وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى
السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)
السؤال: ما هي الصلاة؟
الجواب: الصلاة هي أحدى الدعائم التي بني الإسلام عليها، قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (لكل شيء وجه ووجه دينكم الصلاة »، وفي حديث آخر أنه (صلى الله عليه وآله) قال: (لا ينال شفاعتي من أستخف بصلاته).
وأهم الصلوات الواجبة هي الصلوات اليومية وهي خمس:
1 - صلاة الصبح: ركعتان.
2 - صلاة الظهر: أربع ركعات.
3 - صلاة العصر: أربع ركعات.
4 - صلاة المغرب: ثلاث ركعات.
5 - صلاة العشاء: أربع ركعات.
وتقصر الصلاة الرباعية في السفر وفي حالة الخوف بشروط معينة.
السؤال: ما هي أهمية الصلاة وبماذا تنصحون المصلي؟
الجواب: هي عمود الدين، ومما بنى عليه الإسلام، ومن أهم العبادات الدينية التي إن قبلت قبل ما سواها من العبادات والأعمال، وكما تزول القذارة عن جسد الإنسان إذا اغتسل في اليوم والليلة بماء نهر خمس مرّات، كذلك الصلوات الخمس، فإنها تطهر الإنسان من الذنوب، كما في الحديث، ومن الأفضل الإتيان بالصلاة في أول وقتها، فإنه رضوان الله تعالى، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله)أنه قال (من لم يهتمّ بالصلاة واستخف بها فهو مستحق لعذاب الآخرة).
وكما ينبغي له ترك ما يوجب نقصان ثواب الصلاة، كالصلاة وقد حصره البول، وكالنظر إلى السماء في أثنائها، كذلك ينبغي له الإتيان فيها بما يوجب زيادة الثواب عليها، كأن يلبس الإنسان الثياب النظيفة في صلاته، ويعطر نفسه، ويستعمل المسواك، ويسرح شعره قبل الشروع فيها.
وينبغي حضور القلب في الصلاة، فإن للإنسان من صلاته ما أقبل عليه منها، كما في الحديث، فلا يفكّر الإنسان أثناء صلاته بغير الأذكار والأدعية وأفعال الصلاة، وليعلم بين يدي مَن يقف ومَن يخاطب ليدرك خطر الصلاة وأهميتها.
السؤال: کيف يتم التعامل مع شخص لا يهتم بأداء الصلاة؟
الجواب: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وتذکيره بأهمية الصلاة وأنها عمود الدين إن قبلت قُبل ما سواها، وإن رُدت رُدّ ما سواها، وأن أهل الجحيم حين سُئلوا عن الطريق الذي سلکوه فانتهی بهم إليها، فقالوا: لم نَكُ من المصلين، وليتجنّب التطاول باتهام المقابل بالکفر ونحوه فعواقبه وخیمة.
السؤال: ما هو حكم تارك الصلاة؟ وكيف يتم قضاؤها؟
الجواب: يعرف عظم الذنب الذي ارتكبه فيندم عليه ويتوب إلى الله ثم يستغفر ربه ويقضي الصلوات التي فاتته، ولا ترتيب فيه إلا فيما كان مرتباً بالأصل كالظهرين والعشائين ليوم واحد، بمعنى: عدم قضاء العصر لذاك اليوم قبل الظهر منه وكذا في العشائين.
السؤال: ما هو الاستخفاف بالصلاة؟
الجواب: للاستخفاف مصاديق متعددة منها:
1- أن لا يهتم بالصلاة فينسى الإتيان بالصلاة لعدم اهتمامه بها أو ينام عنها بنحو لو كان يهتم بالصلاة لم ينس أو لم ينم.
ففي الحديث عن الصادق (عليه السلام) في قوله: (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، قال هو تأخير الصلاة عن أول وقتها من غير عذر، وعنه (عليه السلام): هو الترك لها والتواني عنها، وعن الكاظم (عليه السلام)، قال: هو التضييع.
2- أن يصلي في بعض الأوقات ولا يصلي في البعض الآخر فمتى كان له فراغ يصلي ومتى كان مشغولاً بالأمور الدنيوية يترك الصلاة.
3- أن يترك الصلاة في الوقت بلا عذر شرعي، وإن قضاها بعد ذلك.
4– أن يؤخرها عن أول وقتها بلا عذر شرعي أو عرفي بل من باب عدم الاهتمام بها.
السؤال: مریض یعاني من بعض الحالات النفسیة والعصبیة ويأخذ علاجات مخدرة لهذا المرض، ولذلك تفوت علیه بعض الصلوات بسبب النوم الطویل أو نوع من حالات الخمول والتخدر، فهل علیه أثم في ذلك؟ وما حكم قضاء هذه الفروض؟
الجواب: إذا لم یكن مستخفاً بصلاته فلا شيء علیه، نعم الخمول والتخدر لیس عذراً لترك الصلاة، وعلی أي تقدیر یلزمه قضاء ما تفوته من الصلاة بسبب ذلك كله.
السؤال: هل يجوز لتارك الصلاة العودة وما حكم الصلاة في السابق؟
الجواب: يجب العود وعليه قضاء ما فاته من الصلوات الماضية بالمقدار المتيقن منها.
السؤال: ما هو حكم ترك صلاة الصبح بشكل متكرّر ومن دون عمد؟
الجواب: لا يجوز إن عدّ متهاوناً في ذلك.
السؤال: إذا نام الإنسان واستغرق نومه وقت صلاة الصبح هل یؤثم؟ وهذا یتكرر مراراً كثیرة؟
الجواب: إذا حدث ذلك اتفاقاً فلا أثم علیه واما تكرره، فربما یكشف عن الاستخفاف بالصلاة.
السؤال: هل السهر المفِّوت لصلاة الصبح حرام؟
الجواب: إذا كان بحیث یصدق علیه الاستخفاف والتهاون بالصلاة لم یجز.
السؤال: إذا استیقظ قبل الوقت فهل یجوز له العود إلی النوم مع علمه بعدم الانتباه قبل خروج الوقت ؟ و هل یجب استخدام ما ینبهه كالساعة مثلاً؟
الجواب: العود إلی النوم وعدم استخدام المنبه إذا كان يعد استخفافاً بالصلاة وتهاوناً في أدائها لم یجز.
السؤال: إذا نام الإنسان عن الصلاة من قبل دخول الوقت إلی نهایته فهل يأثم بهذا النوم؟
الجواب: لا أثم علیه إذا لم تكن استدامة النوم إلی نهایة الوقت مستندة إلی اختیاره.
السؤال: هل يجوز السهر ليلاً مع علمه على عدم قدرته على الاستيقاظ لصلاة الصبح ؟
الجواب: لا يجوز التهاون في أداء الواجب.
السؤال: یوجد من المكلفین من یتهاونون في صلاة الفجر ویتعمدون عدم الجلوس إليها وقد طلبوا منّا التحدث لهم عن فضل الجلوس لتلك الصلاة فهل تتفضلون علینا بتزویدنا ببعض الأحاديث الدالة علی فضلها لإرشاد هؤلاء؟
الجواب: إن صلاة الفجر من الصلوات الخمس التي وردت روایات كثیرة في لزوم الاهتمام بأدائها، منه: ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: حافظوا علی الصلوات الخمس فإن الله عزّ وجلّ إذا كان یوم القیامة یدعو العبد فأول شيء یُسأل عنه الصلاة، فإن جاء بها تامة وإلا زجّ به في النار.
السؤال: هل يجوز تأخير الصلاة بسبب قدوم الضيوف والقيام بخدمتهم أو بكاء الطفل الرضيع؟
الجواب: لا يجوز تأخيرها حتى ينقضي وقتها لما ذكر من المبررات ويستحب تقديمها في أول وقتها.
السؤال: هل الاستیقاظ لأداء صلاة الفجر واجب، أي: هل أنه یجب علی المكلف أن یؤقت المنبه (الساعة) أو ما أشبه لایقاضه؟
الجواب: نعم إذا عدّ تركه نوع استخفاف بالصلاة وتهاون في أدائها.
السؤال: ما حكم من لا یداوم علی الصلاة؟
الجواب: آثم لتركه للواجب، ویجب علیه قضاؤها.
السؤال: عدم أداء صلاة الصبح لأسباب عدّة ومنها المرض والسهر والكسل هل یعدّ تهاوناً للصلاة ؟
الجواب: لا يبرّر كلّ ذلك فإنّه تساهل وتهاون ولا یجوز.
السؤال: ما هو جزاء من ترك أحد الواجبات كترك الصلاة أو الصوم؟
الجواب: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: )من ترك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (ولا ينظر الله إلى عبده ولا يزكّيه لو ترك فريضة من فرائض الله، أو ارتكب كبيرة من الكبائر).
وعنه (عليه السلام): (أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه إبليس بأمرٍ، فترك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار إلى ما أمر به إبليس، فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار).
السؤال: ما هو المراد من نقص الدين؟
الجواب: يقصد الفقهاء بنقص الدين: إما فعل الحرام باقتراف الذنوب كالسرقة والكذب والغيبة وشرب الخمر وغيرها من المحرمات الأخرى، وإما ترك الواجب كترك الصلاة وترك الصوم وترك الحج وغيرها من الواجبات الأخرى.
السؤال: يحين وقت الصلاة، والعامل المسلم في وقت العمل، والعمل هنا عزيز مطلوب، فيجد العامل صعوبة في ترك العمل للصلاة، وربما يتسبب موقف كهذا منه إلى طرده من العمل، فهل يستطيع أداء صلاته قضاء؟ أو عليه أن يأتي بها حتى لو أدى ذلك إلى تركه للعمل المحتاج إليه؟
الجواب: إذا كانت حاجته إلى الاستمرار في ذلك العمل تبلغ حدّ الاضطرار، فليصل في الوقت حسبما يمكنه ولو بأن يؤمي للركوع والسجود، ولكن هذا مجرد فرض لا يقع إلا نادراً، فليتق الله تبارك وتعالى ولا يمارس عملاً يؤدي به إلى الإخلال بما هو عمود دينه، وليتذكر قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).