بر الوالدين يزداد عند عجزهما

برّ الوالدين وإن كان له فضله ووقعه الجميل في نفس الوالدين، بَيد أنه يزداد فضلاً ووقعاً جميلاً عند عجزهما وشدة احتياجهما إلى الرعاية والبر، كحالات المرض والشيخوخة، وإلى هذا أشار القرآن الكريم: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)[1].

وقد ورد أن رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: (يا رسول الله، إن أبويّ بلغا من الكبر وإني ألي منهما ما ولياني في الصغر، فهل قضيتهما حقهما؟ قال: لا، فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبّان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وتريد موتهما)[2].

وعن إبراهيم بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (إن أبي قد كبر جداً وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة، فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنه جُنّة لك غداً)[3].

 


[1] سورة الإسراء: آية23 -24.

[2] تفسير كنز الدقائق: ج7، ص381.

[3] الكافي: ج2، ص162.