أهمية الصلاة

ينقسم الدين الإسلامي إلى أصول العقيدة وفروع الدين، أما أصول العقيدة، فهي جملة الاعتقادات التي ينبغي أن يحملها الإنسان على وجه القطع واليقين، ليكون محسوباً على المؤمنين المعتقدين بالدين الإسلامي.

وأما الفروع، فهي مجموع الأحكام الشرعية التي شرعها الله تعالى أو أوكل تشريعها إلى نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله) والتي تعبر عن المنظومة الأحكامية في الدين الإسلامي، وهي عبارة عن الواجبات والمحرمات والمكروهات والمستحبات والمباحات، وغيرها من الأحكام الوضعية.

وهذه الأحكام تصنف إلى أحكام ضرورية يعلم بصدورها من المشرع الأقدس على وجه القطع واليقين بشكل بديهي لا يحتاج إلى إقامة دليل عليها، والقسم الآخر ما لم يصل إلى هذا المستوى، فهو مرهون بدليله.

ومن ضمن أهم الأحكام الإسلامية الضرورية التي لا يختلف إثنان من المسلمين في وجوبها، هو وجوب الصلاة إجمالاً، والقدر المتيقن منها هو الصلاة اليومية، وقد تظافرت الأخبار من الفريقين - بعد نصوص القرآن الكريم - على أهمية الصلاة واعتبارها عمود الدين[1] ومعراج المؤمن[2]، وإن قُبلت قُبل ما سواها من عمل وإن رُدت رُدّ ما سواها من عمل[3]، ومَثَلها كمَثَل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود يثبت الأوتاد والاطناب، وإذا مال العمود وانكسر، لم يثبت وتد ولا طناب[4]، وهي خير موضوع، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر[5]، وهي بعد ذلك صلة العبد بربه وهوية المسلم وعنوان العبودية الحقة لله تعالى ووجه دين المرء ولها من الآثار الدنيوية على صعيد الفرد في نفسه وبدنه وأخلاقه وعلى صعيد المجتمع في رص الصفوف وإشاعة روح التعاون والمحبة والتسامح الشيء الكثير، فبهذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على خطورة ترك الصلاة وبيان الآثار الجسيمة لذلك في الدنيا والآخرة ومعرفة عقوبة تارك الصلاة إلى غير ذلك من أبحاث.

الصلاة من أهم الواجبات الإلهية:

1- سُئِل النبي (صلى الله عليه وآله)عن أفضل الأعمال فقال (صلى الله عليه وآله): (الصلاة لأول وقتها)[6].

2- وعن الإمام الباقر (عليه السلام)قال: (الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود تثبت الأوتاد والأطناب[7]، وإذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب)[8].

3- وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (بني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلاة والزكاة والحج والصيام والولاية(. قال زرارة فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال (عليه السلام) الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (الصلاة عمود دينكم)[9].

4- وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (أول ما يُحَاسب العبد ]به [الصلاة، فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها)[10].

5- وقد سأل معاوية بن وهب الإمام الصادق (عليه السلام): (عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فقال (عليه السلام) (ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ) [11])[12].

 


[1] وسائل الشيعة: ج4، ص35.

[2] الشيخ النمازي في مستدرك سفينة البحار ج 6 ص 343.

[3] الكافي ج3 ص268.

[4] جامع أحاديث الشيعة: ج4، ص6.

[5] وسائل الشيعة: ج5، ص248.

[6] بحار الأنوار: ج79، ص226.

[7] الأطناب: جمع طنب: وهو حبل الخباء والخيمة (لسان العرب: ج1، ص560).

[8] وسائل الشيعة ج4، ص37.

[9] الكافي: ج2، ص18.

[10] فلاح السائل: ص127.

[11] سورة مريم: آية31.

[12] الكافي: ج3، ص264.