ليس البر مقصوراً على حياة الوالدين فحسب، بل هو ضروري في حياتهما وبعد وفاتهما، لانقطاعهما عن الدنيا وشدة احتياجهما إلى البر والإحسان.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته وهي تجري بعد موته، وسُنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له)[1].
من أجل ذلك فقد تظافرت وصايا أهل البيت (عليهم السلام) على برّ الوالدين بعد وفاتهما، وأكدت عليه وذلك بقضاء ديونهما المالية أو العبادية، وإسداء الخيرات والمبرّات إليهما، والاستغفار لهما، والترحّم عليهما واعتبرت إهمال ذلك ضرباً من العقوق.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما دَينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عاقاً، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما، فيكتبه الله تعالى باراً) [2].
وعن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (سيد الأبرار يوم القيامة، رجل برّ والديه بعد موتهما)[3].
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (مَن أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده) [4].
وعنه (عليه السلام): (ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين وميتين يصلي عنهما ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك فيزيده الله عز وجل ببره وصلته خيرا كثيرا) [5].