المطلب الثاني: مكانة الزوجة في الإسلام

على الزوج أن يراعي في هذا الدور مشاعر زوجته وأحاسيسها، ويقلل من الضغوط عليها في ما تبذله من جهود لم تكن مألوفة لديها، لأنها بحاجة إلى مساعدة زوجها، وعليه أن لا يستنكف من المساعدة لها ولعياله، فإن خدمة العيال في البيت خير من العبادة الطويلة، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس، فقال: يا علي: اسمع مني، وما أقول إلا عن أمر ربي، ما من رجل يعين إمرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه من الثواب مثل ما أعطى الصابرين وداود ويعقوب وعيسى.

يا علي: من كان في خدمة العيال، ولم يأنف كُتِبَ اسمه في ديوان الشهداء، وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه الله بكل عرق في جسده مدينة.

يا علي: ساعة في خدمة العيال في البيت، خير له من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق بها على المساكين، وخير من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير فأعتقهم، وخير له من ألف بدنة يعطي المساكين ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة.

يا علي: من لم يأنف من خدمة العيال فهو كفارة للكبائر ويطفئ غضب الرب ومهور الحور العين وتزيد في الحسنات والدرجات.

يا علي: لا يخدم العيال إلا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة)([1]).

يتضح من خلال فقرات هذا الحديث النبوي الشريف أن الإسلام يريد من الزوج أن يكون إلى جانب زوجته في كل زاوية من زوايا الحياة الزوجية، ولا سيما إذا كانت الزوجة في دور الأمومة، فهي بحاجة إلى مد يد العون والمساعدة من زوجها لتقوم بوظيفتها خير قيام، ويكونا قد تعاونا على بناء كيان الأسرة المتماسكة القائمة على الوئام، يسودها جو من المحبة والألفة والتعاون، ويكون بذلك قدوة صالحة لأبنائهما وللأسر الأخرى التي تعيش معهم في مجتمع واحد.

 


[1] جامع الأخبار: ص102 الفصل 59 في خدمة العيال.