آثار العقوق الدنيويـّة والأخروية

أ.تعجيل العقوبة:

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها، ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان)[1].

ب.استجابة دعاء الأم على ولدها:

فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (إياكم ودعوة الوالد فإنها ترفع... فإياكم ودعوة الوالد فإنها أحد من السيف)[2].

 فإذا كانت دعوة الوالد تستجاب بهذا الشكل فمن باب أولى تستجاب دعوة الأم لكون حقها أعظم من حق الأب، وقد  ورد عن سعيد بن يسار قال: (سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حضر شاباً عند وفاته، فقال له: قل: لا إله إلا الله فقال: اعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟. قالت: نعم أنا أمه، فقال: أساخطة أنتِ عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: إرضِ عنه، قالت: رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قل: لا إله إلا الله، فقالها.. فقال له النبي: ما ترى؟. قال: أرى رجلاً أسود اللون قبيح المنظر، وسخ الثياب، نتن الرائحة، قد وليني الساعة وأخذ بكظمي، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، أقبل مني اليسير واعف عن الكثير، إنك أنت الغفور الرحيم!. فقالها الشاب فقال له: انظر ما ترى؟، قال: أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني.. فقال له: أعد فأعاد فقال له: ما ترى؟. قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وَلِيَني، ثم طفى (مات) على تلك الحال)[3]. والذي يظهر من هذا الحديث الشريف أن للعقوق آثاراً كثيرة، منها ما يظهر عند سكرة الموت، وما يحل بالعاق من الأذى بسبب عقوقه لوالديه، وبالأخص حق الأم، وإن لرضاها أثراً بالغاً.

ج- لا تقبل أعمالهم الصالحة:

روي أن موسى (عليه السلام) قال: (يا رب إن صديقي فلان الشهيد؟. قال: في النار، قال: أليس قد وعدت الشهداء الجنة؟. قال: بلى، ولكن كان مصراً على عقوق الوالدين، وأنا لا أقبل مع العقوق عملاً)[4]، ومن جملة تلك الأعمال العبادية كالصلاة فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من نظر إلى أبويه نظر ماقت لهما لم يقبل الله صلاته)[5].

د- لا يرى الرسول (صلى الله عليه وآله):

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)أنّه قال: (كلّ المسلمين يروني يوم القيامة، إلّا عاقّ الوالدين، وشارب الخمر، ومن سمع اسمي ولم يصلَّ عليَّ)[6].

هـ- جزاؤه النار:

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (كن بارّاً واقصر على الجنّة، وإن كنت عاقًّا فاقصر على النار)[7].

وعنه (صلى الله عليه وآله): (من أصبح مسخطاً لأبويه، أصبح له بابان مفتوحان إلى النار)[8].

و- لا يشمّ ريح الجنّة:

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كلام له: (إيّاكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام، ولا يجدها عاقّ، ولا قاطع رحم، ولا شيخ زان، ولا جارٌ إزاره خُيلاء. إنّما الكبرياء لله ربّ العالمين)[9].

وعن يعقوب بن شعيب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا كان يوم القيامة، كُشف غطاءٌ من أغطية الجنّة فوجدَ ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام، إلّا صِنفٌ واحدٌ، قلت: من هم؟ قال (عليه السلام): العاقّ لوالديه)[10].

 نسأله تعالى أن يجعلنا من الأمهات المؤمنات الصالحات ومن الأبناء البارين بوالديهم آمين رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله أجمعين الطيبين الطاهرين.

 


[1] أمالي الشيخ المفيد: ص237.

[2] مستدرك الوسائل: ج2، ص 629.

[3] الأمالي: ص287.

[4] مستدرك الوسائل: ج2، ص630.

[5] الكافي: ج2، ص349.

[6] جامع السعادات: ج2، ص203.

[7] وسائل الشيعة: ج15، ص216.

[8] جامع السعادات: ج2، ص202.

[9] الكافي: ج2، ص349.

[10] المصدر السابق: ج2، ص348.