معنى اللهو لغة: هْوِ التَّرْوِيحُ عَنِ النَّفْسِ بِمَا لَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ، وَأَلْهَانِي الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ شَغَلَنِي، ويقال: لهوت بالشّيء ألهو به لهوا وتلهّيت به إذا لعبت به وتشاغلت وغفلت به عن غيره.
وقال في شرح المفردات: الإلهاء الصرف إلى اللهو، واللهو الانصراف إلى ما يدعو إليه الهوى، ما لَعِبْتَ به وشغَلك، من هَوًى وطرب ونحوهما، وقيل اللهو وليد الهوى، واللعب وليد الرغبة.
اللهو في القران:
قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون:9)، حذر القرآن الكريم المؤمنين من مغبة الوقوع في هذه المصيدة الخطيرة، ألا وهي حب الدنيا والتكالب على الأموال والانشداد إليها، على الرغم من أن الأموال والأولاد من النعم الإلهية التي يستعان بها على طاعة الله وتحصيل رضوانه إن أحسن استخدامها، لكنها يمكن أن تتحول إلى سَدّ يحول بين الإنسان وخالقه إذا ما تعلق بها الإنسان بشكل مفرط.
وقال سبحانه: (إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) (محمد:37).
وقال تعالى: (وَإذا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الجمعة:11).
وقال تقدست أسماؤه: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) (الحديد:20)، وصف الله الحياة الدنيا بأنها دار لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد وبها يغتر الإنسان وينسى نفسه وينسى أخرته وهو الضياع الكبير، وقد شبّه القرآن الكريم الحياة الدنيا بأروع تشبيه حيث إنها مؤقتة وقصيرة الأمد ولذلك فاللذة الدنيوية - التي تكون لمحض الدنيا- زائلة وفانية فهي كالنبات ذي العمر القصير سريعا ما نراه يموت ويكون يابسا (حطاما) بعد أن كان ذا أزهار جميلة وخضرة محببة، وهذا حال الدنيا بكل لذاتها للمتأمل المنصف فهي دعوة من القران للتأمل والتفكر في عواقب الأمور بما يزيل الغشاوة عن عقله، وقد يصف القرآن الكريم -تارة- الحياة الدنيا بأنها لهو ولعب، كما في قوله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ) (الأنعام:32)، ويصفها تارة أخرى باللهو واللعب والزينة والتفاخر والتكاثر، كما في هذه الآية ويصفها ثالثة بأنها (مَتَاعُ الْغُرُورِ) كما في قوله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20)، ويصفها رابعة بأنها (متاع قليل) كما جاء في قوله تعالى: (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (آل عمران: 196- 197)، وخامسةً يصفها بأنها عارض ظاهري سريع الزوال: (عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (النساء:94)، ومجموع هذه التعبيرات والآيات القرآنية توضح لنا وجهة نظر الإسلام حول الحياة المادية ونعمها، حيث إنه يعطيها القيمة المحدودة التي تتناسب مع شأنها، ويعتبر الميل إليها والانشداد لها ناشئا من توجه غير هادف كالتجمل (زينة) وحب المقام والرئاسة والأفضلية على الآخرين (تفاخر) والحرص وطلب المال والأولاد بكثرة (التكاثر) ويعتبر التعلق بها مصدرا للذنوب والآثام العظام، أما إذا تحولت النظرة إلى هذه النعم الإلهية، وأصبحت سُلّما للوصول إلى الأهداف الإلهية، عند ذلك، فإنها تصبح رأسمال يشتريها الله من المؤمنين ويعطيهم عوضها جنة خالدة وسعادة أبدية.
وقال تعالى: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) (الأنعام:70).
وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (لقمان:6- 7)، فأي شراء أكثر ضررا على الإنسان من شراء لهو الحديث والذي توعد الله عليه الذين يشترونه عذاباً أليما، وتعبير القران في غاية الدقة والروعة، إذ عبّر:
أولاً: بأن من يطلب اللهو لا يأخذه بالمجّان بل يدفع مقابله شيئا ما، وما الذي يدفعه يا ترى في مقابل ذلك؟ إنه يدفع أغلى شيء عنده وهو عمره! وبالتالي آخرته فيهوى.
وثانياً: إن من يمشي في طرق اللهو يعاند -شيئا فشيئا- الحق ويُضل الناس عن سبيله فيكون من أئمة الضلال.
وثالثاً: - وهو نتيجة حتمية لما تقدم- الاستهزاء بآيات الله وإنكارها.
ورابعاً: - وهو نهاية المطاف- أن لا يؤثر فيه قول الله ولا نصحه ولا هدايته وبذلك يُختم على قلبه فهو من أهل النار.
من مصاديق اللهو المحرم:
1- المزاح المحرم: هناك قسم من الناس، ممن يغلب عليه جانب الهزل والمزاح، وحالة الاسترخاء المذموم، يسترسل في ذلك حتى يوفقه في المخالفة الشرعية والسير نحو الإفراط في الدعابة والمزاح، فنحن مأمورون بأن نأخذ طريقا وسطا في هذا المجال، فعلى المؤمن أن يحذر من مجالس الغفلة والابتعاد عنها، فإن الجلوس في أمثالها لا يناسب صفات المؤمن وهي توجب الابتعاد عن الله تعالى، ففي دعاء أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين(عليه السلام): (أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني) (إقبال الأعمال: ج1، ص164)، وعلى هذا يمكن أن نحمل الروايات الناهية عن المزاح مثل: (يا علي!.. لا تمزح فيذهب بهاؤك) ومن الطبيعي أن يزول بهاء الإنسان ووقاره وقوة شخصيته إذا ما بالغ وأفرط في مزاحه مع أقرانه، فمن اتخذ المزاح صفة ملازمة له، فيما يناسب وفيما لا يناسب، فإنه سيخطأ ومن يخطأ سيقع في الحرام غالباً، فالذي يكثر من الدعابة والمزاح من الممكن أن يكذب، ليضحك الآخرين كما روي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قال لأبي ذر: (يا أبا ذر ويل للذي يُحدِّث فَيكذِب ليُضحك به القوم ويل له ويل له ويل له) (الوسائل: ج12، ص250)، ومن الممكن أن يكون مزاحه في غير محله، أو أنه قد يمزح ولكن على حساب وهن الآخرين، أو إدخال الهم والغم وما شابه ذلك على غيره.. فعلى المؤمن أن يكون ملتفتا جدا إلى هذه النقطة، وهي عدم الخروج عن الحد الشرعي... وفي الواقع إن المؤمن في كل حركاته وسكناته، منظور من المولى تبارك وتعالى، فلا يحاول أن يقوم بحركة مهما خفت هذه الحركة، مما يمكن أن يُعاقب أو يُعاتب.. وعتاب الله للمؤمن ثقيل على نفسه يوم القيامة، وإن لم يستلزم ذلك العتاب عقابا منه تبارك وتعالى.
2- القمار: من طرق الشيطان واللهو المحرم القمار وهو من المقامرة وهي المراهنة في اللعب، فالقمار أكل للمال بالباطل، وضياع للمال والعمر ففي الحديث الشريف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت) (الأمالي: ص93). وقد حرمه الله تعالى بنص الكتاب العزيز والروايات الشريفة، ولا فرق بين أنواعه من النرد والشطرنج وغيرهما، لما فيه من المضار والأخطار على الإنسان والمجتمع، قال تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) (المائدة:90)، وقال الإمام الباقر(عليه السلام): (لما أنزل الله عز وجل على رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) قيل: يا رسول الله ما الميسر؟ فقال: كل ما تقومر به حتى الكعاب والجوز) (الكافي: ج5، ص123).
وعنه(عليه السلام): (إن الشطرنج والنرد وأربعة عشر وكل ما قومر عليه منها فهو ميسر) (الوسائل: ج17، ص167).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من يلعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله) (المستدرك: ج13، ص225).
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) لقوم كانوا يلعبون بالشطرنج: (ما هذه التماثيل الّتي أنتم لها عابدون) (عوالي اللآلئ: ج1، ص243).
وروي عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنه قال: (لا تسلِّموا على اليهود ولا النصارى ولا على المجوس ولا على عبدة الأوثان ولا على موائد شراب الخمر ولا على صاحب الشطرنج والنرد...) (الخصال: ص484)، وقال الإمام الصادق(عليه السلام) لزيد الشحّام وغيره: (الرجس من الأوثان: الشطرنج) (الوسائل: ج12، ص237)، وعنه(عليه السلام) في خبر عمر بن يزيد: (إنّ لله عزَّ وجلَّ في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار إلاّ من أفطر على مسكر، أو مشاحن، أو صاحب شاهين، قال: وأي شيء صاحب الشاهين؟ قال: الشطرنج) (الوسائل: ج12، ص237).
3- اللهو بالتلفاز والموبايل والألعاب الالكترونية: وهي من أفات هذا العصر إذا أُسيء استخدامها وكانت بابا للهو وتقليد الآخرين في أخلاقياتهم وعقائدهم الفاسدة، فكل منها أشد خطرا وأسرع انتشارا من الوباء والأمراض الفتاكة التي تصيب جسد الأسرة المسلمة وتهدد نسيج المجتمع، لأنها نافذة كبيرة على الفساد وانتقال أخلاقيات وعادات غير مألوفة على مجتمعنا، إذ الأخلاق تنتقل بالعدوى كما الأمراض، ولَكَمْ رَأَينا من الأسر المسلمة التي أباد أمنها واستقرارها التلفاز وساهم الموبايل في خرابها وتشتتها، وضيَّعت الألعاب الالكترونية أبناءها، وما انتشار الطلاق إلا أحد مسبَبَاتها فالمرأة التي تمضي الكثير من وقتها أمام شاشة التلفاز أو اللهو بالموبايل قد تصاب بأمراض أخلاقية مختلفة وتؤدي لضياع نفسها وحقوق أسرتها وزوجها، وكذلك باقي أفراد الأسرة فيما إذا ساروا بنفس الطريق.
4- الانترنت: وللأسف دخل الانترنت عالم الوسائل التي يتوصل من خلالها البعض إلى غاياتهم الشيطانية والتي أخذت دائرتها تكبر لحظة بلحظة كمّا وكيفا مما أفزع المهتمين بالشأن الأخلاقي والاجتماعي والأسري على حد سواء، ودعاهم إلى التحرك الجاد من أجل إيقاظ الناس وتحذيرهم من الاستخدام السيء لهذه الوسيلة العصرية الهامة، فصار أداة فعالة بيد أتباع الشيطان حيث انتشرت الأفلام والمقاطع غير الأخلاقية الفاسدة والمحرمة، ومقاطع الجريمة والعنف والسرقة والغناء حتى غدت غذاءً يوميا للشباب ولكثير من الأسر، فانتشرت ثقافة القتل والسرقة والفساد والمكر والخديعة وتسقيط الناس وإشاعة الفجور والخيانة وهتك الأعراض مما يندى له جبين الإنسانية أجمع، فانهارت أسر وتفككت أخرى وأريقت دماء وهجر ناس أوطانهم وحرموا من أهليهم وذويهم وأزواجهم بسبب إشاعة خطأ أو تلفيق تهمة أو تركيب صورة على أخرى، إلى غير ذلك من أساليب الشياطين، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونََ) (النور:19)، ثم ما حصل في السنوات الأخيرة من تزايد مواقع التواصل الاجتماعي الذي فتح المجال كبيراً للاختلاط بين الجنسين عبر قنوات الدردشة الصوتية أو المرئية وما تؤدي إليه من نشر الفساد والانحلال الخلقي وإهدار الوقت والسهر للصباح على الكلام اللهوي الماجن الذي ينبغي وضع حد له بشكل حازم، فقد وصل استخدام هذه الوسيلة إلى حد الإدمان، حتى وصل الأمر لأن يشغل الإنسان عن دينه وواجباته وساهم في ضياع عمره وحقوقه، وهناك قلق يساور الآباء والأمهات والمربّين من سوء اسخدام الانترنت من جانبين:
الجانب الأول: يرتبط بالإدمان، حيث إن الانترنت بكافة تشعباتها يَستهوي المراهقين والشباب وربما الأطفال بدافع الفضول بداية والتواصل مع من يعرفون ومن لا يعرفون، ثم يتحول هذا التعلق البسيط إلى إدمان يؤدي إلى هدر الوقت وتضييع العمر فيما لا نفع فيه إذا لم يكن مضراً من الناحية التربوية، وهذا الخطر يشترك معه فيه التلفزيون وكل الوسائل الإعلامية الحديثة.
الجانب الثاني: يتعلق بما يحتويه ويوفره الانترنيت، ونحن هنا يساورنا قلق شديد للواقع المأساوي الذي ربما لا يعلم به الكثيرون ممن يسهلون لأبنائهم التعامل مع هذه الوسيلة في المنزل أو في المقهى دون رقابة، بعض الإحصاءات تقول بأنّ عدد المواقع الإباحية تتجاوز العشرة آلاف موقع، ففي كل يوم تفتتح عشرات المواقع الجديدة، وتقوم هذه المواقع بنشر ثقافة الشذوذ والانحلال والإباحية بما لا نظير له في السابق، وهذا التزايد السريع بعدد المواقع يعود لأسباب منها تجارية ربحية، وأخرى تأخذ في بعضها بعُدا اقتصاديا وسياسيا، ومن أهمها القضاء على قوة هذه الدول وضرب منابع الحيوية والقدرة عندها، أعني الشباب، لأن مجتمعاً بلا شباب يعني مجتمع بلا أفق بلا إمكانات بلا مستقبل، ولذا تلجأ الدول الطامعة الكبرى في ثروات الدول الصغيرة إلى كل وسيلة من شأنها إضعاف هذه الدول بالحرب فيما بينها تارة أو تقسيمها تارة أخرى وإغراق مجتمعاتها في اللهو والعبثية واللامبالاة وإدمان المخدرات والتحلل والبحث عن اللذة، والتي يقع ضحيتها شبابنا ومجتمعنا اليوم فنحن ضحايا لمشروع كبير يموّل بمليارات الدولارات, فلا بد من دق ناقوس الخطر كي نتحمل جميعاً المسؤولية ونضع الخطط والبرامج التي تنقذ أبناءنا وتحميهم من مخاطر ما يخطط لهم أو على الأقل حمايتهم من هذه الأخطار والإضرار وتحصين مجتمعاتنا مما يراد بها، وفي الآونة الأخيرة تعدى الأمر إلى غزو فكري آخر، وهو المواقع الإرهابية التي تعلم الأطفال الإرهاب والقتل وتجرّهم - بغواية شيطانية- إلى ممارسة أنواع منه بدافع عقدي أو نفعي مختلف، والهدف الأساسي هو تدمير الشباب وتغيير مسارهم إلى ما لا نفع فيه، هذا بالإضافة إلى المواقع الفكرية المنحرفة التي تغير أفكار الناس وتمارس إرهاباً فكرياً يستهدف بالخصوص أتباع المذهب الحق ويشوه أفكار أبنائه.
وأخيراً نسأل الله أن ينجينا وأبناءنا وكل بيوت المسلمين من مخاطر الغزو الثقافي ومن ويلاته والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.