الفصل الثاني: التوبة: معنى التوبة لغة

التَّوْبةُ في اللّغة: الرُّجُوعُ من الذَّنْبِ، يقال: تابَ إلى اللَّه يَتُوبُ تَوْباً وتَوْبةً ومَتاباً: أَنابَ ورَجَعَ عن المَعْصيةِ إلى الطاعةِ، واسْتَتَبْتُ فُلاناً: عَرَضْتُ عليه التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف، أَي: الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه، واسْتَتابه: سأَلَه أَن يَتُوبَ [1].

وأما التّوبة في الاصطلاح الشّرعي: فقد اختلف الكلمات في معناها على أقوال: فقيل: النّدم على الذّنب لكونه ذنباً[2]، وقد يزاد بالإضافة إلى ما تقدم هذا القيد: مع العزم على ترك المعاودة أبداً، والظّاهر: أنّ هذا العزم لازم لذلك النّدم غير منفك عنه [3]، وقيل: النّدم على المعصية، لكونها معصية، والعزم على ترك المعاودة في المستقبل، لأنّ ترك العزم يكشف عن نفي النّدم[4].

فيفهم من كل ما تقدم أن أركان التوبة ثلاثة:

  1. النّدم على فعل المعصية لكونها معصية.
  2. العزم على ترك المعاودة.
  3. وجوب تدارك ما سبق من التّقصير في الأعمال إن أمكن.

 


[1]  لسان العرب: ج1، ص233. 

[2]  رياض السّالكين: ص404 ،  ومجمع البحرين: ح1، ص300.

[3]  جواهر الكلام: ج41، ص114.

[4]  بحار الأنوار: ج6، ص43.