أولاً: قال تعالى: (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ)[1]. أي أن الله تعالى لو شاء لجعل نبيه (صلى الله عليه وآله) يعرف كذب هؤلاء المنافقين الكاذبين من خلال علاماتهم الخاصة التي يتميزون بها (سيماهم)، والسمة -عادة ما- تظهر على الوجه، أي: أن هذه الآية تؤكد أنه يمكن كشف الكذب من خلال تقاسيم وجه الكذاب، وهو ما توصل إليه العلماء في عصرنا الحاضر من خلال أبحاثهم...
ثانياً: يقول تعالى عنهم في تتمة الآية السابقة: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)[2]. ففي هذا الجزء من الآية إشارة واضحة -أيضاً- إلى إمكان كشف الكذب من خلال الصوت (لحن القول)، واللحن هو التغير الطفيف في الصوت أثناء الكلام، ولذلك فإن الآية أشارت إلى طريقة كشف الكذب من خلال الصوت، وهذا ما توصل إليه العلم مؤخراً...
ثالثاً: أثبت العلماء حديثاً باستخدام - الأجهزة المتطورة- أن المنطقة الأمامية من الدماغ، أي مقدمة رأس الإنسان، هي المسؤولة عن الكذب، (وهي ما نُسميه في اللغة العربية بالناصية)، وهذا ما أشار إله القرآن الكريم في قوله تعالى:(نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)[3].