إن الإسلام لما كان تشريعاً إلهياً متكاملاً فقد ضمن في مطاويه وجنباته تشريعات تكفل حقوق كل فرد من أفراد المجتمع
- صغيراً كان أو كبيراً عبداً كان أو سيداً رجلاً كان أو امرأة - وذلك بمقتضى عدالته تعالى وحكمته وعلمه، لذا نرى آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة قد تحدثت عن كل واحد من مكونات المجتمع، لتؤسس له المنظومة التشريعية التي تخصه وتكفل حقه بالحياة من دون تعد من أحد عليه، والأهم من ذلك لتثقف المجتمع على احترامه وتقديره، فيعيش بعد ذلك هذا المجتمع حياة كريمة تسودها القيم والآداب والفضائل، ثم لتلتئم هذه الحقوق فتكوِّن بمجموعها التشريع المتكامل للمجتمع الإسلامي.
ومن ضمن أفراد المجتمع بل من أهمها المرأة بكل أوصافها ومراحلها العمرية وأدوارها الاجتماعية، فالمرأة وهي بنت والمرأة وهي أخت والمرأة وهي زوجة ثم المرأة وهي أم، وفي كل ذلك ترى الإسلام حافلا وزاخرا بما يؤسس ويوعِّي باتجاه حقها وكرامتها، بل وأهميتها في المجتمع، فالمرأة كما قيل: نصف المجتمع، وهذا النصف له حقوقه ومسؤولياته كما أن للنصف الآخر حقوقه ومسؤولياته، وهذه الحقوق والمسؤوليات تختلف بين الصنفين بحسب استعدادات كل منهما وقابلياته الجسدية والنفسية وبحسب ما رسمته له الشريعة من وظائف وآداب.
وهذا التقسيم هو التقسيم الصحيح الموافق للفطرة الإنسانية والخِلقة الربانية والجوانب النفسية والذهنية لكل منهما، وما دعوى المساواة بينهما إلا دعوى شيطانية يراد منها جرُّ المرأة إلى التحلل الأخلاقي بما يؤدي إلى فساد المجتمع، فهي دعوى غير علمية ولا تستند إلى أساس معرفي صحيح إن أحسنّا الظن بها.
وهنا نحاول تسليط الضوء على المكانة التي رسمها الإسلام للمرأة في المجتمع بأدوارها المختلفة، لنؤكد على أن هذا الدين هو التشريع الاجتماعي الوحيد من بين كل التشريعات الذي أعطى للمرأة المكانة اللائقة بها والمناسبة لفطرتها وتكوينها، لاسيما إذا نظرنا إليه في زمن صدوره حيث الإنسانية يلفها الجهل والظلم والفساد بكل ما تعنيه هذه الكلمات، واستمر ظلم المرأة في كل عصر ومكان إلى يومنا هذا وإن اختلفت الأساليب واللغات، فكان بعضها براقا خداعا أكثر من غيره كما نراه في عصرنا الحاضر الذي يُدعى فيه بحقوق الإنسان والمساواة والحرية وغيرها من العناوين التي إن أريد منها معناها حقيقة - مع التشكيك في ذلك- فقد أخطأ سبيله في كثير من الأحيان، والأحيان القليلة التي أصابوا فيها قد كانوا عيالا فيها على تشريعات الإسلام.
وسنقسم البحث بحسب أدوار المرأة وأطوارها إلى ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مكانة البنت والأخت في الإسلام:
إن الإسلام لما كان دينا متكاملا فهو يلاحظ كل الجزئيات في بنائه الأخلاقي والتشريعي للفرد والمجتمع، ولما كانت المرأة في الإسلام لها دور كبير في إعداد أفراد المجتمع، بالإضافة إلى قيمتها في نفسها، هذه القيمة والمكانة تتضح من خلال معرفة ما ينتظره الإسلام من المرأة بحسب الوظيفة التي حمّلها إيّاها، فالمرأة لما كانت هي التي تغذي أولادها بالحنان والعاطفة قبل أن تغذيهم بلبنها، وتحنو عليهم وترعاهم الرعاية النفسية قبل الرعاية البدنية، فهي إذن تحتاج لكي تمارس هذا الدور أن تُعدَّ إعداداً خاصاً يؤهلها لهذا الدور الكبير، وهذا الإعداد يمر بمرحلتين:
1- مرحلة التثقيف الاجتماعي على أهمية البنت في العائلة وإلفات نظر الآباء إلى تمييزها بتربية خاصة، فعن حذيفة اليماني قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (خير أولادكم البنات) (المستدرك: ج15، ص116).
وقال(صلى الله عليه وآله): (نِعم الوُلْدُ البناتُ المخدرات، مَن كانت عنده واحدة جعلها الله له سترا من النار، ومَن كانت عنده اثنتان أدخله الله بهما الجنة، ومن كانت له ثلاث أو مثلهن من الأخوات وضع عنه الجهاد والصدقة) (روضة الواعظين: ص360).
وورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): (البنات حسنات والبنون نعمة، فالحسنات يُثاب عليها والنعمة يُسأل عنها) (ثواب الأعمال: ص201).
وقال(صلى الله عليه وآله): (من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة قيل: يا رسول الله واثنتين؟ قال: واثنتين، قيل: يا رسول الله وواحدة؟ قال: وواحدة) (الكافي: ج6، ص5).
وعنه(صلى الله عليه وآله): (من كانت له ابنة واحدة كانت خيراً له من ألف جنّة وألف غزوة وألف بدنة وألف ضيافة) (المستدرك: ج2، ص615).
وقال(صلى الله عليه وآله): (من فرّح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل) (الوسائل: ج15، ص227).
2- مرحلة الخطوات العملية التي يسلكها الأب في رعاية البنت حتى تكون مؤهلة لهذا الدور المهم، ففي الحديث قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (مَن دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور..) (الأمالي: ص577).
وبعد هذا الكم من الروايات الشريفة، ألا يحق للبنت - وهي بعد ذلك الأخت والزوجة والأم - أن ترفع رأسها شموخاً في ظل الإسلام؟ فهل هناك حيف واقع عليها..؟ ألا يفهم من هذا أن البنت معززة مكرمة في ظل الإسلام؟ فهل هنالك مجتمع غير الإسلام يمنحها هذا الشرف وهذا التكريم الذي لا يعرف الحدود؟
وما هذا الاهتمام من قبل الإسلام - كما قلنا سابقاً- إلا خطوات يسلكها في رعاية البنت وتربيتها لتكون مؤهلة لهذا الدور المهم، الذي ينتظرها في المستقبل.
لذا لابد على المربين وأرباب الأسر من الآباء والأمهات الالتفات إلى دور البنت المستقبلي سواء داخل نفس الأسرة كأخت، أو بعد ذلك كزوجة وأم، بحيث يجعل ذلك مشروعاً لمستقبلها وهدفاً أسمى في بنائها، بما يؤهلها للنجاح في هذين الدورين المهمين.
المطلب الثاني: مكانة الزوجة في الإسلام:
كما أن الإسلام يرعى البنت وهي في بيت أبيها كذلك يؤكد على رعايتها في بيت الزوجية إذ يحث الزوج على أن يراعي مشاعر زوجته وأحاسيسها، ويقلل من الضغوط عليها في ما تبذله من جهود لم تكن مألوفة لديها، لأنها بحاجة إلى مساعدة زوجها، وعليه أن لا يستنكف من المساعدة لها ولعياله، فإن خدمة العيال في البيت خير من العبادة الطويلة، فقد ورد عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: (دخل علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)وفاطمة(عليهما السلام) جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس، فقال: يا علي: اسمع مني، وما أقول إلا عن أمر ربي، ما من رجل يعين إمرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه من الثواب مثل ما أعطى الصابرين وداود ويعقوب وعيسى، يا علي: من كان في خدمة العيال، ولم يأنف كُتِبَ اسمه في ديوان الشهداء، وكُتِبَ له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكُتِبَ له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه الله بكل عرق في جسده مدينة، يا علي: ساعة في خدمة العيال في البيت، خير له من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق بها على المساكين، وخير من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير فأعَتَقَهم، وخير له من ألف بَدَنة يعطي المساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة، يا علي: من لم يأنف من خدمة العيال فهو كفارة للكبائر ويطفئ غضب الرب ومهور الحور العين وتزيد في الحسنات والدرجات، يا علي: لا يخدم العيال إلا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة) (جامع الأخبار: ص102)، يتضح من خلال فقرات هذا الحديث النبوي الشريف أن الإسلام يريد من الزوج أن يكون إلى جانب زوجته في كل زاوية من زوايا الحياة الزوجية، ولاسيما إذا كانت الزوجة في دور الأمومة، فهي بحاجة إلى مدّ يد العون والمساعدة من زوجها لتقوم بوظيفتها خير قيام، ويكونا قد تعاونا على بناء كيان الأسرة المتماسكة القائمة على الوئام، يسودها جو من المحبة والألفة والتعاون، ويكون بذلك قدوة صالحة لأبنائهما وللأسر الأخرى التي تعيش معهم في مجتمع واحد.
المطلب الثالث: مكانة الأم في الإسلام:
اتسمت الشريعة الإسلامية بالاعتدال في إعطاء كل ذي حق حقه، ومن جملتهم الوالدان، فالقرآن الكريم أمر الأبناء بالإحسان لهما بعد عبادة الله عز وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء:23- 24)، ولقد أكد الدين الإسلامي على المرأة الأم وأوصى بها وجعل برَّها من أصول الفضائل، كما جعل حقها أوكد من حق الأب، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء رجل وسأل النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن برّ الوالدين، فقال: أبرِر أمّك، أبرِر أمّك أبرِر أمّك، أبرِر أباك أبرِر أباك، وبدأ بالأمّ قبل الأب) (الكافي: ج2، ص11)، والتأكيد في تقديم حق الأم على الأب هو لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية، وهذا ما يقرره القرآن ويكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم وذلك مثل قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان:14)، وقوله تعالى ذكره: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا) (الأحقاف:15).
ولعظم منزلة الأم الصالحة أكرمها الإسلام بأن جعل الجنة تحت أقدامها، ولأجل ذلك يروى أنه لما جاء رجل إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول الله! أتمنى بأن أقبل عتبة الجنة وجبهة حور العين -يعني أدخل الجنة- قال له الرسول(صلى الله عليه وآله): (قبّل رجلي أمّك، وجبهة أبيك) (الجامع الصغير: ج1، ص563).
وقد فرضت الشريعة الإسلامية على الأبناء برَّ الوالدين واعتبرته من أفضل الأعمال، فقد روي أن موسى(عليه السلام) ناجى ربه يوماً وقال: (يا رب أيُّ شيء أحسن الطاعات؟ قال الله تعالى: بر الوالدين) (الأخلاق في حديث واحد: ج1، ص250).
والروايات تُصرح بأن برَّ الوالدين أفضل حتى من العبادات، روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال: (برّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحجّ والعمرة، والجهاد في سبيل الله) (جامع السعادات: ج2، ص203).
وبِرُّهم يعني: إحسان عشرتهما، وتوقيرهما، وخفض الجناح لهما، وطاعتهما في غير المعصية، والتماس رضاهما في كل أمر، حتى الجهاد، فإذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنهما، فإنّ برهما ضرب من الجهاد، روي أن رجلاً أتى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال: (إنّي رجل شابّ نشيط، وأحبّ الجهاد، ولي والدة تكره ذلك، فقال له(صلى الله عليه وآله): إرجع فكن مع والدتك، فو الّذي بعثني بالحقّ! لأُنسها بك ليلة خيرٌ من جهاد في سبيل الله سنة) (الكافي: ج22، ص163)، وجاء رجل إلى النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: (يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها) (الدر المنثور: ج4، ص173).
أهم حقوق الوالدين:
إن أهم حقوق الوالدين التي يلزم على الأبناء مراعاتها، هي الآتي:
أولاً: الإحسان إليهما: روي عن أبي ولّاد الحناط قال: (سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تُحسن صحبتهما وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئًا ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله عزّ وجلّ: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) (الكافي: ج2، ص157)، ولقد أفتى الفقهاء بأن الأبناء يلزم عليهم الإنفاق على الوالدين إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما، فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف، والنصوص الشرعية أكدت على التفاصيل، فمن جهة النفقة روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)أنه قال: (هل تعلمون أيّ نفقة في سبيل الله أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال(صلى الله عليه وآله): نفقة الولد على الوالدين) (المستدرك: ج15، ص204)، وقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): (أفضل الكسب كسب الوالدين، وأفضل الخدمة خدمتهما، وأفضل الصدقة عليهما، وأفضل النوم بجنبهما) (المستدرك: ج15، ص201).
ومن جهة مداراتهما روي عن إبراهيم بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله الصادق(عليه السلام): (إنّ أبي قد كبر جدًّا وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة، فقال(عليه السلام): إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنه جُنّةٌ لك غدا) (الكافي: ج2، ص162).
ثانياً: مصاحبتهما بالمعروف: بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً، وإن كانا ظالمين له، روي عن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) أنه قال: (..وأمّا قول الله عزّ وجلّ: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّوَلاَ تَنْهَرْهُمَا) قال(عليه السلام): إن أضجراك فلا تقل لهما: أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: (وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)، قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقّة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدّم قدّامهما) (الكافي: ج2، ص157- 158).
ثالثاً: الاحترام: وإنما يكون ذلك حاكياً عما في الضمير والسريرة لهما من الشأن والمكانة بطريق الفعل والدعاء وغيرهما ويكفيك ما جاء عن الصديقة الطاهرة(عليهما السلام): (ما استطعت أن أكلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من هيبته) (البحار: ج43، ص85)، مع أنها أحب الخلق إليه وروحه التي بين جنبيه، وفي دعاء الإمام السجاد(عليه السلام): (اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف وأبرهما بر الأم الرؤوف واجعل طاعتي لوالدي وبري بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان واثلج لصدري من شربة الظمآن...) (الصحيفة السجادية: ص126).
رابعاً: الطاعة: من جملة الأمور التي يجب على الأبناء الالتزام بها طاعة الوالدين، روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: (...ويجب للوالدين على الولد ثلاثة أشياء: شكرهما على كل حال، وطاعتهما فيما يأمرانه وينهيانه عنه في غير معصية الله، ونصيحتهما في السر والعلانية) (تحف العقول: ص322).