عند إطلالة فجر كل يوم نتشرف بتقبيل أعتاب حضرة أمير المؤمنين (عليه السلام) بصفتنا منتسبات في وحدة الأنشطة الدينية/شعبة التعليم الديني النسوي/قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة.
وذات يوم دخلت علينا فتاة في العشرين من عمرها وكانت سيماء القلق والاضطراب بادية على محياها وبعد إلقاء تحية الإسلام
قالت: سمعت أنكم تجيبون عن الأسئلة الشرعية ولدي الكثير من الأسئلة التي تتعلق بموضوع خاص وحرج للغاية فهل من إجابة؟
قلت لها: على الرحب والسعة أختي العزيزة لا تخجلي من طرح السؤال إذ لا حياء في الدين، ولكن قبل البدء بالأسئلة أود التعرف عليك.
قالت:أنا ضحى من النجف الأشرف.
فقلت لها: أهلا وسهلاً بك في رحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولكن مالي أراك قلقة؟
قالت: إني أعاني منذ فترة من اضطراب في الدورة الشهرية وتحيرت في أمري فلا أعرف حيضي من طهري؟
فقلت لها: لا عليك وضّحي لي الحالة كي أتمكن من مساعدتك بعون الله تعالى.
فقالت: ينزل علي الدم 6 أيام ثم ينقطع صباحاً فاغتسل ثم ينزل دم قليل بعد صلاة الظهر ثم ينقطع فهل هو حيض أم استحاضة؟
فأجبتها: عزيزتي المسألة بسيطة فإنه دم حيض ويجب الغسل بعد انقطاعه تماما.
فبادرتْ بالسؤال وقالت: وكيف ذلك؟إن أغلب النساء يعتبرنه دم استحاضة وأنا كذلك!
فقلت لها: مع الأسف، يا ضحى إن أغلب النساء لا يعرفن أحكام الحيض والاستحاضة مما يؤدي إلى بطلان بعض العبادات المشروطة بالطهارة كالصلاة والصوم والطواف، يا ضحى إن للحيض صفات وشروطاً إذا تعرفت عليها هان الأمر عليك.
فقالت ضحى: ما أجمل أن يتعلم المكلف أحكامه الشرعية! فلو أني عرفت الحيض وصفاته وشروطه لما تحيرت في أمري، فلقد كنت في الشهور السابقة أعتبره استحاضة، وفي بعض الأحيان أغتسل في كل يوم ثلاث مرات.
ثم استطردت قائلة: أود التعرف أكثر على أحكام الحيض والاستحاضة، ولكن كيف؟
فقلت: هل عندك استعداد لتتعلمي هذه الأحكام؟ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): )طلب العلم فريضة على كل مسلم)([1]) فيجب على كل مكلّف أن يتعلم الأحكام التي يُبتلى بها دائماً، وعلى النساء بالخصوص أن يتعلمن أحكام الحيض والاستحاضة والنفاس لكثرة ابتلائهن بها.
فقالت: كيف لا، فكلّي شوق لمعرفتها أولاً ثم نقلها إلى زميلاتي في المدرسة ثانياً، لأن أكثر زميلاتي يعانين من مشاكل في الدورة الشهرية، فهل تسمحين لي بالحضور يومياً وسؤالك بعض الأسئلة المتعلقة بالموضوع؟
فرحبت بالفكرة وقلت لها لا مانع لدي، وقد قال رسول الله 9: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة)([2]).
عندئذ دخلتْ علينا امرأة في الأربعين من عمرها، وبعد السلام بادرتْ ضحى فقالت:أعرفك بوالدتي، فقلت لها:أهلاً وسهلاً بك، تفضلي بالجلوس.
فقالت ضحى لأمها: أماه لقد وجدت ضالّتي، وعرفت الحكم الشرعي الذي جئت من أجله، واتفقنا على أن أتعلم هنا كل يوم أحكام الحيض والاستحاضة.
فقالت والدة ضحى: جيد جداً كم كنت أتمنى أن أتعلم هذه الأحكام وكذلك أحكام النفاس، فقد واجهتني مشاكل كثيرة فيه وكنت أخجل من السؤال عنها، فهل تسمحين لي بالحضور مع ضحى؟
فقلت: حباً وكرامة لا مانع لدي، إذ أن زكاة العلم نشره([3]).
- أم ضحى: شكراً جزيلاً لك، ومتى سنبدأ بعون الله؟
- من الغد صباحاً، ولكن عليكما الاستئذان من والد ضحى، إذ لا يجوز للمرأة الخروج من بيتها بدون إذن ولي أمرها.
- أم ضحى: طبعاً فأنا لا أخرج من البيت إلا بإذنه، سأودعك على أمل اللقاء في صباح الغد إن شاء الله تعالى.
وفي صباح اليوم التالي وعند التاسعة صباحاً جاءت ضحى وأمها فرحبتُ بهما، وقلت لهما: كيف حالكما اليوم؟
قالت أم ضحى: الحمد لله على أحسن حال، وقد سمح لنا أبو ضحى بالحضور عندكم.
- ضحى: وأما أنا فقد استقرت حالتي النفسية منذ أن عرفت حكم الدم الذي أراه، ولكن بقيت بعض الأسئلة تدور في ذهني جئت لأطرحها عليك.
فقلت لها: أنا في خدمتكم، ولكن قبل الجواب عن الأسئلة أود أن أسألكما سؤالاً.
أم ضحى: سلي ما بدا لك؟
من تقلّدان من المراجع حفظهم الله تعالى؟
أم ضحى: نحن نقلّد سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله).
فقلت لهما: إذن ستكون الأجوبة وفقاً لفتاوى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) بعون الله تعالى، ولكن ينبغي عليكما تدوين المعلومات التي سأبينها لكما، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قيدوا العلم بالكتابة)([4]) وقيل (ما كُتِبَ قَرّ وما حُفِظَ فَرّ)([5]).
والآن تفضلي بالسؤال.
ضحى: ما معنى الحيض؟
هو دم تعتاده النساء في كل شهر مرة في الغالب، وقد يكون أكثر من ذلك - كما إذا رأته مرتين في الشهر- وقد يكون أقلمن ذلك، كما إذا رأته مرة واحدة خلال شهرين.
أم ضحى: فماهي صفات دم الحيض؟
الغالب فيه أن يكون أحمر غامقاً أو مائلاً إلى السواد، حارا، يخرج بدفق وحرقة، وفي بعض الأحيان قد يكون أصفر.
ضحى: إذا كان من الممكن أن يكون دم الحيض أصفر أيضاً فكيف أُميّز بين دم الحيض وغيره من الدماء، فلقد كنت سابقاً أعتبر الدم الأصفر استحاضة دائماً؟ فكنت أحسب الدم الأصفر استحاضة!؟
- يمكن تمييز دم الحيض من غيره من خلال معرفة شروطه.
- فقالت: وما هي شروط دم الحيض؟
- فأجبتها: للحيض ثلاثة شروط عامة:-
1- أقل الحيض ثلاثة أيام متوالية ومستمرة، يعني:يوماً بعد يوم بدون انقطاع ولو في باطنالفرج، ولكن لا يضر الانقطاع القليل المتعارف بين النساء.
2- أكثره عشرة أيام، فيشترط أن لا يتجاوز الدم عن عشرة أيام.
3- أن يفصل بين آخر (الحيضة الأولى) وبداية (الحيضة الثانية) عشرة أيام أو أكثر. (بمعنى أن تكون المرأة طاهرة 10 أيام على أقل تقدير بين كل حيضتين)، ويسمى: النقاء المتخلل بين الدمين.
- أم ضحى:أفهم من كلامك أنه إذا نزل الدم ثم توقف عن النزول لكنه موجود في باطن الفرج واستمر3أيام كان حيضاً.
- نعم هو حيض والكثير من النساء لا يعرفن ذلك فيتصورن أنه استحاضة.
- ضحى: وكيف لي أن أعرف أن الدم موجود في الباطن أم لا؟
تستطيعين ذلك عن طريق الفحص وذلك بأن تضعي قطنة في محل خروج الدم وتتركيها برهة من الزمن، فإن خرجت ملوثة بالدم فهذا يعني أنه مستمر في الباطن وإن خرجت نقية فهو منقطع.
- فقالت ضحى على استحياء: هل يمكن توضيح الشروط بمثال؟
- فأجبتها: حباً وكرامة، مثلاً إذا رأت الدم الأول أربعة أيام وانقطع عشرة أيام أو أكثر ورأت دماً ثانياً واستمر الدم الثاني ثلاثة أيام متوالية كان الدم الثاني حيضاً كذلك، وسأوضح المثال بالشكل التالي:
- فقالت: أحسنتِ الآن فهمت .
فقلت لهما: عزيزتيَّ إعلما أن هذه الشروط عامة يمكن تطبيقها على جميع أقسام الحائض التي ستأتي فاحفظانها فإنها ستنفعكما إن شاء الله تعالى، وهناك أنواع أخرمن الدماء سأذكرها لكما فيما بعد.
- أم ضحى: أتقصدين دم الاستحاضة والنفاس؟
- أحسنت هذا صحيح بالإضافة إلى دم الجروح والقروح والبكارة، ولكل منها أحكام خاصة سنتعرض لها بعد الانتهاء من الحيض إن أحببتما.
- ضحى: إذن أنواع الدماء التي تراها المرأة 6 (حيض، استحاضة، نفاس، دم الجروح، القروح، البكارة).
- أم ضحى: يعني استطيع القول بأن:
( كل دمين تراهما المرأة ـ غير دم الجروح والقروح والبكارة، وغير دم النفاس ـ إذا استمر كل منهما – ولو في الباطن - ثلاثة أيام فأكثر ولم يتجاوز العشرة مع تخلل النقاء بينهما بمقدار عشرة أيام فأكثر كان كل من الدمين حيضاً)؟
- فقلت: نعم أحسنتِ، إذا كان بصفات الحيض التي تقدمت أو كان أحدهما في وقت الدورة الذي سيأتي بيانه قريباً، بارك الله فيك وبما أنكما ذكيتان سأعطيكما كتاب (الوجيز في أحكام العبادات) الموافق لفتاوى سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) لتقرئا فصل الحيض وتزداد معلوماتكما.
- ضحى: شكراً جزيلاً، هذا كرم منك ومعذرة فقد أخذنا من وقتك.
- لا تقولي هكذا فنحن في خدمة زائري أمير المؤمنين (عليه السلام)، واعلما أنكما محبوبتان عند الله تعالى.
- أم ضحى: وكيف؟
أما سمعت حديث الإمام الصادق (عليه السلام) الذي يقول فيه: (إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين)([6]).
- ضحى: أول مرة اسمع بهذا الحديث، كم هو جميل أن يكون الإنسان محبوباً عند الله، رزقنا الله وإياكم التفقه في الدين وجزاكم عنا كل خير.
- نستودعكم الله وسنأتي غداً صباحاً إن شاء الله.
- فقلت لهما: برعاية الله وحفظه انتظركما إن شاء الله.
وفي صباح اليوم التالي جاءت ضحى لوحدها مبتدئة بالسلام وبعد أن رددت عليها السلام سألتها عن والدتها، فقالت: إنها تخصك بالسلام ولكنها تعتذر عن الحضور يومياً لأن أبي سمح لها أن تأتي بين يوم وآخر.
- فقلت :لا بأس ولكن ستفوتها بعض الأمور المهمة.
- ضحى: اتفقنا على أن نراجع سوية الأجوبة التي ستذكر في الدرس وقد أعطتني مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالموضوع فهل ابدأ بها؟
- فقلت: تفضلي .
- ضحى :قرأت في الوجيز أن (أقل الحيض 3 أيام ولو ملفقة) ما معنى ذلك؟
التلفيق: بمعنى التجميع، فلا يعتبر أن يكون بداية نزول الدم من أول ساعة من النهاية، فيحسب اليوم الأول كله ثم اليوم الثاني فالثالث وهكذا، بل يمكن تجميع أجزاء اليوم من اليوم الأول واليوم الأخير واحتساب المجموع يوماً، مثلاً إذا رأت الدم في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الجمعة مثلاً، فتبدأ حساب يومها الأول من9 صباحاً إلى 9 من صباح السبت واليوم الثاني إلى 9 من صباح الأحد واليوم الثالث إلى 9 من صباح الاثنين وهكذا.
- ضحى: إذن في الحقيقة هي احتسبت من اليوم الأول جزء من النهار، وفي اليوم الأخير جزءاً أيضاً وجمعتهما فصارا يوماً واحداً؟
- هذا صحيح ولكن هذا فيما إذا رأت الدم نهاراً.
- ضحى: وهل يختلف الحساب إذا رأت الدم ليلاً؟
- نعم بالتأكيد فإذا رأت الدم ليلاً ترتب عليه أحكام الحيض فتترك العبادة ومقاربة الزوج ونحوها من محرمات الحائض التي سنتكلم عنها فيما بعد، ولكن لا تعتبر فترة الليل الأول من ضمن الحساب بل تبدأ الحساب من فجر اليوم التالي، فلو رأت الدم يوم الخميس ليلا تحسب أيامها من فجر الجمعة والأيام التالية، وأما الليالي بين هذه الأيام فتحتسب أيضاً.
- ضحى: إذن استطيع القول بأنها إذا رأت الدم ليلاً تحسب يومها من فجر اليوم التالي، وإذا رأته أثناء النهار تحسب أيامها بالساعات. على نحو التلفيق
- فقلت أحسنت كلامك صحيح.
- ضحى: ذكرتم أنه يشترط في الحيض استمرار الدم 3 أيام ولا يضر الانقطاع القليل، هل يوجد تقدير لفترة الانقطاع؟
إذا كان الانقطاع متعارفاً عند النساء بحيث لا يعتبرنه مضراً بالاستمرار فيكون الدم حيض، أما إذا كان الانقطاع المذكور غير متعارف عند النساء بحيث يعتبرن ذلك الدم غير مستمر فلا يكون حيضاً.
- ضحى: إذن استطيع القول أن الاستمرار المذكور عرفي بين النساء.
- فقلت: نعم أحسنت.
- ضحى: ما هو السن المعتبر للحكم على الدم بكونه حيضاً؟
- أن ترى الدم بعد البلوغ وقبل سن 60 هجرية، فإذا رأت الفتاة الدم بعد إكمال 9 سنوات هجرية واجتمعت فيه شروط الحيض فهو حيض وكذلك إذا رأته قبل إكمال الستين.
- ضحى: وما هو سن البلوغ الشرعي للفتاة ؟
- سن البلوغ الشرعي للفتاة هو إكمال 9 سنوات هجرية والدخول في السنة 10 للهجرة، فإذا بلغت الفتاة ورأت الدم وكان فيه سائر الشروط المتقدمة حكم عليه بأنه دم حيض.
وأود الإشارة إلى مسألة مهمة وهي:
نظراً لزيادة السنة الميلادية على السنة الهجرية بـ(11)يوماً تقريباً فستبلغ الفتاة قبل نهاية السنة (9) للميلاد بحوالي (3 أشهر و28 يوماً) تقريباً.
- ضحى بعد التأمل: إذن يمكننا القول بأن سن البلوغ الشرعي للفتاة حسب التأريخ الميلادي عند إكمالها 8 سنوات و8 أشهر ويومين تقريباً.
- فقلت: أحسنت هذا صحيح فأنت جيدة بالرياضيات.
- ضحى: وإذا رأت البنت الدم قبل البلوغ فما حكمه؟
- لا يكون حيضاً بل يكون من أسباب أخرى كدم الجروح مثلاً.
- ضحى: ماذا لو رأت المرأة الدم بعد الستين وكان فيه صفات الحيض؟
- لا تترتب عليه أحكام الحيض، بل يلزمها العمل بوظيفة المستحاضة التي سأبينها بعد الانتهاء من الحيض.
- ضحى: قرأتُ في الوجيز أن الحائض على قسمين، ولكل قسم تقسيمات أخرى، واشتبه الأمر عليّ فهل من توضيح؟
- قلت: الأمر سهل فالمرأة إما أن تكون ذات عادة أو غير ذات عادة.
- ضحى: ما المقصود بذات العادة ؟
- ذات العادة هي التي ترى الدم مرتين متواليتين، أما بوقت ثابت أو بعدد ثابت أو بوقت وعدد ثابتين، من غير فصل بحيضة مخالفة لذا فهي على أقسام ثلاثة (العددية والوقتية والعددية الوقتية).
- ضحى : وما هي العددية؟
- العددية: وهي التي ترى الدممرتين متواليتين بعدد ثابت مع اختلاف في الوقت، كما إذا رأت الدم في الشهر الأول خمسة أيام، ثم رأته وسط الشهر الثاني خمسة أيام.
- ضحى: جيد وما هي الوقتية؟
- الوقتية: وهي التي ترى الدم مرتين متواليتين في زمان معين ثابت، ولكن مختلفين في العدد، كما إذا رأت الدم أول الشهر خمسة أيام وأول الشهر الثاني سبعة أيام.
- ضحى: إذن تكون ذات العادة الوقتية والعددية هي تلك التي ترى الدم مرتين متواليتين بوقت وعدد ثابتين.
- أحسنت كما إذا رأت الدم أول الشهر 5 أيام وفي الشهر الثاني 5 أياممن أوله أيضاً.
- ضحى: لاحظت في تعريفك لجميع أقسام الحائض من ذوات العادة تركيزك على كلمة مرتين متواليتين، فلماذا هذا التركيز؟
- عزيزتي حتى تكون المرأة ذات عادة مستقرة لابد أن تثبت عندها العادة مرتين متواليتين أي مرة بعد أخرى، إما بوقت ثابت أو بعدد ثابت أو بكليهما.
- ضحى: وماذا تسمى التي ليست لها عادة؟
- تسمى المضطربة وسيأتي بيانها، وهناك أيضاً المبتدئة وهي التي ترى الدم أول مرة ولها حكم خاص أيضاً يأتي ذكره.
- ضحى: العددية إذا رأت الدم أول الشهر 7 أيام ووسط الشهر الثاني 7 أيام وربع اليوم أو نصفه فما حكمها؟ وهل تكون ذات عادة عددية؟
- عزيزتي الدم كله حيض ولكن إذا كان الاختلاف بين الدمين يسيراً(قليلاً) تكون عددية.
ضحى: العددية ما دامت ليس لها وقت محدد لمجيء الدم، كيف تحدد أن هذا دم هو دم الحيض؟
- تحدده عن طريق الصفات المتقدمة، وهي: اللون، والدفق والحرقة، فإذا كان جامعاً للصفات اعتبرته حيضاً وتركت الصلاة والصيام.
- ضحى : جيد إذن فما حكم الوقتية إذا رأت الدم قبل وقتها؟
- إذا رأت الدم قبل وقتها بيوم أو يومين أو أكثر وكان التقدم متعارفاً عند النساء فتكون عادتها وقتية.
فلو كان وقتها (3) من كل شهر، ورأته في اليوم الأول منه واستمر إلى اليوم 7 تعتبر عادتها وقتية وحيضها 7 أيام من (1-7)
- ضحى: ماذا لو تأخر الدم عن وقتها بيوم أو يومين، فصديقتي تقول إنها وقتية ولكن في كل شهر يتأخر الدم بيوم أو يومين، فهل تبقى وقتية؟
- لا هي ليست وقتية فإن كان لها عدد ثابت فهي عددية وإلا فهي غير ذات عادة بل (مضطربة).
- ضحى: هكذا إذن، سأخبر صديقتي بذلك؛ هل استطيع القول: إن الوقتية لا يضرها التقدم المتعارف عند النساء، ولكن التأخر ولو بيوم يضر فلا تكون وقتية؟
- أحسنت كلامك صحيح .
- ضحى: وما هي المضطربة؟ وهل هي ذات عادة؟ لكي أبينها لصديقتي؟
- لا فالمضطربة أحد أقسام غير ذات العادة .
- ضحى: وما هي أقسام غير ذات العادة؟
- أقسامها ثلاثة هي :
ولكل قسم حكم خاص به، وفيما يلي سنتعرض للأحكام الأكثر شيوعاً بين النساء وسأوضح لك الأقسام بالشكل الآتي.
- ضحى: وما فائدة هذا التقسيم؟
- له فوائد كثيرة منها تحديد حكم الدم الذي تراه المرأة لأول وهلة(مبدئياً) بأنه حيض أو استحاضة.
- ضحى: أفيديني جزاك الله خيراً، فأحياناً ينزل عليَّ الدم ولا أعرف أنه حيض أو استحاضة، فكيف أستطيع أن أحكم على الدم الذي أراه لأول وهلة )مبدئياً) بأنه حيض أو لا؟
- حددي أولاً من أي قسم من أقسام الحائض أنت وإليك هذه الأحكام:
- ضحى: إذا كانت المرأة لها عدد ثابت مثلاً 5 أيام وبعد اليوم الخامس صار لون الدم أصفر وانقطع في اليوم 7فما حكمه؟
- قلت: كله حيض لأنه لم يتجاوز العشرة .
ضحى: لو كانت الدورة مضطربة ونزل الدم 4أيامأحمر و4 أيام أصفر فهل يكون كله حيض؟
قلت: نعم كله حيض لأنه لم يتجاوز العشرة.
- ضحى: هذا صحيح المعذرة فقد نسيت.
- عندئذ رن جرس الهاتف وإذا بها إحدى الأخوات الزائرات لديها استفتاء وبعد أن أجبتها بادرت ضحى بالكلام وقالت: أتجيبون على الأسئلة من خلال الهاتف؟
- قلت لها نعم لكن هذا الهاتف في داخل العتبة فقط ولدينا موبايل لخارج العتبة.
- ضحى: أطلب منك رقم الموبايل لكي أكون على اتصال بكم.
- فأعطيتها رقم الموبايل وقلت لها أعتقد إننا اليوم أخذنا ما يكفي من الأحكام وسنكمل الباقي يوم غد إن شاء الله ولكن سأسألك سؤالاً إن أجبت عليه يعني إنك فهمت المطلب.
- ضحى: وأنا جاهزة.
امرأة ذات عادة عددية عددها (5 أيام) رأت الدم واستمر 7 أيام وانقطع فما حكمه؟
- ضحى : كله حيض لأنه لم يتجاوز للعشرة .
- أحسنت كثيراً بارك الله فيك، هل استفدت من كتاب الوجيز؟
- ضحى: بكل تأكيد ولكنه مختصر جداً وقد أتممت فصل الحيض.
- إذن سأعطيك كتاب المسائل المنتخبة وهو أوسع من الوجيز اطلعي عليه فإنه سينفعك بعون الله.
- ضحى: حقيقة أنا عاجزة عن شكرك لما تحيطيني به من رعاية، فبفضلك تعرفت على الكثير من الأحكام التي كنت أجهلها، وفقكم الله لكل خير.
- لا تقولي هذا الكلام إنما الفضل لله، وإن كان هنالك من شكر فلله تعالى الذي يفيض علينا من نعمه.
- ضحى: يقولون من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، جزاك الله عني كل خير، أودعك على أمل اللقاء في الغد صباحاً إن شاء الله تعالى.
- فقلت لها: رافقتك السلامة، سلامي للوالدة فقد افتقدتها كثيراً.
وفي صباح اليوم التالي تلقينا اتصالاً هاتفياً مفاده مجيء وفد من محافظة بابل، فتهيأنا لاستقباله في قاعة الضيافة، وفي خضم العمل دخلت علينا ضحى ووالدتها، وسلمتا فرحبت بهما، وقلت لهما: تفضلا بالجلوس .
- كيف حالك يا أم ضحى؟ لقد افتقدناك كثيراً.
- فقالت بخير والحمد لله، أعتذر عن عدم الحضور بالأمس إلا أنه كان لظرف طارئ.
- فقلت : إن شاء الله يكون المانع خيراً.
- فقالت:إن أبا ضحى قد منعني من الحضور بحجة ضرورة إتمام أعمال المنزل، وأقنعته بأني محتاجة فعلاً لهذا الدرس، وأنه من واجبي أن أتعلم هذه الأحكام لأنها ابتلائية، وسألتزم بإتمام أعمال المنزل على أتم وجه، فأذن لي بالحضور كل يوم.
وفجأة رنّ جرس الهاتف فاستأذنت منهما للرد عليه فأخبروني بوصول الوفد.
- فقلت لأم ضحى: أعتذر منكما لابد لي من الذهاب الآن لاستقبال الوفد وسأعود بعد ساعة إن شاء الله.
- فقالت أم ضحى: أراكم منشغلين فالمعذرة لعلنا أتينا في وقت غير مناسب.
- فقلت: لا بأس تستطيعا الانشغال بالمراجعة ريثما أعود لكما ونكمل الباقي بعون الله.
وبعد استقبال الوفد رجعت إلى الغرفة وقلت لهما: أرجوا أن لا أكون قد تأخرت عليكما.
- فقالت أم ضحى: بل نحن نعتذر لحضورنا في وقت غير مناسب.
- فقلت: لا عليكما، هل اطلعتما على كتاب المسائل المنتخبة؟
- ضحى: نعم فقد اطلعت عليه وهو كتاب أوسع من الوجيز وفيه عبارات لم استطع فهمها ولدي سؤال.
- كانت عادتي 8أيام واستمر الدم 5 أيام وانقطع فاغتسلت وبعد يومين نزل الدم في اليوم الثامن ثم انقطع في اليوم التاسع،فما حكم الدم في اليوم 8 وما حكم الانقطاع في اليومين(7،6)؟
- أما الدم الأول(5أيام) فهو حيض، فيجب عليك غسل الحيض بعد انقطاعه وكذلك الدم الذي نزل في اليوم الثامن دم حيض فيجب عليك غسل الحيض بعد انقطاعه أيضاً، وأما (يومي النقاء7،6) فالأحوط وجوباً أن تجمعي فيه بين تروك الحائض وأعمال الطاهرة.
- ضحى: وكيف تجمع المرأة بين تروك الحائض وأعمال الطاهرة؟
- وذلك بأن تغتسل إذا طهرت تماماً (حتى في الباطن) فتؤدي أعمال الطاهرة والتي منها الصلاة، الصيام، وكل ما يجب عليها – ثم تقضي الصوم بعد ذلك، وتتجنب الأمور التي تتركها الحائض وهي:-
هذا بالنسبة للأحكام التكليفية وهناك بعض الأحكام الوضعية التي قد تترتب مثل صحة الطلاق فيشترط فيه أن تكون المرأة في طهر لم يجامعها زوجها فيه، فالاحتياط يقتضي عدم إيقاع الطلاق في هذين اليومين وإذا وقع فالأحوط اعتباره غير صحيح فيعيد الطلاق بعده.
- أم ضحى: ذكرتم في الفقرة السابقة عدم جواز الجماع في أيام الحيض فما حكم من جامع زوجته أثناء الحيض؟
- إن كان عالماً بالحرمة وبكونها حائض فهو آثم والأحوط استحباباً للزوج دفع الكفارة عن الوطء في أول الحيض بدينار ذهبي، وفي وسطه بنصف دينار، وفي آخره بربع دينار، والدينار هو (18) حمصة من الذهب المسكوك، ولاشيء على الساهي والناسي والجاهل.
- ضحى: ما هو مقدار الدينار الذهبي في الوقت الحاضر؟
- الدينار الذهبي= (36 غراماً من الذهب) أي تقريباً ثلاثة أرباع المثقال من الذهب.
- ضحى: أحياناً ينقطع الدم تماماً (حتى في الباطن) قبل انتهاء أيام الدورة وأحتمل رجوعه، فماذا أصنع؟ وهل يجب علي الغسل والصلاة؟
- قلت: إذا أنقطع الدم تماماً حتى في الباطن وجب عليك الاغتسال من الحيض وأداء الصلاة (فقد تطهر المرأة قبل انقضاء أيامها).
- مثلاً: إذا كانت مدة عادتها العددية 7أيام في الشهرين السابقين ورأته في هذا الشهر5أيام وانقطع تماماً فيجب عليها غسل الحيض بعد اليوم الخامس.
- ضحى: أحيانا كنت أطهر من الحيض ليلاً وأتهاون في الغسل إلى اليوم التالي، فهل يجب علي قضاء صلاة الفجر؟
- بالتأكيد يجب عليك قضاء صلاة الفجر، بل ويجب قضاء صلاتي المغرب والعشاء لأن وقتهما يستمر إلى قبيل الفجر للمضطر.
- أم ضحى:إذا شكت المرأة في أنها طهرت أم لا فماذا تفعل؟
- يجب عليها الفحص وذلك بأن تضع قطنة في محل خروج الدم وتصبر قليلا ثم تخرجها، فإن خرجت نقية وجب عليها الاغتسال من الحيض، لتؤدي الصلاة، وإن خرجت ملوثة ولو بالصفرة بقيت على التحيض ( بشرط أن لا يتجاوز الدم عن العشرة أيام ).
- أم ضحى:أحياناً يدخل وقت صلاة الظهر فأنشغل عنها بأعمال المنزل ثم ينزل علي دم الحيض ولم أصلِ،فهل يجب عليّ قضاءصلاة الظهر والعصر؟
- نعم إذا كان الوقت كافياً لأداء الصلاة.