إن من ثوابت الدين الإسلامي - طبقا لنصوص القرآن الكريم وأحاديث المعصومين (عليهم السلام)- إن المؤمن له من الحرمة والمكانة ما لا يوازيه شيء عند الله، فهو محترم النفس والمال والعرض، ولذا فانتهاك أي واحدة من هذه الخصوصيات الثلاثة يُعد من أكبر الموبقات.
لذا فقد حرّم الله تعالى على المسلم التطاول على أخيه المسلم بطعن في عرضه (سواء في هذا الحكم الرجال والنساء).
والقذف من أشنع أنواع التطاول وانتهاك الأعراض، وأبلغها في الإضرار بالمقذوف والإساءة إليه، لذا كان من أشد الذنوب، فكان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً، ومقروناً بالعقاب الدنيوي الذي يردع الواقع فيه من الذنب.
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[1].
وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ* وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ* عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ* وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)[2].
وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)[3].
يبين الله تعالى في هذه الآية أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة ورماها بالزنا أو البغاء أو الفاحشة، فإنه ملعون في الدنيا والآخرة متوعد بالعذاب العظيم