لا تتحقق التوبة الصادقة النصوح إلا بعد تبلورها، واجتيازها أطواراً ثلاثة:
فالطور الأول: هو طور يَقظَة الضمير، وشعور المذنب بالأسى والندم على معصية اللّه تعالى، وتعرضه لسخطه وعقابه، فإذا امتلأت نفس المذنب بهذا الشعور الواعي انتقل إلى:
الطور الثاني: وهو طور الرجوع إلى اللّه عز وجل، والعزم الصادق على طاعته، ونبذ عصيانه، فإذا ما أنس بذلك تحول إلى:
الطور الثالث: وهو طور تصفية النفس من رواسب الذنوب، وتلافي سيئاتها بالأعمال الصالحة الباعثة على توفير رصيد الحسنات، وتلاشي السيئات، وبذلك تتحقق التوبة الصادقة النصوح.
وليست التوبة هزلاً عابثاً، ولقلقةً يتشدق بها اللسان، وإنما هي: الرجوع الصادق إلى اللّه تعالى، ومجافاة عصيانه بعزم وتصميم قويين، والمستغفر بلسانه وهو سادر في المعاصي مستهتر كذّاب، كما قال الإمام الرضا (عليه السلام): (المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه)[1].