلك على المستوى الاجتماعي ينبغي أنْ يكون هذا الفرد مؤثّراً في تشكيل بيئة مهدوية تؤثّر إيجاباً في دفع الناس اتجاه الاهتمامات المهدويّة، ونشر ثقافة الانتظار من خلال المجالس والأندية التي تفتقر كثيراً لهذه الثقافة، فالفرد الذي أعدّ لنفسه منهجاً صحيحاً في هذا المضمار لابدّ أنْ لا يجعله حبيساً في أدراج أُفق النفس، بل لابدّ من إخراجه من خلال سلوك يمارسه، أو فكر ينشره، لتكون بذلك حظوته عند إمامه(عليه السلام) كحظوة إبراهيم الخليل(عليه السلام) عند ربّه، إذ جُعل أمّة رغم فرديته، لأنّه حمل على مستوى الفكر والسلوك هموم إنقاذ الأُمّة بأسرها من براثن ما كانت تعيشه، قال الله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً..). سورة النحل: آية120. وهكذا المأمول من الفرد المهدوي الذي أعدّ نفسه إعداداً صحيحاً للظهور المقدّس، فكلّ حدث نراه اليوم له مدخليّة ولكنّها لابدّ أنْ تنضبط في إطار الشريعة المقدّسة، ولابدّ أنْ تتحدّد بحدود ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)، فنحن نسير في طريق حافّتاه الترقّب والانتظار والاستعداد من جهة ومنع التوقيت والاستعجال وذمّهما من جهة أخرى، فهذه الثقافة التي تشبه إلى حدّ كبير ثقافة الأمر بين الأمرين هي الكفيلة وحدها بنجاة المؤمنين، وتشكيل قاعدة عريضة تؤثّر في تعجيل فرج الإمام المنتظر الغائب (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ورد عنه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) «...ولو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته - على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا. ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته». المزار للشيخ المفيد: ص9.

المكاتبة الصادرة عن الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تتحدث عن شرط الظهور وهو اجتماع القلوب وهو عين معنى الوحدة والإجتماع وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) اي اجتماع على قضية المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف). ومن نافلة القول أن الإنتماء العقائدي لا يكفي لأنه لو كان هو الشرط لكان الخروج منذ زمن قديم بل إن الوحدة والاجتماع هما في إطار العمل وصب الجهد في مشروع التمهيد لا بشكل عشوائي بل بشكل منظم له قيادة وله نظام.

الاعداد يحتاج لعدة مقومات منها:

 إن عملية التمهيد والأعداد لا تتوقف على الأفراد فحسب، فهي تحتاج إلى أدوات متعددة وعمل جماعي، ومن مرتكزاتها -كما أشرنا- الوحدة بين أفراد المجتمع، والتعاون بين أجهزته المتناسقة مع بعضها والتي تنطوي تحت نظام واحد يتمثل في قيادة حكيمة عالمة التي تدير شؤون المجتمع الممهدة والتي يحكمها التشريع الإسلامي. إن جماعة الانتظار تطمح على المستوى الجماعي تحقيق برامجها على ضوء الآمال المعقودة على ترقب الدولة المهدوية. فإن نجاحها يكمن في تفاؤلها الطموح في قيام دولة الحق والعدل، وتصوغ أعمالها على أساس ذلك. فهي في حيوية دائمة غير مشلولة نتيجة الإحباطات السياسية المحيطة بها، فهذا المجتمع المنتظر والممهد يحمل أفراده عدة صفات منها:

الإيمان: إن فكرة المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي فكرة اشتركت بها جميع الأديان، وتعددت المذاهب المختلفة التي آمنت بخروج المخلص، لكن انفردت بخصائصها وتفاصيلها الثلة المؤمنة التابعة لمذهب آل البيت (عليهم السلام)، لذا فإن أهم ما يميز مجتمع التمهيد هو الإيمان بحقيقة وجود صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهذا الإيمان باعث على العمل وإصلاح النفس لدى أفراد المجتمع الإيماني الذي يغلب عليه طابع العبادة والتقوى والبصيرة والعلم. عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال: «...أنّ الله تبارك وتعالى عَلِمَ أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ما أفقدهم حُجّتَه طرفةَ عين، ولَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ». الكافي للكليني:ج1،ص333.

وعنه (عليه السلام) قال: «يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». كمال الدين وتمام النعمة: ص357.

المعرفة:

 وتختلف عن العلم وتعني المعرفة الإيمانية التي تتمحور حول فهم ومعرفة المفاهيم الإسلامية وتأصيلها في المجتمع الإسلامي على مستوى النظرية والتطبيق، فلا معرفة بلا عمل ولا عمل بلا معرفة كما ورد في الروايات، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة، ولا معرفة ألا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، إن الإيمان بعضه من بعض». الكافي للكليني: ج1، ص44.

وعنه (عليه السلام) قال: «... يَا زُرَارَةُ إِذَا أَدْرَكْتَ هَذَا الزَّمَانَ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي..». الكافي للكليني: ج1، ص337.

التوجه العبادي:

 أن يكون لديه الحرص على أداء الطاعات والعبادات واجتناب الذنوب والمعاصي التي نهى عنها الشارع المقدس، بسبب صعوبة مراعاتها في ظل ازدياد الفتن وكثرة الملحدين والمشككين والمتصدين لإضلال المسلمين. فالعبادة بجميع مفرداتها خير وسيلة لتركيز صفة الانتظار في النفس الإنسانية، ومن أهم العبادات التي تشكل عاملا مهما في بناء الشخصية المنتظرة ذكر الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والدعاء له، والدعاء بتعجيل الفرج الذي سموه (عليهم السلام) (فرجنا)، فالدعاء رباط وثيق بالمدعو له؛ لأن الدعاء من الأسباب الكونية المؤثرة في تغير الأحداث وتعجيل الخير ويدفع البلاء ولو أبرم إبراما، ويكون اكثر قبولا من المؤمن المؤهل للتمهيد لظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأنه يسعى في تهيئة وتمهيد الأسباب الموجبة للظهور. عن الصادقين(عليهما السلام): «...متى حضرك من دهرك تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي عليه وآله السلام:  اللهم كن لوليك فلان بن فلان (الحجة بن الحسن) (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائداً وناصراً ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمكنه فيها طويلا». التهذيب للشيخ الطوسي: ج3، ص103.

والحمد لله رب العالمين

 

لتحميل الملف