ترك الصلاة عمدا من الاستخفاف بالدين

إن ارتكاب المحرمات ينشأ غالبا من غلبة الشهوة على الإنسان ودفعها إياه نحو المعصية كما هو في الزنا، أو ينشأ من سيطرة الغضب عليه ودفعه إياه نحو المعصية كما هو في الظلم، والقذف، والقتل، وأما في ترك واجب كالصلاة فإنه لا تتدخل الشهوة ولا الغضب إطلاقا في دفعه نحو ترك الصلاة، بل السبب منحصر في الاستخفاف بالدين واستحقار الأوامر الدينية، وبسبب ذلك دخل ترك الصلاة في عنوان الكفر بالله تعالى، وحيث إن الاستخفاف بالدين واضح في ترك الصلاة وأظهر من غيره، لذا جاء في الروايات أن تارك الصلاة  -خصوصا- كافر، إذ أن ترك الزكاة والحج ينشأ أحيانا من الحرص على المال، وترك الصوم يمكن أن ينشأ من شهوة البطن، أما في ترك الصلاة فلا يوجد دافع لذلك سوى الاستخفاف بالدين.

 روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سُئل: ما بالُ الزّاني لا تُسَمّيهِ كافِرًا وتارِكُ الصَّلاةِ قَد سَمَّيتَهُ كافِرًا؟ ومَا الحُجَّةُ في ذلِكَ؟ فقال (عليه السلام): (لأِنَّ الزّانيَ وما أشبَهَهُ إنَّما يَفعَلُ ذلِكَ لِمَكانِ الشَّهوَةِ لأَنَّها تَغلِبُهُ، وتارِكَ الصَّلاةِ لا يَترُكُها إلاَّ استِخفافًا بِها)[1]. ومن هذا الحديث يتضح أن ترك الواجبات إذا كان ناشئا من الاستخفاف بالدين يعد كفرا.

وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (ليس مني من استخف بصلاته، ليس مني من شرب مسكرا، لا يرد عليّ الحوض لا والله)[2].

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال حين حضرته الوفاة: (إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة)[3].

 


[1] الكافي: ج2، ص386.

[2] الكافي: ج3، ص269.

[3] المصدر السابق.