كيف يستطيع هذا القلم أن يصوّر جلالة الأبوين، وفضلهما على الأولاد، فهما سبب وجودهم، وعِماد حياتهم، وقِوام فضلهم، ونجاحهم في الحياة.
وقد جَهِد الوالدان ما استطاعا في رعاية أبنائهما مادياً ومعنوياً، وتحمَّلا في سبيلهم أشد المتاعب والمشاق، فاضطلعت الأم بأعباء الحمل، وعناء الوضع، ومشقّة الإرضاع، وجهد التربية والمداراة، واضطلع الأب بأعباء الأسرة، والسعي في توفير وسائل العيش لأبنائه، وتثقيفهم وتأديبهم، وإعدادهم للحياة السعيدة الهانئة.
تحمّل الأبوان تلك الجهود الضخمة، فرحين مغتبطين، لا يريدان من أولادهما ثناءاً ولا أجراً.
وناهيك في رأفة الوالدين وحنانهما الجمّ، أنهما يُؤثِران تفوق أولادهم عليهم في مجالات الفضل والكمال، ليكونوا مثاراً للإعجاب ومدعاة للفخر والاعتزاز، خلافاً لما طُبِع عليه الإنسان من حُبِّ الظهور والتفوق على غيره.
من أجل ذلك كان فضل الوالدين على الولد عظيماً وحقهما جسيماً، سما على كل فضلٍ وحقٍ بعد فضل الله عز وجل وحقه.