شرائط أخرى لقبول الصلاة

مَنْ يؤدي الصلاة صحيحة يسقط عنه التكليف بامتثاله، ولا يعد تاركاً للصلاة، ولا عقاب عليه بل يشمله الفضل الكثير والآثار الواردة للمصلين في الدنيا والآخرة، إلا أن قبولها في ساحة الربوبية المقدسة، والوصول إلى آثارها وثوابها العظيم له شروط أخرى أهمها حضور القلب، بحيث لو استطاع المصلي أن يراعي شروط القبول لوصل إلى درجات ومقامات عالية لا يوصله إليها أي عمل آخر.

نكتفي هنا ببعض الروايات نأمل أن تكون نافعة:

1- قال(صلى الله عليه وآله): (لا يقبل الله صلاة عبد لا يُحضر قلبه مع بدنه)[1].

 2- وقال (صلى الله عليه وآله): (ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب لاهٍ)[2].

 3- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (لا يقومنَّ أحدُكم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا ولا يُفكرنَّ في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه)[3].

 4- وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (مَن صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله ذنب إلا غفر له)[4].

 5- وقال (عليه السلام): (إنما لك من صلاتك ما أقبلت عليه منها، فإن أوهمها كلها أو غفل عن أدائها لُفّت فضُرب بها وجه صاحبها)[5].

 6- وقال (عليه السلام): (إذا أحرَمْتَ للصلاة فأَقْبِل عليها، فإنك إذا أقبلت أقبل الله عليك، وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يُرفع من الصلاة إلا الثلث أو الربع أو السدس على قدر إقبال المصلي على صلاته، ولا يُعطي الله الغافل شيئا)[6].

يظهر من هذه الروايات الشريفة أن حضور القلب وباقي شروط القبول كنيّة القربة والإخلاص هي بمنزلة روح الصلاة، فالصلاة التي تخلو منها كالبدن الذي يخلو من الروح، وكما أن البدن بلا روح خالٍ من آثار الحياة وخواصها، كذلك الصلاة بلا حضور قلب يُحرم صاحبها من آثارها وخواصها، مثال ذلك أن من جملة خواص الصلاة حسب نص القرآن المجيد أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر فلو صدر من المصليّ ذنب يعلم منه أن صلاته مجرد صورة خالية من الروح.

 


[1] بحار الأنوار: ج81، ص242.

[2] وسائل الشيعة: ج4، ص74.

[3] الخصال: ص613.

[4] الكافي: ج3، ص266.

[5] المصدر السابق: ج3، ص363.

[6] بحار الأنوار: ج81، ص266.